أكرم السعدنى لم اجد للمثل الشعبي »يبيع الميه في حارة السقايين« مثالا ينطبق عليه قدر ما رأيته في شخص الاستاذ طوني خليفة الذي يقدم برنامجا في قناة »القاهرة والناس« يلقي نسبة مشاهدة غير عادية لسبب بسيط للغاية وهو ان الاستاذ طوني مستفز عام علي وزن مدير عام. فهو يجيد الاستفزاز ويحرك الغضب الدفين داخل ضيوفه ويشعلل الحوار ويسكب الزيت فوق النيران وفوق ذلك فهو محاور رائع سريع البديهة حاضر الذهن متقد الذكاء ظله خفيف علي معشر المشاهدين ولكن.. وآه من لكن هذه.. فقد عمد الاستاذ طوني في حلقاته الاخيرة الي اثارة من نوع غير محمود استطيع ان اصفها بالوصف الدارج »نشر الغسيل القذر« في حلقة جمعت اثنين من النجوم احدهما الدكتور علاء صادق وهو موسوعة متحركة يجيد صنعة الكلام دون اي لحن وبلغة فصحي يحسد عليها وقد استطاع بجرأة وشجاعة ان يصنع لنفسه مجدا اعلاميا ورصيدا جماهيريا لا مثيل له بين السادة نقاد الرياضة الذين اتجهوا الي الفضائيات وللحق اقول لم اسمع العيبة من هذا الرجل ولم اضبطه ولو مرة واحدة قبل ذلك يتدني في لغة الحوار ويهبط بها الي الدرك الاسفل.. نفس الامر استطيع ان اذكره في حق الطرف الثاني الذي جمعه طوني خليفة مع علاء صادق وهو نجمنا المحبوب مصطفي يونس اول لاعب مصري وعربي في تاريخ كرة القدم يحقق جماهيرية عظمي في مركز الظهير فقد اعتدنا علي النجم الذي يعمل حركات ويؤدي العابا بهلوانية وتسجيل اهدافا سينمائية هو وحده الجدير بالنجومية والدلع والشخلعة والذي منه ولكن مصطفي يونس كسر هذه القاعدة واصبح واحدا من المع نجوم الزمان الاعظم في تاريخ الكرة المصرية والعربية.. واقول ايضا في حق مصطفي يونس.. ولكن.. لانني لم اعهد هذا الفتي شتاما يستهزيء بأحد او يسخر من ضيف او يسيء الي اي انسان ولكن طوني خليفة وبمعلمة واستاذية فهو بالفعل استاذ وصاحب كرسي.. استطاع ان يستخرج من علاء صادق ومصطفي يونس ما لم يكن في الحسبان وما عجز اي مخلوق علي الاتيان به من قبل ولا اعتقد ان احدا قادر علي ان يجيء منهما بمثل ذلك علي الاطلاق فقد كانت الحلقة عبارة عن فرش الملاية وكل ما هو نفيس في قاموس حارة رابعة: وصف بعدم الاحترام وتشبيه بالصراصير واتهامات بالجهالة واشتباك حول حق الالتراس الاهلاوي وموقف ابوتريكة وبالطبع كان اي مذيع اخر يستطيع ان يناقش مثل هذه الأمور الساخنة والشائكة دون ان يحث ضيوفه علي الخروج عن النص ولكن المبدع طوني خليفة كان يعلم تماما هدفه ويضع فخاخا علي الطريق حتي لا يخرج ضيفاه عن الهدف المنشود وهو تسخين الحلقة حتي ولو ادي الامر الي خلع الاحذية والضرب تحت الحزام واللوم كل اللوم هنا لا يقع علي شخص طوني خليفة ولكن بالتأكيد علي الناقد الرياضي الموسوعي المحترم الذي اكن له كل تقدير علاء صادق وعلي اللاعب الخلوق مصطفي يونس الذي كان رمزا ولايزال من رموز الزمان الجميل النظيف والذي لا يعيبه علي الاطلاق انه تعرض »لخرومة« في مباراة تونس ثم لاخري في مباراة الزمالك.. اقول اللوم كل اللوم في حقهما قفد كان علي كل منهما ان يعلم انه يمثل الاعلام المصري وانه مثل اعلي وقدوة يحتذي بها ولكن ما استمعت اليه يؤكد ان الاخ طوني اضافة الي مهاراته التي اشرت اليها يمتلك مهارة الدهاء فقد اجاد صنع الشراك وبكل السهولة والاستسلام وقع في الشرك مصطفي يونس وعلاء صادق.. ومع الاسف الشديد شاهدنا بعد ذلك حلقة ما كان ينبغي لاي قناة فضائية تدعي التنوير وتنشر الحرية وترفع لواء الشفافية ان تفسح مجالا لقاتل عمنا وتاج الرأس فرج فودة المفكر والكاتب المصري الساخر الذي حاوره القتلة بالمدفع الرشاش والمطواة القرن الغزال ولذلك فانني ادعو طوني خليفة الي الاعتذار عن هذا الامر.. هذا اذا كان من بين صفاته.. شجاعة الاعتذار!!