د. طارق الزمر أثناء حواره مع » الأخبار « الباب مفتوح للتحالف مع كل القوي السياسية في الانتخابات البرلمانية لا أستبعد وجود متربصين لإحداث فوضي وتشويه صورة الإسلاميين الحديث معه له طابع خاص نظرا لخصوصية الجماعة التي ينتمي إليها .. فترة سجنه التي اقتربت من نصف عمره تقريبا لم تؤثر علي رجاحة فكره بل زادته عمقا وروية فآراؤه دائما تصيب الهدف ولا تستطيع ان تستنطقه بما لا يريد ان يفصح عنه فالاتزان في الكلام شعار رفعه في حوارنا معه.. الدكتور طارق الزمر، القيادي في الجماعة الإسلامية والمتحدث الاعلامي باسم ذراعها السياسية، حزب البناء والتنمية، فتح في حوار ساخن ل"الاخبار" ملفات مهمة حول اقتحام السفارة الامريكية والتحالفات الانتخابية في المعركة البرلمانية.. وتقنين وضع واشهار الجماعة الاسلامية وفق قانون الجمعيات الاهلية الجديد واستبعاد د. محمد مرسي لقيادات الجماعة الاسلامية من تشكيل الفريق الرئاسي والحكومة الجديدة. في البداية ما رأيكم فيما حدث امام السفارة الامريكية؟ اود ان اؤكد أن التيارات الإسلامية تدين واقعة اقتحام السفارة الأمريكية، ويجب ان يكون معلوما للجميع ان الدعوة إلي التظاهر كانت علي اساس ان التظاهرة ستكون لمدة ساعتين فقط احتجاجاً علي تصوير فيلم مسئ للرسول صلي الله عليه وسلم. ولم تكن لاقتحام السفارة . ويجب أن نكون أفضل ممن هاجموا الرسول صلي الله عليه وسلم، والإسلام لا يجيز لنا أن نسب نبيهم كما يسبون نبينا، ونحن دعونا إلي وقفه سلمية تحترم السفارة "، مشيرا إلي أن هناك أحكاما ثابتة في الكتاب والسنة يجب ألا نتجاوزها حتي في حالات الحرب. ألم يكن هناك تنسيق بين التيارات الاسلامية ومجموعات الالتراس في هذا الشأن؟ ابدا لم يكن هناك اي تنسيق بين التيارات الإسلامية ومجموعات الألتراس التي حضرت إلي مقر السفارة واعتلي عشرات الشباب منها أسوار السفارة، ولا استبعد وجود متربصين بهذه التظاهرة لإحداث فوضي واقتحام للسفارة وتشويه صورة الإسلاميين في مصر، واشدد علي أن الشيوخ والفقهاء يدينون هذا الأمر. كيف تري نظرة العالم لهذا الحدث؟ بالتأكيد سيتم التسويق لهذه الأحداث التي لا نرضي عنها داخل الولاياتالمتحدة والتصوير علي أنها قامت فقط يوم 11 سبتمبر وهذا لا أساس له .. نحن نحتج ضد الولاياتالمتحدة وهناك ثقافات كثيرة أمريكية نحتج عليها، كما أن التعليم الأمريكي يعج بالثقافات المضادة للإسلام والمسيئة للرسول، والتي تتخذ الإسلام عدوا وحيداً لها ".. فهناك محاولات عالمية لإفشال نظام الحكم الإسلامي في مصر وخاصة السياسات الأمريكية التي تفكر في هذا بشكل نموذجي يبدأ بالتظاهر بالتأييد له ثم سرعان ما يعرقله قبل أن يظهر مساوئه أمام الرأي العام المصري، مشيراً إلي أن توحد الجهود المصرية واتفاقهم سيجبر الإدارة الأمريكية الحالية ومن تليها علي احترام رأي الشعب المصري. وما رأيك في رد الفعل الامريكي علي مقتل السفير الامريكي بليبيا ؟ ما حدث من اعتداء علي السفارة يمنعه الفقه الاسلامي لان السفراء محصنون ومقرات السفارات محصنة حتي لوكان هناك حرب. نريد ان نعرف رؤيتك لرد الفعل الامريكي المتوقع منكم علي مقتل السفير؟ أتوقع ان يراجع الامريكان حساباتهم لانه من الطبيعي ان يعلموا ان الشرق الاوسط والعالم الاسلامي بعد الربيع العربي ليس كما كان سابقا . هل تتوقع ان يتذرع الامريكان بهذه الحادثة ويفكرون في الهجوم علي ليبيا ؟ لا أستبعد ذلك تماما واعتقد انهم سيتفهمون هذا الامر . بعيدا عن ملف اقتحام السفارة ماذا عن استعداد حزب البناء والتنمية للانتخابات البرلمانية ؟ البناء والتنمية يعد نفسه لخوض الانتخابات علي مستوي جميع الدوائر انتظارا لصدور قانون الانتخابات وتحديد الدوائر . وفي رأيكم ما هوالنظام الانتخابي الامثل؟ اعتقد ان القانون الامثل هو النظام المختلط بين القائمة والفردي ولكن بعد تلافي الثغرة التي كانت في القانون القديم بحيث يتم تجاوز نقطة عدم الدستورية في هذا القانون. وماذا عن خريطة تحالفاتكم في الانتخابات المقبلة؟ سننتظر حتي صدور القانون وتحديد الدوائر والتحالفات مفتوحة علي كل الاحتمالات فنمد يدنا للجميع فالأبواب مفتوحة للتحالف بين الحزب وكل الأحزاب والقوي الوطنية الأخري، فيما عدا فلول الحزب الوطني، أومن ثبت تورطه في قضايا فساد، أو جنايات، أو إفساد الحياة السياسية في السابق، لكن كل التحالفات يجب أن تتوافق ومبادئ الجماعة الإسلامية سواء السياسية أو المجتمعية. ولكن ماذا لوعاد مجلس الشعب مرة اخري ؟ سنلتزم بحكم المحكمة الذي سوف يصدر وذلك علي الرغم من ان اعادة الانتخابات افضل لنا سياسيا. ولماذا ستكون افضل رغم انكم حاصلون علي 19 مقعدا في البرلمان ؟ لاننا نتوقع حصول الجماعة الاسلامية علي عدد اكبر من المقاعد.. قد يصل الي اكثر من 100 مقعد. وما رأيك في التحالفات الليبرالية التي تستهدف في المقام الاول مواجهة التيار الاسلامي؟ التحالفات الليبرالية تعبر عن قلق علماني وشعور بالفشل ولهذا فهم يتحركون في كل اتجاه ولن يكون لهم حظ الا اذا اقتربوا من الشارع . هذا عن الانتخابات البرلمانية ولكن ماذا عن الانتخابات الرئاسية ؟هل ستخوضون المعركة القادمة؟ ربما نخوضها ولكن لكل مقام مقال فسننتظر السنوات الاربع القادمة حتي يكمل د. محمد مرسي مدته وحينها نقيم الوضع واداءه وهل نتقدم بمرشح ام لا . د. محمد مرسي لم يختر احدا من قيادات الجماعة الاسلامية في الفريق الرئاسي اوالحكومة فما تعليقك؟ هذا حقه فمن حقه الاختيار ومن حقنا المساءلة علي الاداء فيما بعد ولكننا عاتبنا عليه وعلي حزب الحرية والعدالة عدم وضع اي قيادي بالجماعة الاسلامية في تشكيل المجلس القومي لحقوق الانسان لاننا اكثر من عانينا من قهر وظلم في السجون ولذلك كنا سنكون قادرين علي العمل في هذا الملف . وضعكم القانوني كجماعة ملتبس مثلكم مثل جماعة الاخوان المسلمين فهل تنتظرون قانون الجمعيات الاهلية الجديد لتوفيق اوضاعكم؟ نعم نحن في حاجة ملحة لمثل هذا القانون حتي نشهر الجماعة الاسلامية وتقنين اوضاع جماعة ظلت تعمل من خلف ستار عقودا طويلة . وما رؤيتكم لشكل هذا القانون؟ كما قلت لابد ان يستوعب الجماعات التي عانت طويلا دون تقنين وان يتيح لهم الفرصة بالعمل تحت مظلة الاسلام . ولكن هل ستشهرون الجمعية بصورة شاملة ام أنكم ستشكلون اكثر من كيان للجماعة الاسلامية وآخر للجهاد؟ سنشهر جمعية باسم الجماعة الاسلامية واعتقد انها ستكون منفصلة عن الجهاد. كيف ترون قرض البنك الدولي؟ بداية الحكم علي القرض مرتبط بالشروط المقترنة به، فكل القروض الربوية حرام ولكن حالات الضرورة تجيز ذلك وهذا بعد ان يتبين ان هذه الشروط لا تفرض الوصاية علينا او تحدد شروطا تعجيزية او رفع الدعم عن بعض السلع وبصفة عامة فهذا القرض يفيد في تحسين الوضع الاقتصادي المتردي كما انه لا يقيد الحكومة باستمرار منهج الخصخصة الذي عانينا منه طويلا. ولكن لا بد ان تكون الاولوية لوضع استراتيجية شاملة تستهدف انهاء سياسة الاقتراض الخارجي. طرح حزب الحرية والعدالة مبادرة جديدة باسم وديعة الكرامة فهل ترون انها قد تكون حلا بديلا عن القرض . انا لا اعلم هذه المبادرة. هي باختصار مبادرة لتجميع ودائع المصريين بالخارج عبر اطلاق اوعية ادخارية بحد ادني 1000 دولار لتجنب الاقتراض الخارجي ودعم الاحتياطي النقدي من العملات الاجنبية ويتطلعون فيها لايداع نحو ثلث اموال المصريين بالخارج ضمن هذه المبادرة .. فما رأيكم اذن؟ اعتقد اننا في حاجة الي مثل هذه الحلول والافكار الجيدة فهي تعد طريقة سهلة للخروج من النفق الحالي. كيف تري العلاقات المصرية الايرانية بعد زيارة د. مرسي؟ نحن في الجماعة الاسلامية نرحب بالتعاون مع كل الدول لا سيما الدول المحورية في المنطقة ولكن بدون وضع اي شروط تعجيزية وان نسمح لطهران بالسعي لنشر المذهب الشيعي او مساعدة حليفها بشار علي حساب الشعب السوري . الدستور الجديد ملف شائك ولكنكم كان لكم دور كبير في اتمام تشكيل الجمعية التاسيسية الحالية بتنازلكم عن مقاعدكم لصالح التيار المدني حتي تسير المركب ويتم التوافق علي التشكيل.. فهل تشعرون اليوم ان الجمعية تحقق مطالب الشعب المصري ام ان وجودكم فيها كان ضروريا؟ الجمعية التاسيسية تؤكد كل يوم انها وبحق تعمل لما يحقق صالح الشعب المصري واعتقد ان الدستور الذي يشرعون في اتمامه سيحظي بتوافق شعبي كبير