قال خبراء اقتصاد بارزون في البنك الدولي امس ان الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي بحاجة الي "مضاعفة الجهود" لتعزيز تطوير وتوظيف القطاع الخاص كبديل لمصدر نمو غير نفطي. وكشف تقرير للبنك الدولي صدر في الاجتماع السنوي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي أنه علي الرغم من ان دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا (مينا) تجنبت الي حد كبير الركود الكارثي خلال الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية الا ان الاقتصاد في المنطقة ينمو بوتيرة ضعيفة. وقال خبراء الاقتصاد في البنك الدولي في مقابلة حصرية مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) امس ان دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول الاعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) علي وجه الخصوص واجهت قيودا علي انتاج النفط ما تسبب في تقلص النمو الاقتصادي. واضافوا انه رغم أن حصص انتاج النفط التي حددتها (اوبك) تعد حافزا علي تحقيق الاستقرار في أسعار النفط المتقلبة الا انه ينبغي علي دول مجلس التعاون الخليجي والبلدان المصدرة للنفط أن تسمح ببيع احتياطيات النفط الوطنية في السوق. وقالت الخبيرة الاقتصادية الكبيرة في البنك الدولي ايلينا لانكوفيتشينا في مقابلة حصرية مع (كونا) "ان المنطقة لديها الكثير من الامكانات ومن ثم فان عليهم التعامل مع الامدادات الآخذة في الازدياد من خارج (أوبك) ولمواجهة تلك الزيادة فانهم بحاجة الي ابرام عقود خاصة بهم لأن هذا هو الوضع بين العرض والطلب العالمي".وثمة رسالة صارخة في التقرير تتمثل في حاجة دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من البلدان التي تعتمد بشكل كبير علي عائدات نفط محدودة الي تنويع اقتصاداتها. وفي اشارة الي أمثلة مثل الامارات العربية المتحدة التي تفتخر حاليا بزيادة حجم التبادل التجاري مع آسيا قالت لانكوفيتشينا عن دول مجلس التعاون الخليجي "انهم بحاجة الي تكثيف الجهود لتشجيع شعوبهم علي التعلم ووضعهم في القطاع الخاص المتعلق بالجزء غير النفطي". ووفقا للتقرير الصادر عن لانكوفيتشينا فسوف يبلغ متوسط معدل النمو في المنطقة 4 في المئة في عام 2010 مقارنة مع 6ر5 نقطة مئوية علي النمو المتوقع للاقتصادات المتقدمة و 6ر4 نقطة مئوية في الدول النامية.وبالنسبة للضرورة الملحة لتنفيذ هذه التغييرات قال القائم بأعمال كبير خبراء الاقتصاد في الشرق الأوسط فاروق اقبال ل (كونا) ان هذه التغييرات الموصي بها "كان ينبغي أن تنفذ يوم أمس". واضاف "ان هذه التغييرات ملحة بشكل دائم ولكن علي العموم اذا كنت تتابع التقدم الذي يتم احرازه في الاصلاحات بالمنطقة فستجد ان العديد من الدول اهتمت بشكل كبير باجراءات الاصلاح لتحسين مناخ الأعمال". واوضح "اذا تتبعت مؤشرات الاعمال في العديد من دول المنطقة تجد ان مصر وايران والمغرب علي سبيل المثال اعطت اهتماما خاصا لتحسين مناخ الأعمال وستشاهد المزيد من الاجراءات في بعض المناطق عنها في مناطق أخري ونحن نريد أن تحدث الأمور علي جميع الجبهات".