الكلام لا يستحق عناء الالتفات اليه، الا بقدر تسليط الضوء علي عقلية أصحابه الهشة، درجة وعيهم ورؤيتهم، وهول تفكيرهم وخطورة تأثيره علي الرأي العام.. في برنامج (نادي العاصمة) علي التليفزيون المصري، قبل يومين، اقترح الشيخ حازم ابو اسماعيل إلغاء كافة الأنشطة الثقافية لمدة عام، كبديل لقرض صندوق النقد الدولي، اقترح وقف الأفلام والمسلسلات وأنشطة قصور الثقافة في المحافظات، والميزانيات المخصصة للثقافة، واقترح أيضا تخصيص ميزانيات الثقافة الخاصة (غير الحكومية) لسد عجز الموازنة !! هذه المرة يتجاوز الشيخ حازم نفسه، يتجاوز مناوراته في اخفاء جنسية والدته، واضطراره للكذب من أجل مصالحه السياسية، الي الكشف بعمق عن طبيعة تفكيره، وتفكير هؤلاء الشيوخ الجدد، الذين هبطوا علينا من حيث لا نحتسب، والكشف عن طبيعة تكوينهم الفكري، ورؤيتهم للعالم من حولهم.. حازم ابو اسماعيل بدعوته الي الغاء الأنشطة الثقافية وحرمان مصر لمدة عام كامل من أي ممارسة ثقافية، يتجاوز حتي غلاة السلفية، يتجاوز آراء عبد المنعم الشحات المتطرفة، حول أدب نجيب محفوظ، واتهام رواياته بالانحلال والرذيلة، فالشيخ حازم ابو اسماعيل يسقط الأدب كله، والثقافة كلها، لا يجد اي ضرورة تستدعي وجودها، ويطالب بالغائها وإغلاق أنشطتها، الشيخ حازم يقترح إقامة الجدران، وإغلاق النوافذ، وربما تكميم الأفواه، وأغماض العيون، ولو طال منع الناس من مغادرة بيوتهم، لفعلها !!