زحام العرض.. النماذج السلبية ظلم المرأة.. سوقية الألفاظ.. سيطرة الإعلانات انفض الشادر وأطفئت الأنوار للموسم الدرامي الرمضاني الصاخب الذي زادت تكاليفه علي المليار جنيه وقبل أن يذهب إلي ذاكرة التاريخ سألنا الخبراء عن أهم الايجابيات والسلبيات والظواهر التي أفرزها سوق الدراما هذا العام وهو ما تحمله السطور التالية د. سامي عبدالعزيز أستاذ إعلام القاهرة يقول: أهم مكاسب الموسم الدرامي هذا العام هو ضخ دماء جديدة في العمل الفني من اخراج إلي تأليف مرورا بالعناصر الفنية، أيضا جاء الأداء التقني الخاص بالتصوير والاخراج بالمستوي الجيد علي المستوي العام في الدراما. ب ويضيف الحكم علي مستوي الجودة في الأعمال غاية في الصعوبة في ظل العدد الكبير للأعمال هذا العام ولكن المستوي العام للدراما في مجمله جيد حيث أضاف وجود عدد كبير من نجوم السينما للموسم الدرامي رونقا ظاهريا وجاذبية للمشاهدين، إلا ان هذا لم يكن كافيا، ومانعا لظواهر سلبية كثيرة منها العنف السلوكي واللفظي والحواري. ب وحاول البعض التأكيد علي وجود مكاسب الثورة في المجتمع كواقع وهو ما لم يتحقق عمليا فمازال لدينا الكثير من الوقت حتي تصل قيم الثورة إلي كل الشعب المصري. وأنهي حديثه بالتأكيد علي ادخال البحث العلمي في صناعة الدراما من خلال بحوث واستطلاعات الرأي التي تحدد ما يريده الجمهور. ب المخرج ابراهيم الشقنقيري قال: علي الرغم من عدم متابعتي لكم كبير من الأعمال فإنني أري ان معظم الأعمال التي شاهدتها كانت تتسم بوجود ألفاظ خارجة وشتائم، كما انها تحتوي علي العديد من مشاهد التدخين و«التحشيش» وهي عناصر يجب عدم تواجدها علي شاشة التليفزيون فعلي الرغم من وجود تقنيات جديدة وصورة تليفزيونية مختلفة إلا ان هذه الصورة الجيدة أفسدها المضمون الذي لا يفيد المشاهد بأي شكل من الأشكال. ب د. ليلي عبدالمجيد أستاذ إعلام القاهرة، تقول: ان استمرار الانتاج الدرامي بهذه الكثافة في ظل هذه المعوقات الاقتصادية والأمنية شيء ايجابي يحسب للدراما المصرية، كما ان هناك بعض الأعمال حملت رسالة قوية وجيدة مثل مسلسلات «نابليون والمحروسة» لليلي علوي و«الخواجة عبدالقادر» ليحيي الفخراني، ومازالت مشكلة عرض كل الأعمال في شهر واحد وإعادة عرضها طول شهور السنة هي المشكلة الأهم والمسيطرة علي الدراما، بالاضافة إلي بعض الصور السلبية مثل تسليط الضوء علي بعض النماذج التي لا تحتاج إلي هذا الالحاح في تسليط الضوء عليها مثل شخصية البلطجي ويكون كل الهدف من وراء تقديمها هو الاثارة فقط، كما جاءت أعمال هذا العام ظالمة للمرأة حيث لم يخل مسلسل من اغتصاب امرأة أو الاعتداء عليها أو «اللعب بها» وكان هذا الأمر أصبح معتادا نشاهده ونعايشه من بنات مصر وبناتنا. والظاهرة السلبية الأكثر وضوحا هذا العام هو وجود كم كبير من الألفاظ السوقية والشتائم حتي ان إحدي القنوات الفضائية وضعت تنويها تقول فيه ان هذا العمل يحمل بعض الألفاظ غير اللائقة قبل عرضه. ب أما الإعلامية نجوي أبوالنجا فأطلقت علي هذا الموسم عنوان «مسلسل لكل مواطن» بسبب كثرة الأعمال التي عرضت ولكن هذا لا ينكر حقيقة ان كثيرا من الأعمال كانت جيدة وتستحق بالفعل المشاهدة مثل «معالي الوزيرة» لالهام شاهين و«رقم مجهول» ليوسف الشريف، واستطاع بعض الفنانين تغيير جلدهم الفني أمثال يحيي الفخراني في مسلسل الخواجة «عبدالقادر» وليلي علوي في «نابليون والمحروسة». وعلي النقيض كانت هناك بعض الأعمال تسيء للدراما وللإنسانية كلها مثل مسلسل «الزوجة الرابعة» والذي أطلقت عليه مسلسل «الجواري» حيث يأتي العمل ليهين المرأة ويقلل من شأنها وكأنه يحس كل الرجال علي الزواج أكثر من مرة، أيضا جاء مسلسل «مع سبق الاصرار» ليسيء لمهنة المحاماة، أما بطلة العمل فرغم انتقادي له إلا فإنها أدت الدور ببراعة، واستخدمت المهنة في التحايل علي القانون واستغلت ثغراته لتحقيق مصالحها الخاصة. ب المؤلف محمد صفاء عامر يقول: ان أهم مكاسب هذا الموسم الدرامي هو استكمال مسيرة صعود الشباب حيث استطاع الكثير منهم هذا العام تثبيت أقدامه في العملية الدرامية، وقد قررت قبل انطلاق الماراثون الرمضاني ان أحدد وجهتي وأشاهد عملا أو اثنين إلا ان زحمة الأعمال ودخول فواصل الاعلانات الكثيرة جعلت من رغبتي حلما. ب المؤلف بشير الديك هناك عوائق منعتني من متابعة الدراما هذا العام وهذه الموانع تتمثل في حجم الاعلانات المبالغ فيه التي تصعب علي المشاهد عملية المشاهدة بامعان وتفصله عن الخيال الذي من المفترض ان يعيش فيه إلا ان كان لدي اصرار علي اكمال عمل واحد وهو مسلسل «عمر» والذي اتسم بوجود ابهار بصري من جميع الجوانب سواء اداء الممثلين أو الكتابة الرائعة والاخراج المتميز لحاتم علي والملابس والديكور فإن العمل مصنوع بحرفية وذلك لتوافر الانتاج الجيد كما ان العمل ابتعد عن ما يسمي «السبوبة» التي اتسمت بها معظم الأعمال المصرية هذا العام. فكان لدي شعور بأن الانتاج الدرامي المصري يسعي للتواجد خلال شهر رمضان فقط دون ان يضيف شيئا جديدا للمشاهد. ب