الدنيا حكاية.. مرسومة في مراية.. بندور فيها علي ضحكة ورسماية.. وملامح عيني.. بتناجي سنيني.. والعمر بيجري زي النسماية.. وحكاوي ضلوعي.. بتخبي دموعي.. مع حبة شاي في الكُباية.. خايف يا امايه من اللحظة الجاية.. لتغيب الفرحة وتفضل دمعاية.. دفيني يا اماية في حضن عنيكي.. وغنيلي واحكيلي عن بلدي.. المحفور اسمها جوايا.. يا أبويا.. وأمي.. وإخواني.. وأصحابي.. نداء الحرية خبط علي بابي.. وأنا لبيت ونزلت أدافع عن بلدي.. وتاريخها المحفوظ في كتابي.. ماكنتش عارف ح أرجع ليكم تاني.. ولاَّ أنا رايح وسايب أحبابي.. ووقفت بين الملايين.. أطالب بالحرية.. وأهتف وأرفع صوتي.. عيش حرية.. عدالة اجتماعية.. مسلم ومسيحي إيد واحدة.. مسألتش أنا مين.. ولاده كان مين .. كلنا كنا عايزين مطلب واحد.. الحرية.. الحرية.. الحرية.. وغيرها مش عايزين.. لحد ماجاتني الطلقة مش عارف من مين.. وسلم قلبي إيديه للموت وفي لحظة قلت أمين.. وصبحت شهيد واسمي بقي مكتوب بين الملايين.. وعشان بلدي يهون العمر ودمع العين. وقبل ما أكون يا امايه شهيد.. اسمي كان مكتوب في خانة الديانة والمواليد.. مسلم والجار للجار وإن كان عن عيني بعيد.. والدين عبادة ويسر الكل راكع وساجد للواحد الديان المجيد.. كان الإيمان إنسان راضي وسعيد.. وبعد سنين وسنين صبح الدين تجارة وسياسة وسبحة ورنة وزنة في الودان بالنار والحديد.. وشيوخ المساجد يكلمونا عن عذاب القبر والتهديد والوعيد.. وأن أولي الأمر في إيديهم مصيرنا من المهد لحد اللحد.. وليوم القيامة والحساب الشديد.. ولاقينا روحنا عايشين من غير أمان وحياتنا صبحت أسياد بتعرف كل شيء في الدين.. والباقي عبيد.. وأن الحاكم آمر وناهي وصاحب القول المفيد.. وساعتها إسلامنا غاب.. وبقينا في آخر الطابور.. وشوش عبوسة والفكر بليد.. ومفيش في حياتنا جديد.. الخوف سكن القلوب.. والحزن علي الدين الحنيف اللي كان منارة للدنيا ونور للعيون.. وهداية لكل عاصي شريد.. إمتي يكون الدين أمين.. ونعرف طريقنا لرب العالمين.. غافر الذنب وقابل التوبة.. ورازق الطير.. والغير.. وفي دعائي ليه.. بلاقيه أقرب ليه من حبل الوريد. وبعد ثورتنا.. قلنا ح يجي البراح.. بعد الفساد ما انزاح.. لقينا فساد القلوب وسوادها مليان بغل وحقد وصياح.. وزادت في قلوبنا الجراح.. هي الثورة قامت يا ناس.. علشان تجمعنا.. ولاَّ تفرقنا وتخلينا طول النهار في نواح.. والليل يعدي علينا أحلامنا تضيع من بين ايدينا.. وكلنا أشباح.. ودقون طويلة بتهددنا في صباح.. وكأننا كنا كفرة طول عمرنا.. وإيمانا ناقص جناح. روحي اللي طلعت للسما.. لسه بتنادي ع الحرية.. لأهلي وبلدي وولادي.. وإن العلم هو الطريق لنهوض العباد.. وان أول كلمة نزلت علي رسولنا الكريم إقرأ.. وكانت هي البداية لإسلامنا اللي علم البشرية العلوم والفلك والدين في البلاد.. وعلم الغرب الحضارة وكان المنارة والنور الهادي للحق والخير والسلام والحب اللي يملا الدنيا ويهدي الشباب والولاد.. لحد يوم الحساب والميعاد.. ولسه بحلم ليكي يا بلدي وأنا الشهيد.. بالعلم والحرية والفجر الجديد.. والأمان يرجع لنا زي زمان.. ويجيب معاه الصبح في يوم العيد.. وبحلم ليكي يا بلدي.. بحرية.. ودمي يكون شريان وميه.. يسقي غيطان القلب بالحب والحنية.. يروي عيدان الأجيال اللي جاية.. بالكلمة الجريئة العفية.. ونقضي بايدينا ع الجهل والخوف والأمية.. ويصحي العيون اللي نايمة في الفساد والطين.. ويمسح دمعها بكف الايدين.. ويبدر شمسها نور علي جميع الملايين.. ويملأ كل مكان وصوتنا يعلي من تاني في الميادين.. وحلمنا يكون واحد وهمنا ودمنا وعمرنا يكون شرارة لثورتنا اللي جاية لو طالت بينا السنين.. وترجع البسمة للوجوه والعينين ويكون حامينا الأمين لينا الواحد الفرد الصمد.. رب الكون والبشر.. رب العالمين.