مستشفيات العريش استقبلت العديد من ضحايا القصف الاسرائيلى المصابون : الصواريخ محرمة دوليا ولا تفرق بين صغير ولا گبير ألم وحزن وعويل .. اخ مفقود وام ثكلي وعائلة لم يتبق منها احد.. وطفل فقد ذراعه.. هذا هو الحال داخل قطاع غزه.. فالمعاناة ما زالت مستمرة والحزن والحسرة والالم يتصدرون المشهد العام ويخيمون علي وجوه اهالي الجرحي والضحايا والشهداء ..المرافقون للضحايا اكدوا صعوبة الأوضاع التي يعيشها المواطنون في غزة وسط ترقب وحذر من تعرضهم لقصف الطيران الإسرائيلي.. وخوف وقلق لدي الأطفال والنساء من المجهول الذي قد يأتي في أي لحظة. الاخبار" عاشت " 5 ساعات في مستشفي العريش العام ورصدت تفاصيل رحلات الهروب من جحيم الإسرائيليين حيث اكدوا ان مصر دائما تساهم في تضميد جراح اشقائها العرب وقد فعلت ذلك كثيرا مع الاشقاء الليبيني وغيرهم كما انها لم تدخر جهدا لتخفيف آلام ومعاناة ابناء الشعب الفلسطيني . جرائم بشعة المشهد العام داخل المستشفي يكشف بشاعة الجرم الذي ترتكبه اسرائيل في حق الاشقاء في غزة بكل الاسلحة المحرمة دوليا والضرب بعشوائية ادت الي اصابة المئات من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب والعالم يحاول التهدئة ولكن اسرائيل تتحدي الجميع . عربات الاسعاف لم تهدا وتقف متأهبة طوال الليل والنهار امام معبر رفح في انتظار نقل المصابين بحالات حرجة الي مستشفي العريش العام فالوضع العام مأساوي بكل المقاييس والمشهد داخل المستشفي أصعب مما يمكن وصفه، حيث كان هناك شهداء ومصابون في كل مكان علي الأسِرة وعلي الأرض.. صوت العويل والبكاء والأوجاع لا ينتهي ومشاهد الدماء في كل مكان، وأبرز ما يمكن ملاحظته هو العدد الكبير من الشباب والنساء الذين يدخلون إلي المستشفي في كل فترة.. ووسط هذا المشهد الذي يدمي القلوب يقف اهالي العريش بجوار اهالي المصابين ويساعدونهم علي قضاء حوائجهم ومساعدتهم بتوفير المأكل والمشرب والملبس وتوفير وسائل المعيشة داخل العريش وكلما اشتدت الغارات الاسرائيلية علي قطاع غزة صرخ الاهالي وهرعوا الي المنازل ولكن صواريخ الغدر لم ترحمهم فكانت لهم بالمرصاد حتي استشهد العشرات والعشرات من الاطفال والشيوخ. بهذه الكلمات ووسط هذه المأساة بدأ جمعة جمال بدرية من اهالي قطاع غزة حديثه قائلا: " حسبي الله ونعم الوكيل " الوضع داخل القطاع مأساوي وغير آمن مضيفا ان ابنه الاكبر استشهد في عام 2003 اثناء تنفيذه عملية انتحارية والابن الاخر يرقد في المستشفي ويرقد في العناية المركزة بعد اصابته بشظايا في قدمه وبطنه وتقول القصة علي لسان والده انه كان عائدا من العمل في طريقه الي المنزل فاشتدت الغارات الاسرائيلية فحاول الاختباء داخل احد المنازل ولكن القدر كان له بالمرصاد فقد اصيب بشظايا الصاروخ الذي اطلقته اسرائيل ولخطورة حالته تم نقله الي مستشفي العريش واقول لاسرائيل ان دم ابنائي لن يذهب سدي وسياتي اليوم اجلا ام عاجلا وسنحرر اراضينا من قوات الاحتلال وسنكتب ميلاد فلسطين من جديد بدمائنا ووسط هذه المأساة والمعاناة ويقول جبريل خليل الصفدي من قطاع غزة ان القطاع تحول الي بحر من الدماء وعند الغارات الاسرائيلية علي القطاع تتجمع العائلات مع بعضها للتخفيف من هول الكارثة.. ففي الساعة الرابعة فجرا سمعت دوي الانفجارات فجريت يمينا ويسارا فشاهدت بام عيني اكثر من 25 شخصا من اهالي سيناء يختبئون من صواريخ " الموت " في احد المنازل ولكن للاسف اصاب المنزل صاروخ ليهدمه علي المختبئين فيه فماتوا جميعا فاسرعت وسط الانقاض لانقذ اي شخص ولكن لم اجد احياء. هديل وهنادي طفلتان في عمر الزهور كانتا يختبئان مع اسرتهما المكونة من 20 شخصا عندما بدا القصف يحطم المنزل الذي اختبأوا فيه ومات 18 شخصا ولم يتبق الا هديل 5 سنوات وهنادي واصيبتا بشظايا الصاروخ وتنوعت اصاباتهم في الرأس والقلب والكبد .. يقول شهدان ناصر من اهالي غزة انهم الان يتلقون العلاج داخل المستشفي وعندا يتم شفائهم سناخذهم الي القطاع وسنوفر لهم كل وسائل الراحة حتي يكبروا. المأساة والمعاناة لم تنته فيروي محمد ابراهيم من اهالي قطاع غزة انه احد المرافقين للمصاب سالم محمد الذي اصيب بشظايا صاروخ " الموت" فيؤكد ان اسرائيل قبل ان تقوم بضرب الأهالي تقوم بارسال الطائرة "الزنانه " لرصد الموقع. عائلة الموت عائلة مكونة من 5 افراد حاولت الصمود في وجه صواريخ العدو فانتهي الأمر باستشهادهم واحدا تلو الاخر الاول استشهد اثناء مساعدته احد المصابين عند حدوث الانفجار حاول ان يذهب مسرعا ولكن القدر لم يمهلة فلقي حتفه.. والثاني استشهد وهو يختبيء من الغارات الاسرائيلية بعد اصابته بشظية اودت بحياته والثالث الاب المسن الذي يبلغ من العمر 80 عاما مات حسرة علي ابنائه والرابع والخامس قتلتهم شظايا الصواريخ هذة المأساة الانسانية فعلتها اسرائيل والعالم يتفرج دون تدخل. ويحذر خليل العوري من اهالي قطاع غزة اسرائيل قائلا ان المقاومة لك بالمرصاد ولن يهدأ لنا بالا ولا يغمض لنا جفن بعد اليوم الي ان نرفع الظلم ونزيح الاحتلال الغاشم عن غزة. من ناحية اخري اكد الدكتور محمد جاد مسئول فرق الطوارئ من وزارة الصحة ان فرق الطواريء التابعة لوزارة الصحة تقوم بفحص الحالات التي تصل من قطاع غزة لتحديد المستشفي الذي سيعالج فيها المصاب حيث يتم تحويل بعض الحالات الي العريش واخري الي القاهرة. وقال ان مستشفي العريش العام لديها امكانيات عالية جدا والمطلوب دعمها بالكوادر الطبية لمواجهة الازمات والكوارث التي تحدث في المنطقة واضاف ان التخصصات الموجودة العظام وعلاج الجروح والجراحات المتخصصة والاوعية الدموية والقلب والصدر . 31 مصابا وصرح الدكتور طارق خاطر وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء ان اجمالي حالات الجرحي والمصابين الفلسطينيين الموجودة بمستشفي العريش العام بلغ 9 حالات فقط من اجمالي 31 حالة تم استقبالها عن طريق ميناء رفح البري بينهم حالة توفيت متأثرة بجراحها . واضاف أن إجمالي الحالات التي وصلت امس الي ميناء رفح البري 12 مصابا فلسطيني تم انهاء اجراءات سفر 6 منهم للعلاج في المستشفيات بالقاهرة والباقي تم نقله الي مستشفي العريش العام تمهيدا لإجراء الاسعافات الأولية لهم ونقل الحالات الخطرة منهم إلي معهد ناصر بالقاهرة.