يوم الجمعة الماضي سمعت الهتاف السائد منذ ثورة يناير »الشعب يريد« إلا انني سمعت أكثر من شعب في اكثر من مكان. الشعب يريد تطهير القضاء، وتطبيق الشريعة الاسلامية، وتطهير الاعلام، وحل الدستورية، في محيط قصر الاتحادية.. والشعب يريد اسقاط النظام، الغاء الاعلان الدستوري في التحرير، والشعب يريد حقوق الشهداء في قصر العيني ومحمد محمود.. والشعب يريد اشياء كثيرة منها ابعاد الاخوان في الاسكندرية، وإلغاء الاعلان في السويس.. وغيرهم الكثير من مدن وميادين مصر. لم يصبح الشعب المصري شعبا واحدا بل شعوبا.. وكل شعب يريد ما لا يريده الشعب الآخر انقسم المشهد المصري كما رأينا علي شاشات كل التليفزيونات والفضائيات المصرية الي اكثر من 4 نوافذ، فوصلوا احيانا الي 6 نوافذ.. شاشة تعرض الرئيس مرسي يخطب في انصاره من الاخوان المسلمين فقط، ويناديهم ايها الشعب الحبيب، شاشة تعرض قنابل مسيلة للدموع ومولوتوف في شارع قصر العيني ومحمد محمود، وشاشة تعرض الحشود داخل ميدان التحرير وشاشة في مدينة السويس، وشاشة امام النادي الاهلي، وشاشة في شبرا، واخري في السيدة زينب لمسيرات حاشدة انضمت الي ميدان التحرير. الفرق الوحيد ان حشود قصر الاتحادية كانوا يتمتعون بالشرعية التي منحها الرئيس مرسي لهم بوقوفه معهم.. يخطب فيهم.. يناديهم.. يسمع ما يطلبون ويعد بالاستجابة.. اما باقي الشعب فلم يتمتع الا بتصويره وعرض وقفته علي الشاشات، وتجاهله التليفزيون المصري طبعا. وتمني الرئيس مرسي ان يكون مع من هم في جميع ميادين مصر ويسمع معارضتهم، وتمني ان يستجيب! »علامة تعجب«: انقسم الشعب بعد الاعلان الدستوري الاخير اما لنقل التشريعات التي منع الرئيس الشعب كله من رفضها او الاعتراض عليها.. قولا او امام القضاء. كنا نأمل ان يزيد الرئيس من وحدة الشعب، وان يكفيه خبزا وعدالة اجتماعية، وان يقضي علي نسبة ولو بسيطة من البطالة، ثم يلتفت الي القضاء والنائب العام والتأسيسية والبرلمان. الشعب يريد الرئيس يشعر بهم جميعا وليس بشعب واحد مكانه قصر الاتحادية او المقطم.