في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم اليوم إلي الولاياتالمتحدة لمتابعة السباق بين المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني إلي البيت الأبيض، يدور سباق آخر في نفس اليوم بعيدا تماما عن دائرة الضوء، وهو السباق إلي الكونجرس. وسوف تجري انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بغرفتيه، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، في نفس يوم الانتخابات الرئاسية حيث سيختار الناخبون في 50 ولاية أمريكية ممثليهم في الكونجرس رقم 113 في تاريخ بلادهم. ويتم في الانتخابات تجديد أعضاء مجلس النواب بالكامل، وعددهم 435 عضوا، بينما يجري الاقتراع علي ثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ إجمالي عدد مقاعده 100 مقعد، بالإضافة إلي 13 من حكام الولايات والمناطق. وفيما يتعلق بمجلس النواب، يتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددها 435 مرة كل سنتين و لكل ولاية ممثلين في المجلس بحسب عدد سكانها وهي نسبة تتم مراجعتها مرة كل 10 سنوات بناء علي نتائج التعداد السكاني الأمريكي. وبشغل الجمهوريون 240 مقعدا والديمقراطيون 190 مقعدا وهناك 5 مقاعد شاغرة في المجلس الحالي. والمجلس الذي انتخب عام 2010 شهد رقما غير مسبوق من الممثلين "الجدد" في موجة جمهورية في غالبها. وفي المجمل يضم المجلس 76 سيدة و30 عضوا من أصول اسبانية و43 من أصول افريقية و9 من أصول آسيوية. ويبدو احتفاظ رئيس المجلس الجمهوري جون باينر بمنصبه من شبه المؤكد بينما يحتاج الديمقراطيون الفوز ب25 مقعدا إضافيا علي الأقل للسيطرة علي مجلس النواب. والسلطة الوحيدة التي تسمح بتوجيه الاتهام للمسوؤلين الكبار ومن بينهم الرئيس بيد مجلس النواب بينما يقوم مجلس الشيوخ بإجراءات المحاكمة والتصويت علي توجيه الاتهام. أما مجلس الشيوخ فتمتد فترة ولاية أعضاء مجلس الشيوخ المائة ست سنوات، يتم انتخاب ثلثهم كل عامين. وكل ولاية، بغض النظر عن حجمها تتمثل بعضوين في المجلس. فولاية ديلاوير التي لا يتجاوز عدد سكانها المليون، تتمتع بنفس التمثيل في مجلس الشيوخ كولاية كاليفورنيا البالغ عدد سكانها 38 مليون نسمة. ويشغل الديمقراطيون حاليا 51 مقعدا إضافة إلي اثنين من المستقلين المؤيدين للحزب، بينما يشغل الجمهوريون 47 مقعدا. وبموجب الدستور يتولي نائب الرئيس رئاسة مجلس الشيوخ لكن لا يحق له التصويت إلا في حالة تعادل الأصوات. ولا يضم المجلس حاليا أعضاء من أصول افريقية. وتنتخب 11 ولاية ومنطقتان أمريكيتان اليوم أيضا حكاما. وتسعة من هذه المناصب التي يتم التنافس عليها يشغلها ديمقراطيون والأربعة الأخري جمهوريون. ويقول الخبراء إن الروح التي تخيم علي الانتخابات الرئاسية تخيم أيضا علي انتخابات الكونجرس إلي حد بعيد: السباق المحموم نفسه ما بين الحزبين الرئيسيين، والأولويات نفسها تحدد قرار الناخب الأمريكي، وأهمها علي الإطلاق حالة الاقتصاد والقوانين الخاصة بالرعاية الصحية والهجرة.