تمكين الفقراء قضية وطن وقضية مجتمع ... هي قضية الأمس واليوم وغدا ... الفقر يزداد مع الزيادة السكانية إذا لم تصاحبها زيادة في الإنتاج والقيمة المضافة للمجتمع . المشكلة السكانية أساسها زيادة عدد أفراد العائلة... خاصة إذا لم يصاحبها الإمكانات المادية والعملية التي تكفي احتياجات هذه العائلة من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وتعليم ورعاية صحية وغيرها... عدد سكان مصر الآن 83 مليون نسمة منهم أكثر من 20 مليون فقير أكثرهم في صعيد مصر وفي الريف إذا استمرت الزيادة الحالية سيصل عدد السكان إلي 101 مليون في عام 2020 منهم 96 مليونا داخل الجمهورية وسيصل عدد السكان الإجمالي إلي 126 مليون نسمه في عام 2025 . الزيادة في عدد السكان في 8 أعوام تزيد عن 14 مليون نسمة وفي 38 عاما ستتجاوز سبعين مليون نسمة . بمعني أننا سنحتاج لتوفير غذاء وتعليم وصحة وغيرها إلي ما يقرب من عدد سكان مصر الحاليين - أضافية - . هل سنستطيع أن نقوم بتوفير كل هذا لتحقيق حياة - علي الأقل مثل التي عشناها، أم أننا سنسعي لتحقيق حياة أفضل لهم ولكل من يعيش علي أرض مصر مما يزيد عن سبعين مليون (حاليا) أم أننا لن نستطيع تحقيق ذلك فسيزداد المجتمع فقرا، إجابة الأسئلة بالإيجاب أو السلب تعني التقدم أم المزيد من الفقر . ومن المؤشرات الايجابية - التي تتضح من نتائج التعداد أن متوسط حجم الأسرة المصرية - قد انخفض من 7.4 فرد في كل أسرة إلي 2.4 فرد في كل أسرة وان عدد الأسر في مصر قد ارتفع بنسبه 9.53٪ ليصل إلي 3.71 مليون أسرة عام 2006 مقابل 7.21 مليون أسرة عام 1996 . ومن كل خمس اسر في مصر هناك أسرة تحت خط الفقر ولمواجهه الفقر في مصر يجب علينا أن نعمل كمجتمع فمن جهة علينا أن نسيطر - بل أن نخفض - من معدل الزيادة السكانية ومن جهة أخري علينا أن نخلق فرص عمل ومجالات استثمار لتشغيل طاقة المجتمع بكامله وأن نعمل علي التوازي علي القضاء علي الفقر ايجابيا والذي يمثل تحديا يتعاظم كل ما زاد عدد السكان بمعدل اكبر عن زيادة الإنتاج والقيمة المضافة للمجتمع. تمكين الفقراء يعني تنشيط وتعميق برامج السيطرة علي الزيادة السكانية والتي نجحت في مصر من قبل والتأكيد علي أولوياتها وأهميتها دون تهاون . تمكين الفقراء يعني توعية الأميين والذين يصل عددهم إلي ما يقرب من 17 مليونا ولهم تأثير بالغ علي متوسط زيادة عدد أفراد الأسرة علي حال أفرادها الاقتصادية والاجتماعية ... تمكين الفقراء هو مشاركة معهم وبهم وتوعيتهم لدورهم في تخفيض حجم المشكلة السكانية ... وفي عصر المعلومات ومجتمع المعلومات لدينا بالفعل بيانات دقيقة أساسها جهاز التعبئة العامة والإحصاء ومشروع الرقم القومي واللذان يوفران بيانات دقيقة وجغرافية عم حجم السكان ومعدلات الزيادة في كل محافظة بل ومدينة وقرية ... ومن ثم تستطيع توجيه جهود المجلس القومي للسكان والإعلام والدولة ذات الموارد المحدودة إلي حيث يمكن التأثير الأكبر والأعمق كي نتلافي مشاكل لسكان يولدون فقراء ويعيشون فقراء ... لقد وفر العلم والمعلومات القدرة لدعم القرار وصياغة الاستراتيجيات وتوجيه برامج التنمية وإنارة الطريق... لرؤية أين الفقراء وكيف نساعدهم علي تجاوز حد الفقر... لدينا ثلاث طرق لمواجهة الفقر (1) السيطرة علي الزيادة السكانية ، (2) قيمة مضافة بمعدل أعلي من هذه الزيادة ، (3) كلاهما... وهذا أفضل واقصر الطرق بالمعلومات نري وبالمعرفة نحل مشاكلنا... وأهمها تمكين الفقراء