إرهاصات ثورة يناير كانت قوية وتبدو واضحة لمن لديه البصيرة.. ولكن مبارك.. قال.. »خليهم يتسلوا«.. وفي مظاهرات »ثلاثاء« الثورة يوم 52 يناير.. قال نظام حكمه »شوية بلطجية.. علي شوية مأجورين.. عملاء.. خونة.. والموقف تحت السيطرة«.. فلم ير.. ولم يسمع مبارك.. واطمأن الي أهل الثقة والمنفعة حوله.. وتزايدت غضبة الشارع المصري.. مطالبين بحل مجلس الشعب واقالة وزير الداخلية.. واستمر عناد مبارك.. وزين له حواريوه.. ان لا شيء يقلق.. ومرة أخري الامر تحت السيطرة.. خرج مبارك متأخرا، في محاولة منه للاستجابة لشعبه وانقاذ نظام حكمه.. ولكنه استجاب للقليل.. لما هو دون سقف مطالب الجماهير.. ولم يكفيها اقالة حكومة.. ولكنها تريد تحقيق مطالب ثورة كاملة.. عيش.. حرية كرامة.. عدالة اجتماعية.. وتزايد عنف نظام مبارك في مواجهة ملايين الشعب.. وبدا استعداد شباب مصر للتضحية بدمائهم من اجل مصر القوية القادرة، العصرية، الديمقراطية.. اضطر مبارك للنزول إلي الكثير من مطالب الشعب.. ولكن الامل في نظامه قد ضاع.. والثقة فيه لم يعد لها وجود.. واصبح المطلب يسقط النظام.. ويرحل مبارك.. وكان لابد ان يرحل قبل ان تدوسه اقدام الثوار وجموع الشعب الهادرة المتجهة الي مقر اقامته. اخطأ مبارك.. عندما جعل من نفسه رئيسا لجماعة الحظوة وشلة المنتفعين.. وعاش شعبه في فقر ومرض وطغيان.. اخطأ مبارك عندما استهان بثورة شعب.. اخطأ مبارك.. عندما عميت عيناه.. وصم أذنه.. وأغلق عقله للتفكر والتدبر فيما يجب ان يفعله لتحقيق مطالب الجماهير.. أخطأ مبارك.. عندما اتسم بالعناد وتردد وتأخر في التجاوب مع شعبه.