قد تكون الحرب الامريكية علي ڤيتنام قد انتهت منذ 1975 الا ان اثارها الضارة ما زالت باقية في مناطق عديدة في البلاد. ويدفع الشعب الڤيتنامي حتي اليوم ثمن جرائم الحرب التي ارتكبتها امريكا في بلاده. ما بين 3 الي 4 ملايين بينهم 150 الف طفل مصابين بالتشوهات المختلفة فمن ولد بلا ساقين اوزراعين او بتشوهات بشعة في الرأس او الوجه والعيون ومن تحمل اجسادهم اثار حروق بعد تعرض الاباء او الامهات للعنصر البرتقالي وهو تركيبة كيماوية سامة تحتوي علي مادة الديوكسين التي استخدمتها امريكا علي نطاق واسع اثناء حربها علي ڤيتنام من 1961 وحتي 1971 فتم رش 20 مليون جالون من العنصر البرتقالي ومواد كيماوية اخري فوق الغابات والاحراش التي يختبئ بداخلها وبين اشجارها جنود الڤيتكونج والقوات الشمالية مما اسفر عن تدمير مليوني هكتار من الغابات والاراضي المزروعة وتلوث الانهار والبحيرات والبرك هذه المواد الكيماوية تخللت التربة وترسبت في اعماقها وفي منابع المياه وانتقلت للانسان من خلال الاسماك و البط والطيور والزرع مما ادي لانتشار امراض السرطان وتشوه المواليد وامراض التنفس واضرت بثلاثة اجيال كاملة. علي مدي 4 عقود تقريبا رفضت امريكا الاعتراف بمسؤليتها عن هذه الاضرار وترجع الاصابات لعناصر بيئية اخري او سوء التغذية وترفض دفع تعويضات للضحايا الذين تعرضوا للعنصر البرتقالي. قد يكون كثير من ضحايا العنصر البرتقالي قد ماتوا ولكن هناك مئات الالاف من الضحايا الاخرين يصارعون الامراض تحت ظروف اقتصادية صعبة ويحتاجون للعلاج والمساندة فما زال العنصر البرتقالي يسبب اضرارا للمواليد بعد 3 اجيال ويؤثر علي صحة السكان. قبل ايام خصص الكونجرس الامريكي 43 مليون دولار لتطهير بؤرة ملوثة بالعنصر البرتقالي من بين 28 بؤرة ملوثة في عدد من القواعد الامريكية السابقة في ڤيتنام والتي كان يتم تخزين المواد الكيماوية السامة فيها وخلطها ونقلها للطائرات لرشها فوق اماكن تواجد المقاتلين الشيوعيين. في اول مشاركة امريكية لاصلاح جريمتها تستغرق عملية التطهير 4 سنوات وتحتاج عملية التخلص من العنصر البرتقالي في كل الاراضي الڤيتنامية 450 مليون دولار وكانت امريكا قد خصصت 11 مليون دولار كمساعدة للمشوهين رغم رفضها الاعتراف انها المتسببة في هذه الكارثة البيئية والانسانية حتي لا تضطر لدفع تعويضات للضحايا الڤيتناميين الذين اصيبوا بالسرطان وولد اطفالهم مشوهون مع انها دفعت بلايين الدولارات تعويضات للجنود الامريكيين الذين تعرضوا للعنصر البرتقالي واصيبوا بالسرطان وانجبوا اطفال مشوهين. قرار امريكا بتطهير البؤر الملوثة بالمواد الكيماوية السامة خطوة صغيرة ولكنها هامة في المساهمة في تضميد جراح الضحايا. ولكن لماذا الان؟.. هل استيقظ ضميرها فجأة؟ بالطبع لا فلا ضمير لها السبب ببساطة احتياجها لتحسين العلاقات وللتقارب مع ڤيتنام في مواجهة تصاعد قوة ونفوذ الصين في المنطقة ولتتمكن من تحقيق حاجتها للتواجد بقوة في منطقة اسيا والپاسفيك. والان ماذا عن الاثار الضارة علي البيئة والانسان في العراق وافغانستان؟ وهل سينتظر ضحايا هذه الحروب 40 عاما حتي يحصلوا علي حقوقهم؟.