تسلمت السفيرة »برجيتا هولست« مهام عملها الجديد كمديرة للمعهد السويدي بالأسكندرية .. واكدت ان المعهد هيئة دبلوماسية مستقلة تماما عن السفارة السويدية بالقاهرة ويتبع مباشرة وزارة الخارجية السويدية.. وانها تسلمت مؤخرا تكليفا من الحكومة بالسويد بادارة معهد الأسكندرية لتحقيق خطة طموح تهدف للتواصل السياسي والثقافي بين دول شمال افريقيا والشرق الأوسط من جانب ودول الاتحاد الأوربي من جانب آخر في مجالات الديمقراطية وحقوق الانسان والبحث العلمي والثقافة والدين ونظم القيم خاصة بعد ان شهدت السنوات العشر الأخيرة توترا في العلاقات بين الشرق والغرب بسبب التعصب الديني والانحياز الثقافي من كلا الجانبين .. التقت الأخبار مع برجيتا هولست واجرت معها حوارا للتعرف علي افكارها وآليات العمل التي ستتبعها خلال الفترة المقبلة. هيئة دبلوماسية هل يعد المعهد مركزا ثقافيا تابعا لسفارة السويد بالقاهرة ؟ - لا .. المعهد السويدي بالأسكندرية هيئة دبلوماسية مستقلة تتبع مباشرة وزارة الخارجية والحكومة السويدية .. انشيء منذ عشر سنوات وقام بافتتاحه كل من عمرو موسي وانا لند وزيرا خارجية مصر والسويد وقتذاك واكدا في حينها ان الهدف من وجود المعهد هو اعادة الثقة بين شعوب الشمال والجنوب والي تذليل العقبات التي تعترض الاحترام المتبادل والحوار والعمل المشترك والقيم الدولية من التسامح والتفاهم المبني علي الديمقراطية وحقوق الانسان ومن هنا واصل المعهد عمله بالانشطة المتنوعة لكي يصل الي هدفه وذلك بتنظيم لقاءات وبمشاركة من بلدان متعددة. ما هي اهم التحديات التي تواجهك الآن؟ - في السنوات العشر الأخيرة ظهرت احداث غير متوقعة في مناطق مختلفة من العالم منها احداث 11 سبتمبر التي كانت نقطة تحول في اشتداد الحرب علي الارهاب .. تبعها غزو واحتلال العراق وسقوط صدام حسين فضلا عن غزو افغانستان واختلال القوي بين المسلمين السنة والشيعة وظهور قادة جدد في مناطق مختلفة .. كذلك مرور عملية السلام في الشرق الأوسط بمراحل هبوط وصعود .. والصراع الفلسطيني الاسرائيلي مازال يواصل تأثيره علي العلاقات بين الشرق والغرب . حديثك يدل علي ادراكك الواعي بالقضايا السياسية والثقافية العربية. - لقد تخرجت في قسم الأقتصاد والعلوم السياسية من جامعة جوتنبرج في السويد .. وحصلت علي دراسات في اللغة العربية والأنجليزية .. عينت من قبل وزارة الخارجية السويدية مسئولة عن القسم التجاري بسفارة السويد ببغداد ..وعينت منذ 1985 حتي 1989 سكرتيرة للسفارة السويدية بالقاهرة وهنا تعرفت علي الشعب المصري عن قرب وأعجبت بتاريخه وثقافته وتأثرت به مما دفعني للقيام بترجمة عدد من الروايات والأعمال الأدبية الي اللغة السويدية منها رواية "الزعبلاوي" للأديب الكبير نجيب محفوظ .. عينت نائبا لمدير معهد استوكهولم لأبحاث السلام الدولي .. ثم سفيرة للسويد في نيجيريا وغانا .. وفي عام 2008 توليت مسئولية رئيس القسم السياسي في بعثة الأممالمتحدة في العراق .. واخيرا مديرا للمعهد السويدي بالأسكندرية . هل سيقدم المعهد خدمات لأبناء الثغر ؟ - بالتأكيد . اهمها زيادة المنح الدراسية المقدمة لطلبة المدارس والجامعة الي السويد والمعهد في الفترة القادمة سيهتم بشكل كبير بالبحث العلمي وابتكارات الشباب وسوف ندعم مشروعاتهم الي ان تصل الي مرحلة التطبيق العملي .. علي الجانب الأخر سنقوم بتفعيل الحركة السياحية بين الأسكندرية والسويد ودول الاتحاد الأوربي وذلك بتنظيم تلك الرحلات والاعلان عنها بشكل مكثف ودعم اسعار تذاكر الطيران .. علاوة علي تنظيم حفلات موسيقية وندوات ادبية ومؤتمرات متخصصة ما بين السويد والدول الاوربية والأسكندرية والدول العربية بهدف تفعيل النشاط الفني والثقافي واحداث تقارب يعمل علي اذابة الشوائب والعقبات والتعصب بين الشرق والغرب . وماذا عن قضايا حقوق الانسان ؟ - بدأ المعهد بالفعل تكثيف الفاعليات الخاصة بأهمية دور المرأة في المشاركة السياسية وكيفية منحها مساحة من خلال تواجدها داخل منظمات المجتمع المدني ومناقشة احتياجاتها واهتماماتها للحصول علي حقوقها السياسية من المنظور الاجتماعي والسياسي و تحديد آليات التنفيذ للوصول الي الهدف المنشود وهذا بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني من المنظمات النسائية وحقوق الانسان من مصر - العراق- الأردن- فلسطين - سوريا - تونس- المغرب- كرواتيا - السويد - كذلك سنقوم في الفترة القادمة بالسعي الي الغاء عقوبة الاعدام في الدول العربية بالتعاون مع المنظمة الدولية للاصلاح الجنائي والمركزالعربي لاستقلال القضاء والمحامين.
