محمد عبدالحافظ كلما ازداد الانسان علما، ازداد تواضعا، وأصبح اكثر خشية لله، ولا أبالغ إذا قلت إن أكثر الناس قربا إلي الله هم الأطباء، لأنهم يرون ويلمسون آياته التي تتجسد أمامهم مع كل حالة مرضية يتابعونها ومع كل فتحة مشرط في جسد مريض. وقد هالني أن يقدم الأطباء علي الإضراب، فلم أتصور أن يمتنع طبيب - حتي لو كان كافرا- عن مساعدة مريض يتألم أو جريح ينزف أو طفل يتوجع. ورغم إيماني بحق كل ( بني أدم ) في الاعتراض، والاحتجاج، والإضراب للمطالبة بحقوقه الإ أن هناك من تلزمه أخلاق مهنته، وموهبته، وعلمه الذي وهبه الله له أن يتنازل طواعية عن هذا الحق، إذا اصطدم بضرر الآخر. وعلي رأس هؤلاء المتنازلين الاطباء، الذين نسلم لهم انفسنا طواعية لكي يتصرفوا فينا كما يشاءون، يخدروننا، ويشقون بطوننا، ويستأصلون ما يريدون، دون ان نعترض، وفي أحيان كثيرة دون حتي أن نسأل. لا يمكن ان يكون تصرف الطبيب في مهنته كتصرف سائق الاتوبيس الذي يمتنع عن القيادة ويضرب عن العمل. الأطباء معهم كل الحق في مطالبهم المشروعة، ويجب ان يكون لهم الاولوية في كل المزايا التي تمنحها الدولة، ليس لأن علي رأسهم ريشة، ولكن لأنهم ينقذون حياتنا - بإذن الله فالصحة أغلي ما في الحياة .. ولا حياة بدون صحة. وزارة الصحة مخطئة، والحكومة مقصرة لأنها لم تلب طلبات الأطباء كما فعلت - مثلا - مع امناء الشرطة ورفعت رواتبهم لتتجاوز راتب الطبيب بعدة أضعاف .. المرضي صوتهم أضعف فلم تسمع الحكومة أنينهم ، ولم تشعر بأوجاعهم ولن يهمها إذا أضرب الأطباء ومات المرضي. وزارة قنديل ملزمة بتدبير اعتمادات لزيادة رواتب الأطباء فورا .