كاذبة كابتسامة الضباع البغيضة، وخادعة كرقدة الثعالب الماكرة، تلك هي دموع التماسيح الفتاكة، التي تسح العبرات أنهاراً، وتذرف القطرات تباعا علي الوجنات القاسيات فينخدع الطيبون بها، ويظنها البسطاء دليلا علي الندم او الحنين أو الحزن أو الألم، وسائر المشاعر الانسانية الراقية. ولكن علماء السلوك الحيواني، والمتخصصين في علم وظائف الأعضاء لدي الحيوان، يؤكدون ان تلك الدموع كاذبة ولا تمت - بصلة - إلي المشاعر ولا تشبه عبرات البشر الصادقة التي غالبا ما تعبر عن خلجات نفس تتوجع او ضمير يتألم او وجدان يحن، أو وعي تباغته صدمة. وهذه هي بعض دوافع البكاء عند البشر، ولكن لدي التماسيح الامر يختلف فهي لا تبكي ولا تعرف البكاء كبعض الأنام، ولكن للأسف هناك شريحة من البشر فضلت استعارة ظاهرة البكاء الكاذب من التماسيح علي الرغم من ان البكاء سمة من سمات الإنسانية. وبهذه الظاهرة الرائعة أقسم الله - عز وجل- في قرآنه الكريم، حين قال في سورة النجم: »وأنه هو أضحك وأبكي«، ونقول: للأسف بعض البشر أراد أن ينحط ويخلع عنه السمة الإنسانية الأصيلة فيه، ليستعير زائفها من حيوان فتاك سفاح اسمه التمساح. ويبدو ان التشابه في الطباع بين هؤلاء المتشبهين بالتماسيح، وبين ذلك النوع الحيواني كبير، إلي درجة استعارة أحدهما من الآخر. فأصبح لدينا أناس لهم وجوه البشر وعيونهم وأجسامهم ولكنهم في الحقيقة تماسيح فتاكة، تريد ان تبتلع الدنيا وتستخدم التباكي والدموع حيلا للوصول إلي أغراضها الأنانية. ولدينا هنا في الأوطان العزيزة أنواع من التماسيح »!!« التي تريد ابتلاع البلاد، وبعضهم أجاد لعبة الدموع الكاذبة ليؤثر علي الملايين من المصريين المعروف عنهم انهم عاطفيون. وقد تمرن هؤلاء الخداعون علي طقس التباكي علي حال الأوطان وأعباء الفقراء، تمهيدا للانقضاض وقد ضربوا موعدا للافتراس يوافق ذكري عزيزة علينا، ولكنها عندهم ساعة الصفر للانقضاض علي الوطن!