31 صيادا عادوا امس الي بيوتهم بقرية برج مغيزل مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، بعد غياب 7 شهور قضوها محتجزين في ليبيا. كالعادة جاءت فرحة أهلهم بعودتهم منقوصة، حيث تمت مصادرة المركب، وحصيلة الصيد، فضلا عن دفع 003 دينار ليبي غرامة لكل صياد، بالاضافة الي 011 جنيهات غرامة دفعت بمطروح. الأدهي ان عودتهم مصحوبة بمنعهم من الصيد 6 أشهر تضاف الي الشهرين اللذين يمنع فيهما الصيد من كل عام. التقت "الأخبار" بمجموعة من هؤلاء الصيادين وأسرهم.. منهم جودة ممدوح عبدالستار عرفه »19 سنة«.. أمه توفيت كمدا وحسرة عند القبض عليه.. ووالده رجل عجوز، يحول سنه الكبير دون قدرته علي العمل.. ولديه شقيقتان لم تتزوجا بعد.. نفس الظروف والحالة الاجتماعية بالنسبة لمحمد طمان البهلوان "20 سنة" وفرج موسي فرج "18 سنة".. ونظيم أحمد أبو رزق "20 سنة". رشدي السيد فرج "ريس المركب" وهشام أحمد قشلان "مساعد الكابتن" وبدر ياقوت البلهوان وأحمد مصطفي مرعي.. وأعمارهم تتراوح ما بين 26 إلي 37 سنة. يعولون أسرهم (زوجة وأطفال صغار) بالإضافة إلي الأب الكبير في السن والأم العجوز . ويسرد الصيادون واقعة القبض عليهم.. حيث أنهم كانوا عائدين من مالطه بعد إتمام رحلة الصيد.. عندما واجهتهم ظروف جوية سيئة واضطروا إلي التحرك في الاتجاه الآخر بالقرب من المياه الاقتصادية لليبيا.. ليهاجمهم زورق ليبي.. ليتم القبض عليهم ومصادرة المركب وحصيلة الصيد ثم محاكمتهم والحكم عليهم بالسجن ستة أشهر وغرامة 300 دينار لكل صياد. ويطالب الصيادون: بإيقاف قرار "المنع من الصيد".. وبعقد اتفاقيات مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط ودول البحر الأحمر، لتنظيم عمليات الصيد في مياهها، وبحيث تتضمن دفع رسوم مناسبة لاستخراج رخصة تسمح بالصيد بها، أو يتم بمقتضاها تقسيم عائد وحصيلة الصيد بنسبة يتفق عليها.. وذلك حتي يصطاد الصيادون المصريون وهم آمنون بلا تهديد أو مشاكل تعترضهم. كما يطالبون بالإفراج عن مراكب الصيد المصرية المحتجزة في ليبيا.. والتي بلغ عددها هذا العام فقط ثمانية مراكب.. والتي وصل إجمالي عددها خلال الأعوام الماضية إلي خمسين مركبا!! حيث يشارك في هذه المراكب العديد من الشركاء (يصل عددهم إلي 12شريكا) يعتمدون علي هذه المراكب كمصدر رزق لهم ولأسرهم.. بالإضافة إلي "وقف حال" عشرات الأسر التي يعمل آبائهم وأبنائهم صيادون علي هذه المراكب، ولا يمتهنون غير هذه المهنة ويقول الصيادون: الحوادث ستتكرر طالما بقيت جذور المشكلة التي تكمن في فقر مياهنا في الثروة السمكية.. مما يدفع بالصيادين المصريين للخروج من مياهنا الإقليمية والاقتصادية.. والصيد خارجها. ويفسر هذه الأوضاع الدكتور علاء الحويط أستاذ تنظيم المصايد بالمعهد القومي وعلوم البحار والأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري والتكنولوجيا قائلا : البحر المتوسط يعد فقيرا نسبيا في الثروة السمكية وكذلك البحر الأحمر يعد أكثر فقرا ويرجع ذلك الي ضعف درجة خصوبة المياه أي قلة المواد اللازمة لتغذية الأسماك مثل "البلانكتون " ( وهي أنواع من الأحياء المائية النباتية أو الحيوانية الدقيقة الهائمة) وتتأثر درجة الخصوبة بالعوامل البيئية مثل التلوث ، والفيزيائية مثل التيارات البحرية ، والجيولوجية مثل التكوين القاعي والجغرافي للبحر أما السبب الآخر فهو الصيد الجائر الناتج عن استخدام شباك صيد ذات فتحات ضيقة فيتم صيد الأسماك صغيرة الحجم قبل أن تنضج أو تنمو و يزداد وزنها ، وهو ما يعد إهدارا للثروة السمكية مما أدي إلي استنزاف المخزون السمكي.