أبو حمزة يتوسط ابناءه وأصدقاءه أمام منزله بعد الإفراج لم تكن قصة مسلسل باب الخلق الذي أذيع في شهر رمضان بطولة الفنان محمود عبدالعزيز نوعا من الخيال وانما كانت تجسيدا لمعاناة الشيخ مصطفي حمزة الملقب بأبو حمزة المصري والذي أفرج عنه مؤخرا من سجن العقرب بعد 9 سنوات خلف الاسوار بتهمة اقل ما يمكن وصفها بأنها تهم خيالية وأهمية وباطلة، فالرجل سافر مع زوجته الي افغانستانوباكستان وتم القبض عليه في السودان وتسلمته السلطات المصرية لتضعه خلف القضبان 9 سنوات كاملة بتهمة قضية تسمي »العائدون من افغانستان« ونسبوا الي المتهمين فيها محاولات اغتيال مبارك في اديس أبابا ورموز حكمه في مصر ورغم انهم كانوا خارج البلاد سعادة لا تستطيع الكلمات وصفها.. دموع الفرح انهالت دون توقف.. تكبير الرجال وزغاريد النساء هزت أرجاء المنزل الهادئ سنوات الغياب جعلت لحظات الانتظار تمر بصعوبة.. الكل يترقب ان يسهل عليهم بابتسامته المعهودة.. هذا هو الحال داخل منزل الشيخ مصطفي حمزة الملقب بأبو حمزة المصري القيادي بالجماعة الاسلامية الذي تم الافراج عنه أول أمس من سجن العقرب علي ذمة قضايا »العائدون من افغانستان والعائدون من السودان بعد 9 سنوات خلف القضبان.. »الأخبار« رافقت أبو حمزة المصري أشهر سجين سياسي من أمام سجن العقرب وحتي منزله مرورا بقسم شرطة العبور لإنهاء اجراءات صحة الافراج بضمان محل اقامته. ساعات طويلة انتظرتها زوجته وأسرته امام سجن العقرب.. اتصالات مع المحامين والمسئولين للاستفسار عن أسباب التأخير.. فكل دقيقة تمر تزيد من قلق زوجة الشيخ حمزة ونجله عصام وشقيقه مختار وعدد من الاصدقاء والاقارب الذين كانوا بانتظاره امام السجن حالة من الترقب تخطف الابصار مع كل سيارة ترحيلات تعبر بوابة الخروج علي طريق الاتوستراد وحينما أشارت عقارب الساعة السادسة مساء انتفض الجميع واقفا حيث خرجت سيارة الترحيلات التي تقل الشيخ حمزة وخلفها سيارة نقل صغيرة لنقل متعلقاته.. عبرت السيارات بوابة الخروج فانطلقت صيحات التكبير » الله أكبر الله أكبر نصر من عند الل اشارات الترحيب وأصوات التهليل جعلت سائقي المكروباص علي طريق الاوتوستراد يطلقون أصوات الكلاكسات نفير سياراتهم للمشاركة وجدانيا في حدث لا يعلمون عنه شيئا انطلقت السيارات وراء سيارة الترحيلات عبر الاوتوستراد الي الطريق الدائري وحتي قسم العبور لم تنقطع خلالها آلات التنبيه.. وعند ابواب القسم اصطفت السيارات الخاصة بأهله واصدقائه وأقاربه انتظارا لخروجه وبداخل القسم كان الرائد محمد عادل رئيس المباحث والعميد محمد فتحي مأمور القسم ينتظران بعد تلقيهما اخطارا من اللواء محمد القصيري مدير المباحث الجنائية بمحافظة القليوبية بوصول اشارة من اللواء محمد ابراهيم مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون لانهاء اجراءات صحة الافراج وداخل القسم سمح الضباط لشقيقه الاكبر مختار ونجله عصام وعدد من اصدقائه وأقاربه بالدخول للاطمئنان عليه. انتهت الاجراءات وخرج الشيخ حمزة ليتنفس نسيم الحرية الذي حرم منه 9 أعوام متصلة وانطلقت من جديد صيحات التكبير والتهليل وتسابق الجميع لمعانقته اتجه الموكب نحو المنزل فانطلقت الزغاريد وتسابق ابناء الشيخ لمعانقته وكان اولهم احمد نجله الأكبر 22 سنة الطالب بكلية الهندسة جامعة سيناء ثم عصام 12 سنة بذات الجامعة ثم خالد 02 سنة بكلية التجارة جامعة القاهرة ثم ممدوح 91 سنة بذات الجامعة وشريف 71 سنة الطالب بالمرحلة الاولي للثانوية العامة وزينب الابنة الصغري 21 عاما بالصف الاول الاعدادي التي ظلت تحتضن الأب العائد من غياب وجاء الدور علي الزوجة فاطمة محمود ابوزيد والتي رافقت الشيخ سنوات الكفاح ثم جاء دور الاهل والاصدقاء والأقارب والجيران وفي تصريحات خاصة »للأخبار« اكد الشيخ مصطفي حمزة ان السجناء السياسيين ظلموا كثيرا خاصة الاسلاميين ويعد خروجهم مؤشرا بان صفحة الظلم في عهد مبارك قد طويت وهذا دليل علي نجاح ثورة 52 يناير.. وعن شعوره وقد مكث في سجن العقرب ومعه عدد من رموز النظام السابق قال: تذكرت قول الله تعالي »قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير« وأوضح أنه يحمد الله الذي أمد في عمره ليري مبارك في غيابات السجون التي عاني منها الاسلاميون كثيرا في عهده فلو تم اغتياله لاصبح بطلا قوميا وصنعت له التماثيل أما الآن فقد ظهر للناس مدي جرمه وطالب الشيخ حمزة بوحدةالصف والتوافق حول الاساسيات العامة لترسيخ قيم الاسلام في كل مناحي الحياة ووصف الشيخ حمزة مهمة الرئيس مرسي بالصعبة والشاقة لأنه يقع عليه عبء إزالة آثار أكثر من 03 عاما عاني فيها الشعب كثيرا وعليه رفع الظلم عن المظلمومين.. وقرأ الفاتحة علي ارواح شهداء ثورة 52 يناير الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ووقفوا في وجه سلطان جائر وأكد أن القضاء المصري عادل أما الزوجة فقالت ان سعادتها لا توصف بخروج زوجها البرئ حسب قولها وأنها استقبلت خبر إخلاء سبيله بالتكبير مشيرة الي ان الثورة في طريقها للنجاح باطلاق سراح المعتقلين السياسيين وقالت نزلت ميدان التحرير من أول يوم دون علم الشيخ خوفا منه وبعد يومين استأذنته خوفا علي ابنائي الذين كانوا يحضرون للميدان معي وكنت أطالبهم بالنطق بالشهادتين قبل الخروج للميدان فقال لي الشيخ علي بركة الله فالثورة بوجداننا من البداية فزوجي وزملاؤه بالسجون من أجل تحقيق هذه المطالب. وعن رحلتها مع الشيخ حمزة قالت: سافرت معه باكستان أواخر عام 9891 ومعظم ابنائي ولدوا هناك حيث مكثنا بها 4 سنوات كان خلالها زوجي يتسلل الي افغانستان للجهاد ضد الروس وكنت انتظره بالشهرين حتي يعود.. وسافرنا الي افغانستان سويا لمدة ثلاثة شهور.. سافرنا بعدها الي السودان عام 3991 بعدما طلبت الحكومة الباكستانية من المهاجرين ترك البلاد وبعد عامين سافر الشيخ الي افغانستان وحضر بعد عام حيث سافرت الي ايران ومعي الابناء وعاد هو الي افغانستان ثم حضر الينا عام 7991 ومكثنا بها حتي 3002 وتوجهنا جميعا الي السودان مرة ثانية وبعدها بشهرين تم تسليم زوجي للسلطات المصرية علي ذمة قضايا ملفقة وهي قضايا العائدون من افغانستان والعائدون من السودان وقضية الاغتيالات الكبري ومحاولة اغتيال صفوت الشريف ومحاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا وحكم عليه غيابيا بالاعدام وبعد الثورة تم اعادة الاجراءات وكلنا ثقة في القضاء المصري العادل والنزيه.