لم يعد ممكنا أن نقاوم الغلاء بالاستغناء بعد أن امتد وتغلغل لكل شيء من اللحوم والسلع الغذائية والخضر والفاكهة والبقول.. لم يعد أمام المستهلك أي سبيل للفرار.. أحكمت أسوار الاستغلال البشع حصارها حوله.. فجميع البدائل من الأطعمة الشعبية ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق، وأصيبت الأسواق بالجنون الهيستيري حتي أن أحدا لا يمكن أن يتوقع معدلات الأسعار علي المدي القريب.. واكتفي المسئولون بشرح أسباب ارتفاع الأسعار والمبادرة ببعض الحلول الجزئية التي تشبه المسكنات ولكن معاناة الناس تتزايد وجشع التجار لايقف عند حد.. بل يواصلون امتصاص دمائنا بكل اصرار.. ولايجدون اجراءات صارمة تردعهم وتحمي المواطن من الاستغلال والغش.. ولم نشعر بدور مؤثر لجمعيات حماية المستهلك التي تنادي أحيانا بمقاطعة السلع حتي تنخفض أسعارها.. والحقيقة أن الناس قد يقاطعون بعض السلع رغما عنهم لعجزهم عن دفع ثمنها.. ولكن لن يمكنهم مقاطعة جميع السلع.. لمن يلجأ المستهلك المسكين؟ ومن يحميه ممن لا يبالون بتجويعه أو استغلاله لأقصي مدي؟ اننا نطالب بعودة التسعيرة الجبرية واشراف حقيقي لمفتشي التموين علي الأسواق مع تحديد هامش ربح معقول للتجار، وتجريم أي محاولات للتلاعب بأقوات الناس.. لابد أن تنزل أجهزة التموين بكل ثقلها وبحياد ودون مجاملة لأحد لإعادة الانضباط للاسواق لرفع المعاناة عن الناس.. فتأمين الطعام بأسعار وكميات مناسبة مسألة أمن قومي!