هل تشهد الأجيال الحالية اختفاء صحف أو مجلات مصرية عريقة اقتربت أو تخطت المائة عام من الصدور المتواصل، والتأثير الإعلامي المحلي والإقليمي والعالمي.. هل تتحول هذه الصحف الورقية إلي صحافة اليكترونية.. هل لدينا من يملك الجرأة والشجاعة والنظرة المستقبلية علي اتخاذ هذا القرار الذي يمس تطور الصحافة، بل يواجه تحديات الصحافة الورقية المتمثلة في الصحافة الاليكترونية والفضائيات ووكالات الأنباء والإذاعة والتليفزيون التي تميزت علي الصحافة الورقية في نقل الخبر والمعلومة بالصوت والصورة في لحظات وعلي الهواء مباشرة لحظة حدوث الخبر! هل تستطيع التكلفة المتزايدة لصناعة الصحافة الورقية مواجهة وسائل الإعلام الاليكترونية والحديثة الأقل تكلفة والأكثر انتشارا وتأثيرا.. هل تستطيع الصحافة الورقية أن تحافظ علي نسبة توزيعها التي تتواري خلف الصحافة الاليكترونية، أو تحافظ علي المعلنين والقراء الذين خطفتهم الصحافة الاليكترونية لجاذبية الاعلان ورخص التكلفة وسعة الانتشار! هذه الاسئلة تزاحمت في رأسي وأنا أطالع خبر توقف مجلة النيوزويك الأمريكية الشهيرة بعد 80 عاما من الصدور والتميز الصحفي مكتفية بالشكل الاليكتروني في بداية العام المقبل، حيث ستكون آخر نسخة مطبوعة للمجلة بتاريخ 31 ديسمبر المقبل، وسيتغير اسم المجلة إلي »نيوزويك العالمية« وانها تستهدف الجمهور كثير التنقل الذي يرغب في معرفة المزيد من الأحداث العالمية في شكل متطور لقد سبق قرار توقف نيوزويك توقف مجلة لايف الأمريكية الشهيرة منذ سنوات قليلة كما تحولت إل صنداي تايمز البريطانية إلي الإليكترونية واوقفت مؤسسة لوموند الفرنسية اربعة اصدارات صحفية. بعد كل ذلك هل نحن قادرون علي تحمل الخسائر التي تحققها أغلب الصحف الورقية عدد قليل جدا منها تحقق ارباحا او تكاد تكون مصروفاتها تتوازي مع ايراداتها.. بل الأخطر من كل هذا هل تستطيع الصحافة الورقية الحفاظ علي دورها وتأثيرها في مواجهة الصحافة الاليكترونية؟