حركت الأحداث المفتعلة والدموية التي قادها بعض القساوسة المتطرفين في شوارع وسط القاهرة وأمام مبنى التليفزيون الرسمي الأسبوع الماضي موجة من الغضب العارم في صفوف قطاع واسع من المواطنين ، وقد استقلب البريد الالكتروني الخاص بي العديد من رسائل الغضب ، ومعظمها رسائل تحمل مع الغضب رؤى وتأملات جديرة بالنظر والمراجعة فعلا ، وأكتفي هنا بعرض رسالتين مما وصلني معتذرا لمن لم أتمكن من عرض رسالته لمحدودية المساحة في هذه الزاوية . تقول الرسالة الأولى : الأستاذ جمال سلطان .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بداية جزاكم الله خيراًعلى ما تكتبونه وتوضحونه في جريدتكم المحترمة ( المصريون ) حتى أنني ذات مرة وأنا أقرأ لكم طلبت من زميلٍ لي أن يقرصني لعلي في حلم ، أو أنكم من كوكب آخر ليس فيه غش ولا خداع ولا نفاق سفلة الإعلام الحالي الذين احتلوا شاشات التلفاز بالأموال الطائفية ، ولكنكم بأسلوبكم الراقي والمؤيد بالحجج طالما تكشفون لبسطاء الناس نفاق هؤلاء وتوضحون المسائل على ما هي عليه دون التحيز لأي جهة ، لي تعليق بسيط على أحداث ماسبيرو . الكل تناول هذا الحدث من المحترمين أمثالكم من عدة نقاط وهي : أن هناك مؤامرة من الأقباط , والمنافقين من الداخل والخارج للعبث بأمن البلاد و تعطيل الانتخابات وتحصيل أعلى مكاسب للأقباط ، بالإضافة إلى الاستقواء بالخارج ، وارهاب المجلس العسكري ، لكني أريد أن أضيف تصور آخر وهو :أن كل هذه النقاط أكيدة لكن نقطة أخرى مهمة وهي أنك إذا نظرت إلى أحوال الأقباط في الاسبوعين السابقين لأحداث ماسبيرو ترى أن هناك انشقاقات في الكنيسة وطلب الخلع منها والاعداد في تزايد نظراً لتعنت البابا شنودة معهم مما عرضهم لإحراج شديد في الداخل والخارج ، وخوفاً من تناقص الأعداد واضطراب أوضاع الكنيسة بدأوا يكيدون ويدبرون أمراً يجمع النصارى ويوحد صفهم أمام عدو افتراضي خارجي واللعب على أوتار الإضطهاد ودغدغة المشاعر الدينية لأن الانسان إذا شعر أن دينه في خطر سينسى أي مطالب أخرى . لأنك إذا نظرت في سلوك قادة الكنيسة ترى انهم كل فترة عندما يشعرون بفتور الناس يحتالون عليهم بحيلة حتى ولو على شكل معجزة ظهور الحمامة إلى غير ذلك . فأرى أن هذه الحادثة مدبرة لتعطيل الأقباط عن مطالبهم ، كما كان في القريب أحداث امبابة التي انست الناس كاميليا شحاتة ومن الذي يستطيع أن يتكلم في قضيتها الآن ؟؟؟؟؟ التوقيع : وائل بدر رسالة أخرى يقول نصها : الأخ العزيز جمال سلطان أعلم مدى مشغولياتك ومدى الضغوط على المصريون ، ولكن يا أخي أنا لم أعد أطيق هذا الإستغلال المستنكر لدماء مصريين أبرياء ممن دفع بهم من أجل أجنده معروفة للجميع وأبطال كانت أعينهم الكريمة ساهرة على أمن هذا الوطن قتلوا غدرا وغيلة وأزهقت أرواحهم الذكية فداءا لتراب هذا الوطن ولم يجدوا من يذرف عليهم دمعة من دموع التماسيح التي تنهمر هذه الأيام. ألا سحقا للكاذبين الأدعياء ومحترفي أكل الفتات على كل الموائد والمتاجرة بشرفهم الإعلامي والصحفي والسياسي. ولكن أن تنزلق حركة كفاية إلى نفس المنزلق الذي إنزلقت إليه التحرير فهذا أمر لايمكن السكوت عليه لسبب بسيط وهو أننا جميعا مسجلين ضمن هذه الحركة. من حقي أن أقول لمن يختطف الحركة لتحقيق أغراض لاتخفى على أحد أن هذا لن يكون بإسمي. وحركة كفاية بسبب هؤلاء أصبحت بلا معنى وفشلت في الإلتحام بالشارع وبقيت نخبوية. وفي الوقت الذي ينبغي أن تلتحم فيه بالناس في الشارع من أجل التعجيل بعملية إنتقال سلمي للسلطة عن طريق إنتخابات نزيهة وعملية ديمقراطية حقيقية نراها تدعو لعصيان مدني لم تدعو إليه أيام النظام البائد!! دعوات مشبوهة في وقت غريب وركوب لموجة التباكي على حائط مبكى ماسبيرو!! ماحدث في ماسبيرو ينضوي تحت الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تمس الأمن القومي وتهدف إلى تقويض السلم الأهلي والإستقرار الإجتماعي بإشعال حرب أهلية وينبغي أن يتعامل معه قضائيا وينال المتسبب والفاعل جزاءه العادل والرادع في نفس الوقت ولا ينبغي أن يستغل سياسيا من أجل مصالح فئوية أو طائفية ضيقة وحقيرة! لا أيها السادة ، فكما يقول الخواجات: Not on my name! التوقيع : عبد الناصر سالم انتهت الرسالتان . [email protected]