احتراق سيارة شرطة خلال الاشتبكات دوي إطلاق القنابل المسيلة للدموع كسر حاجز الصمت.. وكرات اللهب والمولوتوف أضاءت ظلام الليل.. ودماء المصابين علي الاسفلت بسبب إلقاء الطوب والحجارة.. و"سارينة " مصفحات الشرطة تخترق الآذان.. لسنا نروي مشهدا من ثورة 25 يناير ولكنه الحال الذي عاشته محيط السفارة الأمريكية بعد اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن لأكثر من 12 ساعة متواصلة علي خلفية الاعتصام بسبب الفيلم المسئ لنبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم.. أعادت الاشتباكات الي الأذهان أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء والسفارة الإسرائيلية.. رصدت »الأخبار« كواليس ليلة الرعب التي عاشتها منطقتا جاردن سيتي وميدان التحرير بين عمليات الكر والفر ومطاردات واشتباكات بما يشبه حرب الشوارع . كانت البداية اعتصام بعض القوي الإسلامية أمام السفارة الأمريكية اعتراضاً علي الفيلم المسيء لنبي الإسلام محمد صلي الله عليه وسلم والذي شهد قبله اقتحام السفارة وإحراق العلم الأمريكي، ليأخذ الاعتصام بعد ذلك الطابع السلمي مكتفين بترديد الهتافات المعادية للحكومة الأمريكية ولمنتجي الفيلم " يا أوباما يا أوباما كلنا هنا أسامة" "إلا رسول الله" "بالروح بالدم نفديك يا اسلام".. وفي مساء أول أمس قام العشرات من الأقباط بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية للتضامن مع اخوانهم من المسلمين والتبرؤ من الفيلم المسئ للاسلام والاعتراض علي تصرفات بعد أقباط المهجر، وخلال الوقفة حضرت مسيرة لأعضاء روابط الالتراس لمقر الاعتصام مرددين الهتافات " لا اله إلا الله محمد رسول الله " " مش ماشين مش ماشين هنفضل هنا قاعدين " " الشعب يرد طرد السفير "، ورفعوا الأعلام المصرية والرايات السوداء "، وفي هذه الأثناء حدثت بعض المشادات الكلامية بين شباب الالتراس وقوات الامن بسبب محاولة البعض عبور الحواجز الامنية للوصول للسفارة ليتدخل العقلاء لتهدئة الموقف ليحدث حوار هادئ بين احد لواءات الشرطة والمتظاهرين اكد من خلاله تأييده لمطالبهم واعتراضه علي الفيلم المسئ للرسول ونصحهم ان يكون الاعتراض بشكل متحضر لا يضع الدولة في مشكلة ديبلوماسية تضطر الي الاعتذار علي الرغم ان الحق معنا، هذا الحوار جعل عددا من شباب القوي الاسلاميه بعمل كردون بشري امام قوات الامن المركزي المكلفة بتأمين السفارة، ليتخذ الجنود وضع الاسترخاء وجلسوا علي الارض واضعين دروعهم بجوارهم . حتي هذه اللحظة كان الوضع سلميا وهادئا امام السفارة، ليبدأ اول فتائل اشتعال الموقف، بقيام احد الشباب في الساعه 12 صباحا اول امس بالقاء زجاجة مياه فارغة علي قوات الامن علي السبيل الفكاهة مع اصدقاء ليتأهب الجنود خوفا من محاولة الشباب عبور الحاجز، فظن المتظاهرون ان قوات الامن تستعد لفض اعتصامهم بالقوة، لينتاب الجميع الفزع ويقوم المتظاهرون بالقاء الطوب والحجارة علي الجنود كفعل استباقي لتخوفهم من اعتداء الامن علي الاعتصام، ليقوم الجنود بدورهم بتبادل الطوب والحجارة مع المتظاهرين، لتشتعل الاحداث وتتحول الي مشاجرة بين الجنود والمتظاهرين بعد سقوط مصابين من الطرفين، ومع فشل التهدئة شعر الضباط بفقدان السيطرة علي الاحداث ليقوم احد الضباط الذي يعتلي احدي السيارات المصفحة باطلاق القنابل المسيلة للدموع ليهرب المتظاهرون من شارع توفيق دياب الذي توجد به السفارة الامريكية الي ميدان سيمون بوليفار، لتغلق قوات الامن الشارع بالعشرات من جنود الامن المركزي . وظل كل من الطرفين يتبادلان الطوب والحجارة بميدان سيمون بوليفار لينفجر الوضع بالقاء المتظاهرين لزجاجات المولوتوف علي الامن لتصيب سيارتي شرطة مما ادي الي انفجارهما لتضئ النيران سماء المنطقة، حاولت قوات الامن اكثر من مرة اطفاء السيارتين ولكن دون جدوي بسبب القاء المتظاهرين وابلا من الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف والكرات النارية، لتقوم قوات الامن بعمل مناورة لابعاد المتظاهرين عن ميدان سيمون بوليفار بدخول احدي المصفحات من الكورنيش وخلفها سيارة مطافيء ومصفحة اخري قامت بالاشتباك مع المتظاهرين عند عمر مكرم لابعاد المتظاهرين الي ميدان التحرير.