حرص المصريون بالدوحة على المشاركة فى الندوة الدوحة أحمد العليمي دور »الطيب« سيذكره التاريخ في توفيق الأوضاع بين المصريين اكد المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور انه لم يرسل أي دعوة او رسالة للحوار مع د. محمد البرادعي حول مسودة الدستور ، وقال : "لماذا ألتقي البرادعي ..لا يوجد شيء يدفعني للقائه".. وشدد الغرياني علي انه لم يكن ضرورياحضور اعضاء اللجنة التأسيسية كاملين لإقرار مسودة الدستور مشيراً إلي انه لا يوجد في لجنة صياغة دساتير العالم أي اشارة إلي ضرورة وجود كامل اللجنة لكي تقر مسودة الدستور ، وثلثي اللجنة يكفي لإقرار المسودة.. وقال الغرياني انه التقي الرئيس محمد مرسي ثلاث مرات خلال مراحل صياغة الدستور ولم يسأله الرئيس في أي مره عما يدور داخل الجلسات لكتابة الدستور ، وشعر ان الرئيس تحاشي ان يتحدث في شأن الجمعية .. جاء ذلك خلال ندوة عقدت بمعرض الكتاب في الدوحة بعنوان ( الأحزاب والدستور في القرآن الكريم والسنة النبوية ) ، وحضرها د. حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث القطري، ود. يوسف القرضاوي رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، ود. حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية عضو اللجنة التأسيسية للدستور ، وسعد محمد الرميحي سكرتير أمير قطر لشئون المتابعة. وقال الغرياني انه في الغالب يقوم بكتابة الدستور لجنة من الخبراء في كتابة الدساتير والقوانين ، وفي اللغة ، وقلة من السياسيين مشيراً إلي ان هناك طريقة اخري تقتضي بها دول العالم وهي كتابة الدستور من جانب جمعية تأسيسية في الغالب تكون منتخبة من خلال الشعب بطريقة مباشرة أو بشكل غير مباشر مثل ان يكون هناك ممثلون للشعب ينتخبون بتلك الجمعية.. وأوضح انه في الغالب ان اعمال اللجنة التأسيسية في دول العالم تتم داخل الجدران بعيداً عن الإعلام ولا يشارك الناس فيها مضيفاً ان الذي حدث في مصر هو كتابة الدستور بطريقة عجيبة علي مسمع الجمهور من خلال الفضائيات ، وانا أقول ان تفاعل الشعب معنا في كتابة الدستور من خلال مناقشته علي الفضائيات ربما يكون به شيء من الصواب.. وتطرق المستشار الغرياني في الندوة إلي الخريطة الحزبية لمصر قبل ثورة 25 يناير وبعدها مشيراً إلي ان عدد الاحزاب المسجلة في مصر قبل الثورة كان 24 حزبا ولم يكن بها أحزاب قوية ، والشعب لا يعرف عنها شيئا بوجه عام ، ومنذ شهر وصل عدد الأحزاب إلي 73 حزبا مشيراً إلي صعوبة تمثيل كل هذه الأحزاب بالجمعية التأسيسية. كفاية و شايفنكو وأوضح الغرياني ان هناك ما يسمي بأحزاب الواقع كانت موجودة قبل الثورة ولم تكن مسجلة ، وبعضها كبير العدد جداً مثل جماعة الإخوان كانت تعمل في العمل السياسي بشكل كامل وكان يطلق عليها (المحظورة) مضيفاً إلي انه كانت هناك جماعة مكونة من ثلاث سيدات تطلق علي نفسها اسم بالعامية (شايفنكو ) وكان العديد من المسؤولين يخشونهم ، وحوربوا قبل الثورة. وتحدث الغرياني عن حركة كفاية التي كانت تقف علي سلم نقابة الصحفيين او دار القضاء العالي ، ويضعون الكمامات الصفراء علي افواههم مكتوب عليها (كفاية) ، وكانت وقفاتهم الاحتجاجية سلمية جداً ، وكان الأمن المركزي يحاصرهم بكل اشكال التسليح لكي لا يختلط بهم الشعب.. واوضح الغرياني عن انشاء جمعية تأسيسية للدستور يجب ان يشارك فيها أهل القانون واهل السياسية مؤكداً إلي ان هذا الخليط من الأحزاب الحقيقية والحركات السياسية كان معوقاً امام تشكيل لجنة تضم كل هذه الاطراف ن ولذلك تم اللجوء إلي مجلسي الشعب والشوري المنتخبين من الشعب ، وذلك بان يختاروا 001 عضو منهم لتشكيل الجمعية.. وأضاف ان تلك الجمعية ابُطلت بحكم محكمة ، ومن ثم شُكلت مره اخري بعدد 001بالإضافة إلي 05 (احتياطي) مشيراً إلي ان وجود عدد من الأعضاء الاحتياطي في الجمعية كان له أهمية كبري .. مشيرا إلي ان الافراد الذين لم ينتخبوا في الجمعية قد عملوا علي إبطالها طوال فتره عملها وفقاً للمقولة الشعبية المصرية (فيها لأخفيها) !.. وقال الغرياني ان الجمعية التأسيسية كانت تضم جميع اطياف المجتمع ، ولكن لوحظ ان أعضاء الجمعية يدخلون النقاش بانتماءاتهم السياسية ، ولذلك طلبت منهم ان يخلع كل منهم عباءته السياسية قبل دخوله لقاعة مجلس الشوري للنقاش حول اعداد الدستور. الدستور الأمريكي وأوضح المستشار الغرياني أن الدستور الامريكي كتب بالتوافق وما لم يتفق عليه اعضاء اللجنة التي وضعته تركوه ولم يتطرقوا إليه مشيراً إلي انه حدثت تعديلات في الدستور الامريكي وصلت إلي 33 تعديلا تقريباً من خلال الأجيال التي جاءت بعد سنوات لتوفق الأوضاع المستجدة في المجتمع مع الدستور الذي وضعه آباؤهم وأجدادهم. وأضاف الغرياني ان اللجنة تلقت جميع اشكال التعليقات من المجتمع من طلب بإضافة مادة إلي طلب دراسة دستور كامل ارسله بعض المواطنين مشيراً إلي ان اتحادات المصريين في الخارج قد ارسلوا العديد من التعديلات أيضاً ، وتلقي الموقع الإلكتروني للجنة مليون مداخلة ومقترحا .. فكيف كنا نسلق الدستور كما يقول البعض!.. واشار الغرياني إلي انه بعد الاتفاق علي مواد الدستور في كل دول العالم داخل اللجنة تعقد جلسة واحدة فقط لقراءة الدستور والموافقة عليه بشكل مباشر او عدم الموافقة ، وبلغت هذه الجلسة في الدستور الفرنسي يومين ونصف ، وفي الدستور الإيطالي بلغت تلك الجلسة 6 أيام ، ولم يغادروا الجلسة حتي تم إقرار الدستور، والنقاش كان علي ثمرة ناضجة ، ولم (تُسلق) كما قال البعض. وأكد الغرياني ان كل من انسحب خاطبناه للعودة فعاد البعض والاخر لم يعد مشيراً إلي ان الاعضاء الاحتياطيين الذين تم استدعاؤهم إلي لجنة التصويت لم يحضروا لأول مرة في الجمعية وانما كانوا مشاركين مع اللجنة منذ أول يوم ولم يكونوا أبدا بعيداً عن صياغة الدستور منذ اول يوم. وقال الغرياني انه يود ان يقول شهادة للتاريخ بأنه التقي الرئيس محمد مرسي ثلاث مرات خلال صياغة الدستور ولم يسأله الرئيس في أي مره عما يدور داخل الجلسات لكتابة الدستور ، وشعر ان الرئيس تحاشي ان يتحدث في شأن الجمعية بتاتاً.. وأوضح الغرياني انه عندما حان موعد تسلم الدستور قال الرئيس مرسي انه سيأتي لتسلم الدستور من مقر الجمعية التأسيسية بمجلس الشوري ، وقال :"ارتحت للفكرة تماماً لولا ان احوال الامن في ميدان التحرير حالت دون ذلك ، وتم الاتفاق علي ان يتسلم الرئيس نسخة الدستور في قاعة المؤتمرات الكبري للأزهر". وانتقد الغرياني كل من رفض وجود نص للأزهر في الدستور مؤكداً ان الازهر ذُكر في المقومات الاساسية للدولة مؤكداً ان شيوخ الأزهر كان لهم دور كبير منذ انشاء الأزهر خاصة في دولة المماليك هم فقط من كانوا يستطيعون الاعتراض علي المملوك ، وكان المماليك يخشونهم .. ولم يجب المستشار الغرياني علي سؤال حول الحكم الذي اصدره ذ عندما كان قاضياً - قبل سنوات بعدم جواز اشراف اعضاء هيئة قضايا الدولة علي الانتخابات ، وتأثير ذلك علي اشراف أعضاء من هيئة قضايا الدولة الآن علي الاستفتاء. شيخ الأزهر وأوضح الغرياني ان الأزهر كان له دور كبير عبر العصور منذ ثورة 91 حتي ثورة 52 يناير ، وكان له دور كبير في تهدئه النفوس حول المواد الخاصة بالشريعة الإسلامية الخاصة بالدستور.. مشيدا بدور شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب ، وقال انه عندما تكشف الاسرار سيذكر التاريخ الدور الكبير الذي قام به الشيخ أحمد الطيب. ومن جانبه علق الدكتور يوسف القرضاوي علي الندوة قائلاً ان الاسلاميين في مصر رشحوه لأن يكون رئيساً للجمهورية ، و الإخوان في مصر لم يفكروا في الترشح لرئاسة الجمهورية ، وعندما رفض الغرياني ذلك دخل الإخوان انتخابات الرئاسة مضطرين لذلك .. وقال القرضاوي ان الدستور المصري الجديد هو اعظم دستور عرفته مصر ، ومن أفضل دساتير العالم كله ، وقد شهد علي ذلك العديد من المتخصصين مشيراً إلي انه ارسل للغرياني عدة مقترحات حول الدستور . وابدي القرضاوي عددا من الملاحظات مثل عدم وجود نص صريح علي ضرورة الإيمان بالله وكتبه ورسله ، ولم يهتم الناس بوجود مثل هذا النص مثلما اهتموا بوجود الحريات الاجتماعية مؤكداً علي ضرورة ان ينظر مجلس الشوري في جلساته عقب اقرار الدستور علي تضمين الدستور تلك المادة لان الايمان بالله شيء اساسي . واعترض القرضاوي أيضاً علي عدم وجود نص خاص بسيد الخلق محمد بن عبد الله بالإضافة إلي عدم ذكر ان الشريعة مستمدة من القرآن والسنة مؤكداً علي انه من الطبيعي ان تذكر تلك المواد في الدستور. كما اعترض القرضاوي علي عدم وجود نص بمسودة الدستور يؤكد علي عدم الاستهانة بالأديان السماوية كافة والمقدسات الدينية لكل الاديان بشكل عام .