لا ادري ولا افهم كيف غابت عنا جميعا هذه الحقيقة مع أنها - مثل كل الحقائق - واضحة وضوح الشمس عندما تتعامد علي وجه فرعون مصر القابع منذ آلاف السنين في أعماق معبد أبوسمبل! أعرف وأدرك تماما أن المصريين منذ فجر التاريخ متدينون بطبيعتهم حتي قبل ظهور الاديان السماوية بعقود سحيقة، ولكنني لا أدري ولا أعرف كيف اننا في القرن الحادي والعشرين التبست علينا الامور والأوضاع وخلطنا بين المتدينين الحقيقيين الصادقين، وبين من يمكن ان نسميهم »بالفهلوية« الذين اتشحوا بعباءة الدين ليلعبوا سياسة ويتوصلوا إلي مقاعد الحكم والسلطة، واولئلك الذين اقتحموا مجال الاستثمار وحرموا فوائد البنوك ليستولوا هم علي أموال البسطاء تحت شعار »توظيفها«!! والذين حولوا الحياة بأكملها الي خطيئة محرمة فأصابونا جميعا بالاكتئاب، والذين حولوا المرأة: النصف الاخر من أي مجتمع انساني الي شيطان رجيم وكفنوها بالحجاب والنقاب لانها عورة وليست كما خلقها الله تعالي جمالا، وبهجة ومسرة.. »نسكن اليها« كما يقول كتاب الله الكريم. انها جرائم شنعاء لطخوا بها مجتمع الاسلام ودول الاسلام الممتدة من الخليج إلي المحيط ولم يكتفوا بهذا التلطيخ الذي نال من ثلث تعداد البشرية، فكان ان تحولوا إلي عقر دار العالم الخارجي، والذي لا شأن له بالاسلام وهناك وبدلا من المعايشة والتكيف، كانوا أن سعوا باقتدار غريب وغير مفهوم، وغير مبرر ولا مقبول بالمرة - سعوا إلي فرض ثقافتهم وافكارهم الغريبة علي تلك المجتمعات التي لا شأن لها بالاسلام، والذين فصلوا الدين عن السياسة منذ قرون طويلة، فكان لهم ما كان من تقدم وازدهار!! لا أدري، ولا أفهم كيف غابت عنا كل هذه الحقائق وخلطنا بين المسلمين الحقيقين وبين هؤلاء »الفهلوية« والافاقين ولكنني ادري، وأفهم تماما انه ان لم نفق من غيبوبتنا، ولم نقف »كبنيان مرصوص« في وجه هؤلاء »الفهلوية« واولئك الافاقين.. إن لم نفعل ذلك فإننا مفقودون مفقودون.. وضائعون لزاما وحتما.