عاطف النمر مسلسل نزيف الدم اليومي في سوريا يضع المنطقة برمتها علي حافة الانفجار ، ما من دولة في المنطقة أصبحت آمنة تجاه ما يتهددها من أخطار داخلية وخارجية ، ما يجري هو حرب بالوكالة ، من لا يعي ذلك ليس لديه تقديرات صحيحة للموقف الذي يحتاج لحنكة وخبرة . تصريحات اللواء حسن فيروز آبادي، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ، تؤكد بوضوح ابعاد الحرب الدائرة بالوكالة علي الاراضي السورية الآن ، فهو يعتبر ان الحرب التي يخوضها النظام السوري ضد العناصر التي يصفها بالارهابية ، هي حرب تتعلق بالأمن والوجود الإيراني ، ويري أن هزيمة النظام السوري في هذه الحرب هو هزيمة للنظام الإيراني ، نفس النبرة التي تحدث بها الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماعه بوزير الخارجية الإيراني ، علي أكبر صالحي ، عندما قال إن سوريا ليست المستهدفة الوحيدة ، بل الهدف هو القضاء علي محور المقاومة بمجمله ، وإيران تري أنها رأس الحربة في هذا المحور، لهذا عاد رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية ليؤكد أن ما قاله بشار الأسد صحيح ، لأن سوريا تشكل الخط الأمامي للمقاومة في التصدي للكيان المحتل للقدس، ولهذا قال إن التصدي للاعتداءات الإسرائيلية يعد من أهداف وطموحات الثورة الإسلامية الإيرانية ، لذا تشترك كل من إيران وسوريا في هذا الهدف. التصريحات السابقة تعني أن الحرب الدائرة في سوريا لن تنتهي، ونزيف الدم لن يتوقف ، وكل المبادرات والتحركات السياسية المطروحة لن تأتي بثمار قريبة لتعقد المشهد ، وتعدد الأطراف اللاعبة فيه ، الدعم الايراني بالعتاد والسلاح قائم وممتد ، وسيحارب النظام السوري ومن ورائه النظام الإيراني حتي آخر جندي نظامي ، وآخر مواطن سوري ، الحرب بالوكالة من كافة الاطراف المتصارعة علي الاراضي السورية لا تقتصر علي دعم النظام ، ودعم المعارضة بالعتاد والسلاح، إنما تمتد لما هو أخطر من ذلك ، تمتد لما ينبئ بأن المنطقة أصبحت علي حافة الانفجار ، ما يشير إلي ذلك ما نقل عن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري الذي كشف لأول مرة عن تواجد عناصر من الحرس الثوري الإيراني في سوريا ، أي ان الوضع المتأزم سيتحول من حرب الوكالة إلي حرب المشاركة في حال تعرض سوريا أو إيران لاعتداءات خارجية ، سوف يتحرك خلالها حزب الله بضربات موجعة لاهداف مفتوحة . لهذا تم تسريب التعليمات التي أصدرها علي خامنئي ، المرشد الإيراني الأعلي ، للحرس الثوري وجميع وحداته ، وفي مقدمتها " فيلق القدس" بوقف جميع نشاطاته في أنحاء العالم للتركيز علي دول الجوار في المنطقة ، وقد رصد مركز المعلومات الاستخباراتية والإرهابية الاسرائيلي ما وصفه بنشاط الذراع الطولي لإيران في مختلف دول العالم ، قاصدا وحدة المهام الإيرانية الخاصة المعروفة بالوحدة" 400" التي تتبع علي خامنئي مباشرة ، وتري إسرائيل ان هذه الوحدة مسئولة عن العمليات الارهابية ، إلي جانب دورها اللوجستي في تدريب وتمويل وتوجيه التنظيمات الاسلامية الثورية سواء كانت شيعية أو سنية ، وتري إسرائيل ان هذه الوحدة مسؤولة عن تصفية الحسابات المفتوحة بين طهران وتل أبيب ، وسيكون لها دور كبير في الازمة السورية بالانتقام الشديد ، لهذا لا يجب ألا نستبعد ان يكون لكل هذه التحركات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بما تشهده سيناء الآن من أخطار ، لأن اللعبة أكبر مما نتصور !