اشتد إيذاء الكفار للنبي وخرج للطائف يدعو أهلها فخذلوه وآذوه، ودعا محمد ([) قائلا »اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني علي الناس، يا أرحم الراحمين، انت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلي من تكلني؟ إلي بعيد يتجهمني، أم إلي عدو ملكته أمري، أن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل علي غضبك أو يحل علي سخطك، لك العتبي حتي ترضي ولا حول ولا قوة إلا بك«. خفف الله عن نبيه ما به، وكانت رحلة الإسراء والمعراج، حيث أسري الله به من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي، وصلي بالأنبياء، ثم عرج به إلي السماء، ورأي الجنة والنار، ووصل إلي سدرة المنتهي، وعاد النبي إلي مكة مرتاح البال مطمئن القلب حاملا لأمته فريضة الصلاة. وهاجر النبي ([) مع المسلمين من مكة إلي المدينة تاركين بيوتهم وأحوالهم وحوائجهم، وبعد سنة بدأت الغزوات وكانت أولها بدر ثم أُحد وصلح الحديبية الذي كان سببا في فتح مكة، وتلا الصلح غزوة حنين وبعدها »مؤتة« ثم كان فتح مكة ودخول المسلمين للكعبة وعودتهم لديارهم بعد 8 سنوات هجرة وغربة وبدأ النبي خطابه للمسلمين يوم الفتح بقوله »لا إله إلا الله وحده لاشريك له صدق وعده، ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده.. ثم كان بعد ذلك غزوة حنين، وتبوك، وبدأ النبي يفكر في غزو الروم عقب حجة الوداع.. أصيب النبي بالحمي، واشتد عليه المرض، وأمر أن يصلي أبوبكر بالناس بدلا منه، وعندما استرد النبي جزءا من عافيته خرج للمسجد وقال للناس »إني والله لم أحل إلا ما أحل القرآن، ولا أحرم إلا ما حرم القرآن«.. ثم رجع لبيته حيث كانت زوجته عائشة، وانتقل إلي الرفيق الأعلي تاركا لنا القرآن وسنته فبهما لا نضل أبدا. صلي الله علي سيدنا محمد