بعد 61 عاما من ظهور كتاب »الطاغية« خرج علينا الدكتور إمام عبدالفتاح إمام الاستاذ غير المتفرغ بآداب عين شمس بشقيق لكتابه كما وصفه بعنوان الاخلاق والسياسة دراسة في فلسفة الحكم.. اعادني الكتاب الذي صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب الشهر الماضي إلي محاضرات الأستاذ الجليل في السنة الثانية بكلية الاعلام عام 5791 وكيف تحولت مادة الفلسفة علي يديه إلي سهل ممتنع يحرص كل افراد الدفعة علي محاضرته حتي لا تفوتهم متعة حديث الاستاذ وحواره مع طلابه. واذا كان كتابه الاول دراسة فلسفية لصور الاستبداد السياسي جعله كما يقول معولا لهدم عائلة كريمة هي عائلة الطغيان فإنه في الكتاب الثاني يعبر عن الجانب الايجابي محاولا تلمس قواعد البناء السياسي الجيد الذي يتيح خلق الشخصية المتكاملة للمواطن العربي: شخصية المتدين الحق لا الزائف ولا المدعي، صاحب الخلق القويم الذي لا ينافق ولا يكذب، الذي يحافظ علي حقوق الاخرين ويرعي مصالحهم ولا يكون انانيا ولا نرجسيا لاهمّ له في هذه الدنيا إلا ذاته. ولأن سطور هذا المقال لا تكفي بالطبع لاستعراض ابواب الكتاب الثمانية فسوف نكتفي منها بما ذيله استاذنا في هامش الصفحة السابعة معلقا علي الكذب بان عجوزا انجليزية قالت لزوجته وكانا يسكنان بيتها »انني لا اثق في العرب ابدا.. انهم يكذبون علي الدوام« ويعلق د.امام بقوله هذه حقيقة من ينكرها؟! وهي ظاهرة من ظواهر عديدة لا أخلاقية في عالمنا العربي ترتد في النهاية إلي النظام السياسي فالاخلاق نتيجة مترتبة علي السياسة وليس العكس. واذا كان كتاب الطاغية قد طبع اكثر من مرة وترجم ايضا إلي الفارسية فانني اتمني ان يلقي شقيقه الاخلاق والسياسة ما حظي به الاول من حكايات عن اشهر الطغاة في التاريخ وكانت احد عوامل الجذب ومتعة القراءة.