لا أكاد أصدق.. مجرمو »تورابورا« و»كاندهار«.. محطمو تماثيل وتراث أفغانستان أصحاب الفكر الإرهابي المتطرف.. وصلوا مصر.. فتحت أمامهم كل الأبواب والأبواق الإعلامية.. سمح لهم بالظهور عبر الشاشات والترحيب بهم ضيوفا علي الفضائيات.. ليفزعوننا بآرائهم التخريبية ومخططاتهم الإجرامية التي تستهدف كنوز مصر الحضارية وتراثنا العظيم الذي نباهي به العالم عبر آلاف السنين! مؤكدا أن الملايين غيري تابعوا برنامج »العاشرة مساء« وشاهدوا الإعلامي الكبير »وائل الإبراشي« وهو ينصت باهتمام لكلمات ضيفه القيادي بالجماعة السلفية الجهادية.. وقد بدا الرجل كأنه قادم لتوه من كهوف أفغانستان المظلمة وعادت به عجلة الزمن للخلف آلاف السنين وتجمدت عند عصور ما قبل التاريخ.. فراح يهذي ويهدد ويتوعد بأنهم لن تغمض لهم عين ولن يهنأ لهم بال حتي يحطموا كل رؤوس الأوثان ويساووا بالأهرامات الثلاث الأرض ويصبح أبوالهول علي أيديهم في خبر كان، ويطهروا البلاد من تماثيل الكفر والأصنام، وكل ما قد يعبد في المستقبل أو قامت طائفة بعبادته! كلمات التهديد والتجريح لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت للأسف لتنال الجميع ولم يعترض »الإبراشي« ولم يتحرك وزير الإعلام ولم يغضب مسئول أو تنتفض الداخلية أو الآثار.. ولم نسمع حتي عن غضبة شعبية أو دعوة لمليونية تدين التطرف والإرهاب أو تدعو لحماية كنوزنا وإرثنا الحضاري العريق من تطرف بني »طالبان« و»الملا عمر« وقاتلي السادات وجنودنا وضباطنا في سيناء وإعادتهم مرة أخري ليستكملوا حياتهم مشردين في جبال أفغانستان أو في ظلمة المعتقلات..! حقيقة حرية التعبير مكفولة للجميع.. لكن حق التخريب والتهديد والوعيد وترويع المجتمع وتكفير الغير فهو مُجرم وممنوع.. أتمني من الدولة مواجهته بمنتهي القوة والقسوة.. فلم نثر ونطح بمبارك وحاشيته حتي نقضي علي كنوزنا وثرواتنا الحضارية ولا لنحول الأرض الطيبة المحروسة »لتورابورا« جديدة يسكنه الأفاعي والأفاقون وتجار الدين ولا نجعل من مصر مركزا للإرهاب! 000 في انتظار جمعة تطبيق الشريعة (2) ومليونية اللي يروح ولا يعود حتي تطبيق الشريعة والحدود استوقفتني تعليقات شباب »تويتر« و»الفيس بوك« علي التيارات الإسلامية التي رفعت شعار »عيش حرية شريعة إسلامية« في يوم الجمعة الماضية. قالوا: نتفق معكم.. القاتل يُقتل حتي ولو كان »عبود الزمر«، والزاني يرجم حتي ولو كان »علي ونيس«، والكاذب لا تقبل شهادته حتي ولو كان »برهامي« والبلكيمي أو أبوإسماعيل، والناشر للصور الفاضحة يرجم حتي ولو كان »عبدالله بدر«، والقاذف للمحصنات يجلد حتي ولو كان خالد عبدالله.. وهذه هي الشريعة لو فعلا عاوزين »تطبيقها وياريت نبدأ من دلوقتي«. وأنا أتفق معهم ولنبدأ أولا بأنفسنا ولا تتجملوا باسم الشريعة وتتواروا خلف ستار الدين وعباءة الإسلام.