لا يوجد وصف لما يحدث في هيئة السكك الحديدية الآن سوي »الفوضي القاتلة« الناتجة عن الاهمال الشديد والتسيب واللامبالاة من قيادات الهيئة المختلفة علي مدي السنوات الماضية.. حتي وصلنا إلي كارثة أطفال أسيوط الابرياء وقبلها حريق قطار العياط الشهير والذي راح ضحيته اكثر من 400 مواطن وعشرات المصابين وتصادم القطارات الذي يخلف ضحايا بالمئات والعشرات وحوادث المزلقانات التي أصبحت تمثل مسلسلا مستمرا لا يريد ان ينتهي ووصل عدد الحوادث عام 2010 فقط إلي 1057 حادثا راحت ضحيته اعدادا يصعب حصرها من الضحايا والمصابين وسبق ذلك آلاف من حوادث المزلقانات ووصل عدد القتلي والمصابين بالمئات كما وصلت تعويضات ضحايا القطارات في العام 2002 فقط 50 مليون جنيه. كل هذه الكوارث تحدث ولا يتحرك مسئول واحد لديه الشجاعة لكي يحاسب المسئولين من قيادات الهيئة التي أصبحت صورة فاضحة للاهمال والتسيب وانتاج الكوارث، واصبحنا نتباهي باقالة رؤساء الهيئة والوزراء فقط والبراءة للجميع وأصبحت الهيئة مقبرة للوزراء بعد استقالة د. الدميري ومحمد منصور والمتيني اضافة إلي عدد من رؤساء الهيئة لا نستطيع حصرهم ولم يتغير شئ! منذ عشرات السنين وهؤلاء المسئولون المستقلون صدعوا رءوسنا بتنفيذ مشروع كهربة مزلقانات السكك الحديدية لمنع الكوارث وطلبوا ميزانيات وحصلوا علي 5 مليارات جنيه، تم مضاعفة المبلغ للتطوير، ورفعت اسعار التذاكر ولم نر سوي خفراء أميين يغطون في نوم عميق بجوار المزلقانات ولا يفيقون إلا عند وقوع الكارثة!! اما الميزانيات فتذهب إلي موظفين لا يعملون في صورة »إتاوات« تسمي منحا وحوافز وبدلات لا يستحقونها، بل هي مقابل سوء الخدمة والكوارث التي يشرفون علي انتاجها بصورة منتظمة دون وازع من ضمير.. مطلوب محاسبة كل المسئولين حتي أصغر عامل. ضحايا القطارات أكثر من ضحايا العدوان الاسرائيلي علي غزة.. أخشي ان يكون قد تم دمج جهاز تنظيم الأسرة مع هيئة السكك الحديدية بعد فشله في تحقيق أغراضه!!