يشيع الاثيوبيون اليوم رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوي في جنازة وطنية ستكون الاولي التي تنظم لزعيم اثيوبي منذ اكثر من ثمانين عاما، حيث تعود اخر جنازة وطنية الي عام 1930 وقد اقيمت للامبراطورة زيديتو. وشهدت اثيوبيا عبر تاريخها وفاة الكثير من قادتها بشكل غامض يبقي طي الكتمان لسنوات في بعض الاحيان. لكن هذا البلد الواقع في القرن الافريقي لم يعتد تشييع هؤلاء القادة في جنازات وطنية كما سيجري اليوم قبل دفن رئيس الوزراء ميليس زيناوي. فعلي سبيل المثال لم يحظ "مينيليك الثاني" احد أشهر اباطرة اثيوبيا الذي وحد الامبراطورية الاثيوبية وانتصر علي الجيش الايطالي عام 1896 بجنازة وطنية عند الكشف عن وفاته. توفي هذا الامبراطور عام 1913 وظلت وفاته سرا حتي عام 1916. كما لم يحظ آخر امبراطور اثيوبي وهو "ملك الملوك" هيلا سيلاسي الذي توفي عام 1975 بجنازة وطنية، ودفن تحت حمامات القصر الرئاسي قبل نبش قبره واعادة دفنه بشكل لائق عام1992 بقرار من زيناوي. وسيدفن ميليس في كنيسة الثالوث الاقدس، التي يرقد فيها البطاركة الارثوذكس وكبار الوطنيين، الذين سقطوا من اجل البلاد، ويري المحللون في ذلك اشارة الي ان السلطات تريد ان تجعل منه بطلا. وان كان رئيس الوزراء اتهم مرارا بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان وفرض قيودا علي الصحافة والمعارضة، الا انه كان في نظر البعض قائدا ستذكره البلاد لمكافحته الفقر.