الحاجز الخرسانى الذى تم بناؤه لمنع اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بميدان سىمون بولىفار 8 محلات وبنكين وسيارتين ومكتبة ومدرسة ومسجد هم حجم الدمار الذي خلفته الاشتباكات العنيفة التي دارت رحاها بميدان سيمون بوليفار بين قوات الشرطة والمتظاهرين خلال الايام الثلاثة الماضية وتوقفت بعد بناء الجدار الخرساني بمدخل شارعي جمال الدين صلاح وعبد القادر حمزة المطلين علي الميدان .. "الاخبار" رصدت الاوضاع خلف الجدار الخرساني بعد انسحاب قوات الشرطة من منطفة الاشتباكات وتراجع المتظاهرين الي ميدان التحرير ورصدت حجم الدمار الذي طال العديد من المحلات التجارية والشركات وقيام بعض البلطجية بالسطو عليها وسرقة مابداخلها من اموال ومعدات واجهزة ثمينة واضرام النار بها كما انضمت مدرسة اخري هي مدرسة علي عبد اللطيف الاثرية الي المدارس التي طالها الدمار بعد مدرسة الليسيه بشارع محمد محمود . البداية عند نهاية شارع عمر مكرم والذي يؤدي الي ميدان سيمون بوليفار الذي يتوسطه تمثاله الشاهق حيث كسا رماد الحرائق انحاء الميدان ومازال دخان القنابل المسيلة للدموع يعبئ هواءه وقد اطل عليه جدارا اخر بعد جدار شارع السفارة الامريكية وهو الجدار الذي قامت قوات الشرطة ببنائه لتنهي اكثر من خمسة ايام من الاشتباكات العنيفة مع المتظاهرين .. الوضع امام الجدار يختلف تماما عما ورائه فخلف هذه الحواجز الخرسانية يقبع مدي الدمار والخراب الذي طال كل ما هو اخضر ويابس فقد غطت اكوام الطوب والحجارة وبقايا الزجاج المتناثر ارض الشارع كما مازال حطام احدي السيارات الفارهة ملقاه في نهر الشارع وقد التهمت النيران كل اجزائها وهي سيارة طبيب من سكان المنطقة وعلي يسار الشارع تجد مدرسة علي عبد اللطيف الاثرية وقد تحطمت اسوارها الخارجية وملأ الطوب ساحتها كما التهمت النيران واجهتها وباب المدرسة بجانب مسجد ملحق بها دمر بالكامل .. وعلي الشارع تطل عدد من المحلات برأسها وقد تم تدميرها ونهبها بالكامل وسرقة كل محتوياتها وهي شركة سياحة خاصة بتأجير السيارات ومغسلة ومكتبة ومحلي ملابس واخر للشعر المستعار وغيرها .. وقد بدأ عمال شركة النظافة بتنظيف الشارع ورفع مخلفات الاشتباكات كما قام عمال الامن ببنكي قناة السويس والمصري الخليجي بوضع حواجز حديدية وابواب لتأمينها وقرروا ان مجموعة من البلطجية تمكنوا من اقتحام البنك الثاني وحاولوا سرقة ما بداخله لولا تصدي قوات الامن لهم كما حطموا احدي ماكينات صرف النقود لكنهم فشلوا في الاستيلاء علي ما بدخلها من اموال .. وعن وضع القوات خلف الجدار فقد انسحب افراد الامن المركزي من المنطقة بعد توقف الاشتباكات وتراجعوا الي شارع القصر العيني واكتفوا بالتمركز خلف الجدار الخرساني ووضع اسلاك شائكة في بداية شارع عبد القادر حمزة وتمين شارع السفارة الامريكية، كما استعانوا بمصفحتين لتأمين القوات امام مجالس الشعب والشوري والوزراء. رجل وزوجته يتصفحون جريدة الأخبار في الميدان الأسلاك الشائكة والحوائط الخرسانية، هل تواجه الأزمات وتحسمها؟ ام تزيد غضب المتظاهرين؟.. فبعد ان غابت القوي السياسية ورجال الدين عن التدخل لوقف الاشتباكات في ميدان التحرير لجأت وزارة الداخلية وقوات الامن الي اقامة الحواجز الخرسانية لجدار عازل يفصل بين المتظاهرين ورجال الشرطة فهل هذه الكتل الخرسانية هي الحل للازمة؟ لتنزع الفتيل وتحقن الدماء؟ ولماذا لاتقوم قوي الاسلام السياسي والرموز السياسية بالذهاب الي تلك الشوارع المحتقنة وتقديم تهدئة للحاجز النفسي الذي تعمق بين الشرطة والشعب وإذا انتقلت الأحداث من مكان لآخر فهل يعني ذلك إقامة المزيد منها؟ "الاخبار" استطلعت اراء الخبراء حول هذا الوضع فماذا قالوا.. في البداية يقول اللواء فؤاد علام الخبير الامني ان اقامة الحواجز الخرسانية والاسلاك الشائكة في شوارع وميدان التحرير بدءاً من شارع محمد محمود وشارع القصر العيني وشارع الشيخ ريحان وميدان سيمون لا تمثل حلا للازمة وانما هي مجرد ارجاء للمشكلة ينتج عنها تراكم المشاكل فوق بعضها وزيادة مساحات الغضب والتظاهر مشيرا إلي ان الهدف من اقامة الحواجز الخرسانية لايمثل سوي منع الالتحام بين القوات الأمنية والعناصر الأخري مؤكدا انها فكرة تثير الرأي العام وتزيد من الاشتباكات ولاتحد منها. اما د.رمسيس عوض المفكر القبطي فيقول ان الجدار ليس حلا للازمة مهما كانت الاسباب التي ادت لذلك فالوضع الحالي للامة يتدهور بهذا الشكل في الوقت الذي نحن بحاجة فيه الي الوحدة حتي يقوم وينهض هذا الوطن. ويقول فضيلة الشيخ فكري اسماعيل احد علماء الازهر انه من المعلوم ان الارض لله تعالي يورثها من يشاء ،كما ان المسلم مطالب بأن يفتح الطريق للناس والا يعوق سيرهم ووقف نشاطهم واذا لجأ البعض الي مثل هذه الاعمال التي من شأنها ان تعوق مسيرة الناس وتؤدي الي ارتباك المرور فان الاسلام لا يدعواليها.