فقط يحدث فى مصر.. الانسان المجتهد في دراسته العلمية والحاصل علي 100% فى الثانوية العامة ينظم اضرابا عن العمل فقط ليتساوى مع من يحصلون علي 50% من خريجي معاهد وكليات الشرطة، هذا هو لسان حال الشارع المصري الذي تباينت آراءه حول اضراب الأطباء في مستشفيات الجمهورية لليوم الثالث علي التوالي، للمطالبة بتأمين المستشفيات وزيادة ميزانية الصحة ل15% وتطبيق كادر الأطباء. لن يشعر بحال الأطباء والمرضى فى المستشفيات الحكومية إلا من ذهب إلى هذه الأماكن التى تجعل أهل المريض يتمنون يستغيثون ويبكون على حالهم، حالمين بالخروج الأمن من جحيم الخدمات الطبية هناك، وهو ما أكده أسعد السيد، مهندس معماري يري أن الأطباء أحوالهم لاترضى أحد ورواتبهم قليلة جدا ويعانون العديد من المشاكل والمتاعب ولا يجدون أدني إهتمام وكل ما فعلته الحكومة معهم مجرد وعود لا أكثر ولا يوجد فعل قوي، باختصار أطباء مصر في غرفة الانعاش في انتظار مشرط النجاة أو رصاصة الرحمة. وأضاف أن كل هذا لا يجعل الطبيب يتخلى عن مهنته وعن مرضاه ويتركهم يتألمون ويقف ويده بجانبه وهو معه العلاج، موضحا أنه سوف يحاسب على كل مريض تركه دون علاج، فليس هناك مبرر لهم وعليهم عمل مظاهرات أو إيجاد حل آخر للمطالبة بحقوقهم المشروعة. وأكد كريم عبد الهادي، 30 عام، مهندس كمبيوتر أن الأطباء لهم كافة الحقوق في التعبير عن مطالبهم بأي شكل يريدونه حتى وإن كان إضراب لأنهم سبق وأن طلبوا أكثر من مرة بتحسين أوضاعهم دون أن يلقوا أي رد فعل أو اهتمام بهم من قبل المسئولين ومن ثم فإن الإضراب هو الحل الوحيد لهم لكي تعرف الحكومة قيمتهم وأهميتهم وقدسية مهنتهم، مؤكدا أن طبيعة الحكومة في مصر لا تستجيب إلا بحدوث مصيبة. "الأطباء يسلموننا العيادات ذات التذكرة الغالية".. هذا ما قالته ماجدة إبراهيم 47 عام ربة منزل، قالت أن سعر التذكرة في المستشفيات الحكومية جنية وربع فقط وبإضراب الأطباء وإمتناعهم عن علاج المرضى سيجد المريض نفسه أمام حل واحد وهو الذهاب للعيادات الخاصة التي يصل سعر الكشف بها ل 50 و 100 جنية. فمع هم المرض يأتي هم سعر الكشف والعلاج المرتفع الذي لا يقوى عليه من اعتاد كشف المستشفيات الحكومية وهو ما أشار إليه عبد الفتاح محمد حسين، العامل في إحدى مصانع الغزل والنسيج بأن المواطن الفقير المعدوم عندما يمرض لا يجد أمامه سوى المستشفى الحكومي ليتعالج بها لأن سعرها بسيط والأطباء هناك جيدون ومن ثم فإن إضراب الأطباء هو ظلم لهؤلاء الفقراء ولكن الأطباء لهم عذرهم بعض الشيء لأن لديهم بيوت وأطفال ينفقون عليهم ويحتاجون لكل جنيها ولا يرضي ربنا أحوالهم هذه الأيام، فلهم حقوق ككل المصريين يجب أن يحصلون عليها. وفي المقابل قال عم محمود 58 عاما، بائع خضروات "الأطباء على قلبهم قد كده"، أن كل طبيب له عيادة خاصة يصرف منها أموال طائلة فماذا لا يصبرون بعض الوقت حتى تتحسن حال البلد ويتم تحسين رواتبهم وأن التخلي عن المرضى خاصة ليس له أي دافع لأن مهنة الطبيب لها وضع خاص جدا ويمكن أن يتظاهرو أو يشتكوا. وأكدت إيمان علي، مدرسة إبتدائي أن الأطباء لهم كامل الحق في التظاهر والإضراب كأي مواطن عادي وسبق وأن قدم الأطباء ألاف الشكاوي ولم يجدواأدني إستجابة وهذا كان الحل الوحيد الباقي أمامهم، موضحة أن معظم الشعب المصري يعذرهم ويدعمهم لأن الحكومة تعطي الملايين والرواتب الباهظة لمن لا يستحقون والذين يستحقون بالفعل يجدون الملاليم.