لم تشهد بريطانيا شخصية عربية مثيرة للجدل، مثل شخصية مصطفي كمال مصطفي المعروف باسم أبو حمزة المصري - 54 عاما- الذي أثير حوله ضجة اعلامية كبيرة لاتهامه "بتعبئة المسلمين علي الكراهية لغير المسلمين". تم تسليم أبو حمزة للولايات المتحدة .. ووجهت له المحكمة الامريكية 11 تهمة تتصل بالارهاب. تتهم واشنطن أبو حمزة -الذي يناضل منذ ثماني سنوات لمنع تسليمه إلي الولاياتالمتحدة- بالمشاركة في خطف 16 سائحا غربيا في اليمن في 1998 توفي أربعة منهم خلال عملية عسكرية لتحريرهم.. وهو متهم ايضا بتسهيل اقامة معسكر لتدريب الارهابيين في الولاياتالمتحدة بين العامين 2000 و2001 وبالمساعدة في تمويل "جهاديين "يرغبون في التوجه الي الشرق الاوسط لتلقي تدريب علي اعمال "ارهابية". جاء القرار بعد رفض المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان دعوي استئناف رفعها أبوحمزة لعدم ترحيله الي الولاياتالمتحدة، في حلقة جديدة من مسلسل قضائي مستمر منذ ثماني سنوات، ويُنظر في بريطانيا إلي أبو حمزة علي أنه مثال ل"التطرف الإسلامي بسبب خطبه المحرضة علي العنف وكراهية الآخر"، التي كان يلقيها من مسجد فينزبري بارك شمالي لندن. عزل أبو حمزة من منصبه كإمام للجامع في 4 فبراير عام 2003 ولكنه استمر في إلقاء خطبه الدينية في الشارع المقابل للمسجد، حيث اشتهر بتعاطفه العلني مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن ومواقفه المناهضة لعملية غزو العراق 2003 . اعتقل الإمام السابق لمسجد فينسبوري بارك الذي يقوم فيه بحملة تأييد لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في 2004 إثر طلب تسليم رفعته الولاياتالمتحدة، وكان يمضي عقوبة بالسجن سبع سنوات في بريطانيا التي أدانته في فبراير 2005 بتهمة التحريض علي القتل والكراهية الدينية. في 27 مايو عام 2004 بدأ القضاء البريطاني عملية ترحيل المصري إلي الولاياتالمتحدة للمثول أمام القضاء الأمريكي بتهمة "محاولته إقامة معسكر لتدريب الإرهابيين"، ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل لتعارض هذا الإجراء مع قوانين الاتحاد الأوروبي التي تمنع إحالة شخص لقضاء دولة أخري يطبق فيها عقوبة الإعدام. وسعت السلطات البريطانية إلي تجريده من جنسيته لتكون قادرة قانونيا علي ترحيله لكن اللجنة الخاصة بطعون الهجرة حكمت بقبول الاستئناف الذي قدمه أبو حمزة، بعد أن دفع محامو أبو حمزة بأن الرجل تم تجريده من الجنسية المصرية وبالتالي لا يمكن تجريده من الجنسية البريطانية لأن ذلك سيجعله دون جنسية. وعلي الرغم من أن الحكومة البريطانية قد حصلت يوم 24 سبتمبر الحالي علي حكم من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بترحيل أبو حمزة مع أربعة إسلاميين معتقلين إلي الولاياتالمتحدة حيث يواجهون تهما تتعلق ب"الإرهاب"، إلا أن القضية لم تنته بعد.. ولد أبو حمزة في 15 أبريل عام 1958 بمدينة الإسكندرية، لأب يعمل ضابطا بالجيش المصري، وانتقل إلي بريطانيا عام 1979 ودرس الهندسة المدنية في كلية البوليتكنيك برايتون وعمل حارسا بملهي ليلي في حي سوهو وتزوج من سيدة إنجليزية اسلمت، فحصل علي الجنسية البريطانية، ثم انفصلا بعد خمسة أعوام. ثم تزوج مرة أخري ولديه 7 أبناء . شارك في مطلع عام 1990 إلي جانب مسلمي البوسنة ضد الصرب خلال حرب البوسنة، وانتقل لاحقا إلي أفغانستان كمتطوع للمساعدة في إعادة إعمار أفغانستان بعد الحرب وأصيب أثناء حملة لإزالة الألغام فقد فيها عينه اليسري وبترت يده اليمني.