صبرى غنىم - الذي رأيته في برنامج "القاهرة اليوم" لا يصدقه عقل.. لم يكن المشهد مجرد كلام أو استعراض لأحداث المجزرة البشعة التي راح ضحيتها عدد من أولادنا جنود القوات المسلحة شهداء علي الحدود المصرية في رفح.. لكن من كان يري عمرو أديب وهو يقدم هذا المشهد فقد كان متوقعا أن يصاب بالجنون أو بالسكتة الدماغية بسبب التوتر الذي أصابه بعد هذا الحادث.. - لأول مرة أري إعلاميا مثل عمرو أديب يصرخ علي الأرواح التي أهدرت دماؤها وهي تدافع علي حدودنا في رفح.. مع أن مذيعا مثله يستطيع أن يستعرض الأحداث علي طريقة قارئ النشرة، لكن أن يعيش بأعصابه تغلي داخله.. وكأن الذين استشهدوا هم من اهله، هذا هو الاعلام الصادق الذي ينقصنا في عرض قضايانا.. علي الاقل نكون مثل عمرو أديب في وطنيته.. اقسم بالله العظيم لولا وجود المحلل السياسي المعروف ضياء رشوان مع عمرو في هذه الحلقة لكان قد أصيب بسكتة دماغية أو بهلوسة جنونية بسبب البرود الذي أصاب الاعلام المصري في تعامله مع هذه المجزرة البشعة.. ولا اعرف كيف هضمنا طعام الإفطار وهناك أكثر من شهيد سقط مع مدفع الإفطار، ثم نري الحياة تمشي كعادتها ولم نسمع أن التليفزيون المصري غير برامجه أو أوقف مسلسلاته او اعلن الحداد بتظليم شاشته عدة دقائق من أجل أرواح هؤلاء الشهداء.. - أنا مع عمرو أديب في انتقاده للاعلام الحكومي الذي تعامل مع هذه المجزرة ببرود وكأن الذين استشهدوا ليسوا من أولادنا، مع انه كان في مقدوره أن يلفت أنظار العالم بقضية الحدود علي سيناء ويستخدم هذه المجزرة في الكشف عن الوجوه القبيحة التي تستهدف أمننا في سيناء.. - من كان يري عمرو.. يشعر بالإحباط الذي أصابه كمواطن من موقف الاعلام من هذه القضية، لم نشاهد فريقا مصريا انتقل بكاميراته إلي موقع المجزرة مع أن التليفزيون المصري يمتلك محطة في سيناء ومحطة في الاسماعيلية علي حد قوله.. بالاضافة إلي القمر الصناعي الذي كان من الممكن استخدامه في معايشة كل المصريين مع تفاصيل هذا الحادث الاجرامي.. الغريب أن اسرائيل استخدمته إعلاميا لترويجه لرفع درجة الاستعداد عندها وكانت " قناة النيل" وهي إحدي قنوات تليفزيوننا تفتح خطا مع قنوات التليفزيون الاسرائيلي تنقل لنا استعداداتهم الأمنية بعد هذه المجزرة والتي قيل ان جماعة من تنظيم القاعدة هم الذين استهدفوا أولادنا داخل الموقع فأمطروهم بساتر من النيران الكثيفة شلت حركتهم في التصدي أو الدفاع عن أرواحهم.. - الحوارات التليفزيونية التي تناولها برنامج "القاهرة اليوم" تجعلك تعيش الأحداث وكأنك علي أرض سيناء.. فكون أن محللا سياسيا بقدرة وكفاءة سياسي محنك مثل ضياء رشوان يطرح حلولا للمشهد السياسي وكيف يمكن الخروج منه حتي لا يتم عزل سيناء عن أراضينا بحجة عدم قدرتنا علي حمايتها أمنيا.. فهو يري أن الحل الأمثل وهو أن نلجأ إلي حقوق الانسان ونطالب بعمل حزام أمني مشترك بيننا وبين أمريكا وبين جيراننا كاسرائيل وهذا ليس ضعفا او تخاذلا.. المهم تأمين سيناء كجزء من أراضينا حتي لا تصبح لقمة طرية للمجموعات التكفيرية التي تهدد امنها واستقرارها بغرض استنزاف قدرتنا الأمنية وكثيرا ما ندفع الثمن مقابل اختطاف عدد من أبنائنا ولا يخفي علينا حادث اختطاف إثنين من ضباط الشرطة برتية نقيب ولم نعرف شيئا عنها حتي الآن منذ عام.. - في رأيي أن الذي ارتكب هذه المذبحة البشعة هم عناصر عربية تريد أن تفرض سيطرتها الأمنية علي الحدود المصرية ومن المؤكد أنها علي صلة بجماعات تكفيرية داخل فلسطين كما يري المحلل الأمني سامح سيف اليزل وهذه الرؤية لها صحتها لأنها تستهدف الخط الأمني لحدودنا بإحداث مثل هذه الاضرابات.. .. وهنا أسمع رأيا للثائر عمرو أديب.. اين جهاز تنمية سيناء.. لقد سمعنا أن حكومة الجنزوري انتهت فعلا من تشكيل جهاز رئيسه بدرجة وزير لتعمير سيناء ولم يحدث شئ.. قالها بحرقة مواطن مقهور علي وطنه.. بينما كان يستضيف في برنامجه من أيام الكاتبة الكبيرة فاطمة ناعوت والثائر الوطني محمد أبو حامد والشخصيتان لا تقلان وطنية ولكي أكون منصفا أنهما معجونان بتراب مصر وأن مصر تجري في عروقهما.. الكلام الذي تناوله الاثنان علي الهواء كان خطيرا عندما أعلنا ان مصر تبيع أراضي سيناءللفلسطينيين بغرض السماح باستيطانهم فيها.. ويقصدان القيادة السياسية الاخوانجية التي فتحت الطريق الي سيناء امام الفلسطينيين مع أنه كان هذا الباب مغلقا ايام مبارك ولولا الأخطاء التي ارتكبها مبارك في حق أهل سيناء لكانت سيناء ملك أهلها وما كانت تعاني الخلوة التي تشهدها الآن حتي اصبحت مطمعا للفلسطينيين.