الضربة التي كانت إشارة البدء لعملية »عمود السحاب« العدوانية الاسرائيلية هي: اغتيال احمد الجعبري، القائد العسكري لكتائب القسام وهو أعلي مسئول في حركة حماس يتم اغتياله منذ الحرب الاسرائيلية ضد غزة في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 والتي أودت بحياة 1417 فلسطينيا وتعتبر اسرائيل.. الجعبري مسئولا عن عمليات عسكرية، منها أسر الجندي الاسرائيلي »جلعاد شاليط« في عام 2006، الذي استطاع الجعبري الاحتفاظ به طوال ست سنوات أحبط خلالها كل محاولات المخابرات الاسرائيلية لاكتشاف مكانه. وتؤكد مصادر اسرائيلية ان حركة حماس لم تكن مسئولة عن جولة اطلاق النار الاخيرة حول غزة بل فصائل جهادية متطرفة تريد تحقيق هدف مزدوج هو : تحدي حماس واسقاط سلطة حماس لكي تنتقل القيادة إلي تنظيم القاعدة! وتريد إسرائيل من العدوان الحالي الكشف عن مستوي ونوعية التسليح في غزة ومدي الصواريخ واماكن تخزينها، بعد ان استفادت حماس من التغيير في مصر ومن تدفق كميات كبيرة من الاسلحة بعد انهيار نظامي مصر وليبيا ونتيجة للمساعدات الايرانية وتريد إسرائيل التشويش علي توجه السلطة الفلسطينية إلي الأممالمتحدة للحصول علي عضوية فلسطين كدولة مراقب، وهو ما اعتبره نتنياهو ذروة التحدي وإعلان حرب! كما ان نتنياهو يحاول استثمار هذا العدوان لتحقيق انتصار كبير في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة يوم 22 يناير. ولكن يبقي ذلك رهنا بتطورات الاوضاع علي الارض. وهناك تساؤلات حول احتمال ان يكون من اهداف العدوان رسم مستقبل العلاقة بين غزةوسيناء، حيث تتحرك جماعات مسلحة تتحدي السلطات المصرية، ولذلك فإن مصر أكثر احتياجا الآن إلي تأمين سيناء وتطهيرها وفرض السيادة المصرية عليها لضمان سلامة التراب الوطني والأمن القومي للبلاد وتحصين الحدود. ورغم انه ليس من المستبعد ان تقدم اسرائيل علي غزو بري لقطاع غزة.. الا انها تجد نفسها في موقف صعب وفي مأزق حقيقي. ذلك ان ثمة قدرات مهمة ومفاجئة لدي غزة تغير من معطيات المواجهة.. ووصول الصواريخ الفلسطينية إلي تل ابيب والقدس يعني وضع اربعة ملايين اسرائيلي تحت التهديد وشل الحركة الاقتصادية في مناطق تشكل اكثر من 70٪ من الكثافة السكانية وهذه هي المرة الاولي التي تدوي فيها صفارات الانذار في تل ابيب منذ حرب الخليج عام 1991. فإذا لم تكن النتائج حسب التوقعات الإسرائيلية، فإن ذلك يعني هزيمة سياسية لاسرائيل.. الحياة والموت يستويان لدي الفلسطيني ولكنهما لا يستويان لدي الاسرائيليين الذين يهرولون إلي الملاجئ الآن. ومشكلة إسرائيل ان الفلسطينيين لا يرتدعون سياسيا.. ولا أمنيا، فهم لا ينسون قط انهم فلسطينيون أولا وأخيرا. واذا كانت اسرائيل قد بدأت هذه المعركة، فهل هي قادرة علي إنهائها بشروطها؟ كلمة السر: تأمين سيناء