محافظ القليوبية يقود مسيرة نيلية احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر    محافظ الجيزة يوجه بضرورة توعية المواطنين لسرعة تقديم طلبات التصالح    مندوب اليمن بجامعة الدول: هناك دعوة بأهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته بوقف العدوان    «خليك في فرقتك».. أحمد شوبير يرد على هشام نصر بعد تصريحات مباراة السوبر الإفريقي    شوقي غريب يعتذر عن تدريب الإسماعيلي والبديل يقترب    ضبط 5 تشكيلات عصابية و106 قطع أسلحة وتنفيذ 65 ألف حكم خلال يوم    ضبط متهم بحيازة سلاح و25 كيلو حشيش مخدر في الإسكندرية    رئيس الوزراء يشهد مع نظيره البافارى توقيع إعلان نوايا مشترك بقطاع الكهرباء    وزيرة التخطيط: 5.2% تراجعا فى نشاط الصناعات التحويلية خلال 23/2024    نائب وزير الإسكان يتابع موقف خدمات مياه الشرب والصرف بدمياط لتحسين الجودة    تصل ل9 أيام.. مواعيد الإجازات الرسمية في شهر أكتوبر 2024    «القاهرة الإخبارية»: استمرار القصف الإسرائيلي ومحاولات التسلل داخل لبنان    صلاح الأسطورة وليلة سوداء على الريال أبرز عناوين الصحف العالمية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل القيادي في حركة حماس روحي مشتهى    بزشكيان خلال لقائه وفد حماس: أي خطأ يرتكبه الكيان الصهيوني سيعقبه رد إيراني أقسى    بريطانيا تستأجر رحلات جوية لدعم إجلاء مواطنيها من لبنان    حزب حماة وطن يهنئ الرئيس السيسي بذكرى انتصارات حرب أكتوبر    رئيس مجلس الشيوخ يدعو لانتخاب هيئات مكاتب اللجان النوعية    الحلوانى: إمام عاشور يحتاج للتركيز داخل الملعب.. وعطية الله صادفه سوء توفيق مع الأهلى    محامي أحمد فتوح يكشف تفاصيل زيارة اللاعب لأسرة ضحيته لتقديم العزاء    وزير الآثار يلتقي نظيره السعودي لمناقشة آليات الترويج السياحي المشترك    بيع 4 قطع أراضٍ بأنشطة مخابز جديدة بالعاشر من رمضان لزيادة الخدمات    المنيا: ضبط 124 مخالفة تموينية خلال حملة على المخابز والأسواق بملوي    حبس عامل سرق محتويات من محل عمله بالجمالية 4 أيام    ب367 عبوة ل21 صنف.. ضبط أدوية بيطرية منتهية الصلاحية في حملات تفتيشية بالشرقية    التعليم تعلن موعد اختبار الشهر لصفوف النقل.. وعلاقة الحضور والغياب بالدرجات    14محضرا تموينيا بساحل سليم وإزالة تعديات الباعة الجائلين بأبوتيج فى أسيوط    فيلم عنب يحتل المركز الثالث بدور العرض.. حقق 47 ألف جنيه في يوم واحد    توقعات برج القوس اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024: الحصول على هدية من الحبيب    معرض صور فلسطين بالدورة ال 40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي    مركز الأزهر للفتوى يوضح أنواع صدقة التطوع    الصحة توصى بسرعة الانتهاء من رفع أداء 252 وحدة رعاية أولية قبل نهاية أكتوبر    20 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية و6 قتلى بقصف وسط بيروت    مصرع عامل وإصابة 3 أشخاص في حوادث سير بالمنيا    4 أزمات تهدد استقرار الإسماعيلي قبل بداية الموسم    التابعي: الزمالك سيهزم بيراميدز.. ومهمة الأهلي صعبة ضد سيراميكا    مفاجآت اللحظات الأخيرة في صفقات الزمالك قبل نهاية الميركاتو الصيفي.. 4 قيادات تحسم ملف التدعيمات    «وسائل إعلام إسرائيلية»: إطلاق 10 صواريخ على الأقل من جنوبي لبنان    بحث سبل التعاون بين وزارتي الصحة والإسكان في المشاريع القومية    كلية العلوم تعقد اليوم التعريفي لبرنامج الوراثة والمناعة التطبيقية    الصحة: تشغيل جراحات القلب في الزقازيق وتفعيل أقسام القسطرة ب3 محافظات    نقيب الأطباء: ملتزمون بتوفير فرص التعليم والتدريب لجميع الأطباء في مصر إلى جانب خلق بيئة عمل مناسبة    ألفاظ خارجة.. أستاذ جامعي يخرج عن النص ويسب طلابه في «حقوق المنوفية» (القصة كاملة - فيديو)    روسيا تعلن اعتقال "عميلين" لأوكرانيا على حدود ليتوانيا    إعلان النتيجة النهائية لانتخابات مركز شباب برج البرلس في كفر الشيخ    وزير الثقافة يفتتح الدورة 24 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية    نجاح عملية استئصال لوزتين لطفلة تعانى من حالة "قلب مفتوح" وضمور بالمخ بسوهاج    ‫ تعرف على جهود معهد وقاية النباتات لحماية المحاصيل الزراعية    «يا ليالي الطرب الجميل هللي علينا».. قناة الحياة تنقل فعاليات مهرجان الموسيقى العربية ال 32 من دار الأوبرا    الفنانة منى جبر تعلن اعتزالها التمثيل نهائياً    حكم الشرع في أخذ مال الزوج دون علمه.. الإفتاء توضح    كيفية إخراج زكاة التجارة.. على المال كله أم الأرباح فقط؟    هانئ مباشر يكتب: غربان الحروب    محافظ الفيوم يُكرّم الحاصلين على كأس العالم لكرة اليد للكراسي المتحركة    حظك اليوم| برج العقرب الخميس 3 أكتوبر.. «يومًا مليئا بالتغييرات المهمة»    فوز مثير ل يوفنتوس على لايبزيج في دوري أبطال أوروبا    تعدد الزوجات حرام.. أزهري يفجر مفاجأة    وزير الصحة الأسبق: هويتنا تعرضت للعبث.. ونحتاج لحفظ الذاكرة الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السياسي المخضرم د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع:
الإخوان يلعبون مع »العسكري« لعبة »عض الاصبع«
نشر في الأخبار يوم 01 - 08 - 2012

أثناء حواري مع السياسي الكبير د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، لم أندهش من هذا السيل المعلوماتي عن تاريخ الحركات السياسية الإسلامية، وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين. لم أندهش لأني أعلم ان ل د. رفعت العشرات من الكتب والمئات من المقالات التي فكّت طلاسم هذه الحركات وغاصت في أغوار عقولها، واستوعبت أسباب نشأتها وحقيقة أهدافها، لم أندهش لأني أعرف أيضا ان ما لديه من معلومات قد لا يعرفها العديد من قادة هذه الحركات أنفسهم.
ورغم العديد من الشواغل السياسية التي تملأ حياتنا الآن، فلا تستطيع ان تدع هذا الرجل الموسوعة يفلت من بين يديك دون ان يقرأ عليك »أوراد« الماضي و»طالع« الآتي، فلنحمل عقولنا ونبحر بها في الأزمان الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل.. فإلي الحوار:
مصر في حاجة لجبهة وطنية ديمقراطية تقيم دولة مدنية بدستور يحمي المواطنة
انتخابات الرئاسة كانت مليئة بالعفاريت ..
وسأواصل معارضتي للدكتور مرسي حتي يصبح رئيسا لكل المصريين
د. مرسي لم ينطق بگلمة ديموقراطية أو دولة مدنية منذ أن أصبح رئيسا!
گيف سيتعامل الرئيس مع 21 مليون مصري قالوا له لا؟
مهمة المعارضة الآن الضغط للوصول إلي »تأسيسية« صحيحة بدون استحواذ
بداية.. هناك من يتهم المعارضة بأنها سواء قبل الثورة وبعدها.. هشة.. ضعيفة.. غير ذات تأثير.. ما مدي صحة ذلك؟
المعارضة هي المعارضة.. بمعني أن المعارضة تعني أن تعارض موقفا معينا، أيَّا كانت صحة ذلك الموقف، وجماعة الإخوان هي ذاتها ما كانت قبل الثورة بغض النظر عن الاسماء والتلاوين والأشكال والاتجاهات وكذا، لكن هي ذاتها، هي ذات الفكرة، ذات الموقف، ذات العقيدة، ذات الانتماء، وعندما تعارضها في الماضي كنت تعارض ذات الفكرة وذات الانتماء وذات الموقف، والآن إذا توقفت تصبح منافقاً، وبالتالي إذا كنت تقصدني أنا، فأنا عارضت الإخوان لأكثر من عشرين سنة أكتب في مواجهة فكرهم ولن أتوقف، ليس فقط لأنه لم يعد في العمر بقية، ولكن لأني اعتقد ان هذه المعركة لصالح الوطن ولصالح الشعب، ولأنه كلما كان خصمك السياسي يزداد قوة، ازدادت قوتك علي معارضته، وتحتم عليك أن ترفع سقف معارضتك.
اللعب مع الطاغوت!
ولكن، ألا تري أن هناك تغيرا في أيديولوجية وفكر الإخوان ومن ثم خطابهم السياسي بعد الثورة؟
الأيديولوجية الفكرية لم تتغير، ولا الخطاب الممالئ والمناور، وغير الصادق تغير. جماعة الإخوان يحركها مبدأن صاغهما الأستاذ حسن البنا: المبدأ الأول هو لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت، الطاغوت لغة هو الشيطان، والطاغوت عند جماعة الإخوان هو الآخر المختلف، الآخر غير المنتمي للجماعة، الآخر الرافض لفكر الجماعة، لكن هم يحاولون ان يلعبوا مع هذا الطاغوت كلما كانت لهم مصلحة في ذلك، فإن انتفت المصلحة انقلبوا عليه، أو ان اصبحوا في غير حاجة إلي دعمه انقلبوا عليه، هذا موجود منذ بداية تاريخهم، الملك فؤاد، الملك فاروق عاشوا في رحابه وهتفوا بحياته ثم تغيروا عليه، حتي الوفد تحالفوا معه في 2491م ثم انقلبوا عليه، أحزاب الاقليات تحالفوا معها، الاحتلال الانجليزي، الألمان، الأمريكان، عبدالناصر تحالفوا معه ثم انقلبوا عليه، وهكذا فعلوا مع المجلس العسكري، يحاولون الآن ان يراوغوا ويلعبوا معه لعبة »عض الأصابع« وليس التقطيع، المبدأ الثاني: ان الأستاذ حسن البنا عندما وضع أول برنامج لجماعة الإخوان قال: »هذا المنهاج كله من الاسلام وكل نقص منه نقص من الاسلام ذاته« فكل برنامج حزب الحرية والعدالة الآن من الاسلام وكل نقص منه نقص من الاسلام ذاته، فإذا قلت له ان برنامجك به أخطاء، فأنت تقول ان الاسلام به اخطاء، وان قلت له ان برنامجك ناقص فأنت تقول له ان الاسلام ناقص، هذا هو تكوينهم العقيدي الذي لم يتغير علي الاطلاق، وأنا لا أخفي هذا الموقف، فمنذ اليوم الاول قلت في أول لقاء مع عدد من اعضاء المجلس العسكري هذا الكلام، قلت لهم أنتم تخطئون إذ تفعلون ما فعله عبدالناصر، فتميلون نحو الإخوان، واستشهدت ببيت شعر لعمر بن أبي ربيعة يقول: »إذا جئت فأمنح طرف عينيك غيرنا.. لكي يحسبوا أن الهوي حيث تنظر«، وانتم حين جئتم أتيتم بطارق البشري وصبحي صالح وكلفتموهما بصياغة التعديلات الدستورية، أما طارق البشري فقد كنا زملاء قديما ولكنه علي أي حال ليس أفضل من يُعد دستورا لمصر، كما أنه ليس تخصصه، وهو اختيار ينبئ علي أنك توجه نظرك نحو جماعة الإخوان، أما الأخ صبحي صالح فهو محام، وأهلا وسهلا، فمصر بها 005 ألف محام، وقلت لهم أنا لست ضد هؤلاء ولكن يجب ان تأتوا بآخر من الوفد ومن التجمع وآخر دستوري شريف محترف.. ولكن »لكي يحسبوا أن الهوي حيث تنظر« وانتهي الأمر بأن التعديلات الدستورية التي جرت في أسوأ عملية استفتاء حيث كان الترويع بالدين يملأ كل الانحاء، قُل »نعم« تدخل الجنة، ولا تقل »لا« فتكون من النصاري والليبراليين الكفرة، والمواطن العادي لا يعرف هل النصاري كفرة أم لا، ولا يعرف الليبراليين ولا الليبرالية أصلا، وبالتالي قال لنفسه آخذ بالأحوط، ومع ذلك صوّت ربع المصوتين ضد التعديلات الدستورية ولم يعبأ أحد بذلك، فالنفق حُفر وأدي بنا إلي ما نحن فيه، وهم يلعبون ذات اللعبتين، وانظر ماذا يفعلون في حلفائهم وأصدقائهم ومن عاشوا في رحابهم وصدقوهم، وأنا قلت لهؤلاء الذين صّدقوا الادعاءات الإخوانية أننا نريد شراكة وأننا لن نستحوذ واننا نريد برلمانا يعبر عن الجميع.. إلخ، قلت لهم لا تصدقوا، لكنهم صدقوا، ربما عن حسن نية، وربما رغبة في مغنم، بل ان البعض من الإخوة اليساريين انجرف في هذا الموضوع وبدأ بالقول اننا ندعو إلي مؤتمر للمصالحة يرأسه محمد مرسي، وبدأ يقول انه لا مانع من تأسيس أحزاب ذات مرجعية دينية، مادمنا نوافق علي أحزاب ذات مرجعية قومية أو ليبرالية.. وهذا خلل فكري، لأنك قد تنقد بل تشتم من يقول لك ان مرجعيته ليبرالية أو اشتراكية، لكن ماذا ستقول لمن مرجعيته الاسلام، سأقول له إذا كانت مرجعيتك إسلامية، »فالنور« أيضا له مرجعية إسلامية مختلفة وهو مسلم، وأنا ايضا عندي مرجعية اسلامية مختلفة عنكما وأنا مسلم ايضا، فلا يمكن لأحد ان يزعم انه وحده الممثل للمرجعية الاسلامية. ولكن الفكرة تأتي اساسا من عند حسن البنا حين قال »كله من الإسلام«.
شغل عفاريت!
تقول هذا مع أن الإخوان لهم شعبية جارفة في الشارع المصري وأنهم أصدق حالا وأكثر شعورا بمشاكله من الأحزاب الأخري، فضلا عما تعرضوا له من النظام السابق من سجن وتعذيب.. ألا يكفي ذلك ليصلوا إلي رئاسة الجمهورية؟
أولا هل التعذيب سبب لتصل إلي رئاسة الجمهورية، إن كان كذلك فإني قد تعذبت تعذيبا بشعا، وإن كانوا قد سجنوا فإني قد سجنت، صحيح ان بعض قادتهم قد مكثوا في السجون أطول مني، إلا اننا سواء في العذاب أيام النظام السابق، ولكن هذه ليست القضية، القضية الحقيقية هل عندهم شعبية جارفة أم لا، وانزل الشارع لتري بنفسك، واسألك هل تزايدت شعبيتهم بعد ان وصلوا إلي السلطة أم تناقصت.. ستجد أنها تناقصت، لأن بعض الناس أرادوا أن يجربوا، هذا أولاً، ثم كراتين البطاطس والزيت والسكر والشاي، وهذا أيضا له تأثير، وثالثا: هناك العفاريت التي فتحت أكياس البلاستيك المغلفة- تغليفا متقنا بالمطبعة الأميرية وعلَّم علي محمد مرسي وخرج والأكياس مغلقة، والعفريت هو الذي أتي بأقلام ذات حبر متطاير ووزعها أمام اللجان، ولا احد يستكمل التحقيق، وإن استكمل التحقيق فلا أحد يعرف ماذا جري، هل هذا منطق؟! وهناك الأموال الطائلة التي أنفقت، جبال من الأموال. وهناك لقاء قادة الجماعة بمدير المخابرات القطرية في قصر الملياردير الليبي في مصر الجديدة، ومعلوماتي أن هذه المقابلة سُجلت، ولكن هذا عفريت أيضا يختفي، فنحن إذن أمام أشياء كثيرة مخفية، والإخوان لا أحد ينفي أنهم تنظيم كبير، منظم، متقن، يقوم علي أساس السمع والطاعة، والسمع والطاعة تفهم علي معنيين، معني الولاء للدعوة ومعني الخضوع للقائد، وهنا نكتشف اننا امام جيش من الخاضعين للتعليمات، وتستمر لعبة السمع والطاعة لتصل إلي الرئيس مرسي، وإلي الأخ هشام قنديل وإلي غيرهما.
ولكننا نعلم ان الرئيس خلع البيعة التي له للمرشد، أو خلعها المرشد عن نفسه!
من يقول ذلك إنما يضحك علي نفسه، لأن البيعة لا تُخلع، لأنك تبايعه في المنشط والمكره علي كتاب الله وسنة رسوله، ولا تُخلع، ومن مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية، وهل هناك من يصدق ان كل ما يحدث يأتي من دماغ الدكتور مرسي وحده أم ان هناك محيطين به يقودون ويفتون ويشيرون ولا اريد القول انهم يأمرون أيضا، والنتيجة العملية اننا امام دولة علمانية ومحاولة لصناعة دستور إخواني عبر لجنة تأسيسية إخوانية سلفية، والمشكلة الحقيقية هي هل الجماهير تزداد رضاءً عن الإخوان، أم تقل رضا. والمشكلة الثانية إذا كان هناك 21 مليون مواطن قالوا لمرسي »لا« فكيف يتعامل معهم.
البوكر السياسي
قلت إن شعبية الإخوان في تناقص مع أن هذا منافٍ لانتخابات البرلمان المنحل وانتخابات الرئاسة ومع ذلك من هو البديل الذي تراه الأصلح ليحل محل الإخوان في حالة غيابهم عن الساحة، خاصة بعد ان اثبتت الأحداث أن أغلب الأحزاب تعيش في برج عاجي؟
البعض يقول إما العسكريون أو الإخوان، وأنا اقول لا هذا ولا ذاك، والعسكريون ليسوا بالضرورة ضد الإخوان، وإلا من أتي بهم، وكيف يتعاملون معهم الآن، لا أحد يعرف، إنها أوراق مغطاة، فهؤلاء الناس يلعبون معنا لعبة »البوكر« وأنا لا أعرف طريقة لعبها ولكني اعرف ان أوراقها تكون مغطاة، فأنت لا تعلم ماذا يريدون وما أوراقهم المغطاة وهل يريدون الاستمرار في اقتسام السلطة، أم يريدون مخرجاً آمناً، أم يريدون كسب الوقت. ولكن الشئ المؤكد ان هناك بديلا هو جبهة وطنية ديمقراطية ليبرالية واسعة تطالب بدولة مدنية حقيقية تحمي حقوق مواطنيها جميعا علي قدم المساواة، الرجال كالنساء تماما، المسلمون كالمسيحيين تماما، الفقراء كالأغنياء تماما. وعندما نقول الرجاء كالنساء يشمئزون منا وكأن المرأة شيء مقرف، وإن كانوا هم يحبونها ولكن بطريقة أخري، ولكن من يحاول ان يرُجع سن الزواج إلي 21 سنة فهذا يسمي فراغة عين، لأن من تتزوج في هذه السن لن تتعلم ولا حتي القراءة والكتابة، ولا يكون لديها حق الاختيار، ثم ما علاقة هذا بالقرآن الكريم والسنة، فهو لا يوجد في القرآن ولا في السنة، وكذلك من يقول ان المرأة لا تتولي الولاية الكبري فأنا اقول لهم انتم مخطئون وفهمكم للشريعة خاطئ وأعطيكم مثالا بسيطا، أن 08٪ من المسلمين في العالم يعيشون في ثلاثة بلاد: اندونيسيا، باكستان، بنجلاديش. والله سبحانه علّم الإخوان والسلفيين أنهم مخطئون، لأن هذه البلاد الثلاثة ولّت الولاية الكبري عدة مرات لامرأة، فهل كل هؤلاء فاسقون، 08٪ من المسلمين فاسقون وهؤلاء »الأفندية« هم وحدهم الذين يفهمون في الإسلام.
ولكن اسمح لي يا دكتور أنت تخلط بين الإخوان والسلفيين مع أن لكليهما تفكيرا مختلفا وحتي أحزابا سياسية مختلفة، بدليل ان الرئيس مرسي وعد بتعيين نائبة لرئيس الجمهورية؟
نعم وعد، ولم يأت بنائبة ولن يحدث، لأنه لا أحد يُعول علي هذا الكلام، وحتي لو أتي بامرأة نائبة له سيأتي بأم أحمد أو أم عبدالله أو أم علي، ولا تفعل شيئا غير أن تجلس في البيت »وقرن في بيوتكن« فهو يعيش في الملكوت، فالنتيجة العملية.. لا شئ، النتيجة أنهم حتي لا يستطيعون تشكيل الوزارة، لأنه لا يوجد إنسان يحترم عقله و فكره إذا كان مختلفا مع جماعة الإخوان المسلمين يقبل مبدأ أن يكون وزيرا من أجل ان ينفذ برنامج الإخوان، فأنت إذا أردت شراكة فهذه لها طريق آخر، فكان علي الرئيس مرسي منذ أول يوم من ولايته ان يدعو قادة وممثلي التيارات والأحزاب التي يريد أن يأتلف معها وإذا كان يغضب مني أو من حزب التجمع فنحن لا نريد، لكن كان عليه ان يلمّ هؤلاء الذين جلسوا معه ووقفوا بجواره في المؤتمرات الصحفية وأيدوه ومنحوه أصواتهم أو لم يصوتوا وبالتالي منحوه فرصة الفوز، كان عليه ان يجمع هؤلاء ويتفقوا علي برنامج ومن يوافق علي البرنامج يشارك معه. لكن ان ينفذ برنامجه هو شخصيا ثم يقول لك تعالي نفذ معي.. فإذا اختلفت معك ماذا أصنع، ماذا إذا رفضت رؤيتك في الزراعة أو الصناعة، إذا رفضت »حسن مالك«، فهل يصح ان يجمع رئيس الجمهورية المستثمرين ويجعل »حسن مالك« علي يمينه ويقول لهم: من أراد شيئا فليتصل بالأخ حسن مالك، ومن الجائز أن يكون »حسن مالك« يفهم أكثر منه في الاقتصاد ولكن كان يجب ان يتم ذلك بطريقة اكثر لباقة وشياكة.. ولذلك اعتقد انه من الصعب ان يوجد من يحترم فكره المخالف لفكر الجماعة يقبل ان يكون وزيرا، وهذا جزء من التعقيد العام الموجود في تشكيل الوزارة، بالإضافة إلي ان هذه لقمة سائغة لقادة الاخوان والسلفيين، أما عن الاختلاف بين الاخوان والسلفيين، فهو يأتي بين طرفين كل منهما يشرب من ذات البئر، فالاثنان يريدان ان يصلا إلي ذات النتيجة ولكن يختلفان في الوسيلة، ويختلفان في التاريخ، فجماعة الإخوان نشأت في الاساس كحزب سياسي واتخذت من الدين رداءً، أي تستطيع ان تقول ان نسبة السياسة عند الإخوان 07٪ و03٪ نشاط دعوي. أما السلفيون فقد نشأوا كجماعة دعوية ولم يكن لها علاقة بالسياسة، ومارسوا تطبيق فكرتهم الفظة في تعبيد الناس لربهم وتطبيق الشريعة وفق رؤيتهم، لذلك قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه »القرآن لا ينطق وهو مكتوب وإنما ينطق به البشر فهو حمّال أوجه« والسلفيون حاولوا تطبيق فكرتهم بالارهاب وأسالوا انهارا من الدماء في مصر، ثم تابوا ونقبل توبتهم والله يقبل التوبة، وأرادوا ان يطبقوا الشريعة عن طريق السياسة، لكن تبقي 07٪ لديهم دعوية و03٪ سياسية، واريد ان اقول ان ما بين الاخوان والسلفيين ما يسمي في الفلسفة بالتناقض المتداخل وهو ان تتناقض مع طرف وتتشارك معه في فهم بعض القضايا فتتعامل معه مرة كحليف ومرة كنقيض.
نريدها مدنية
ولكن أليست هذه هي السياسة، فإذا كان حزب التجمع علي رأس السلطة ألم يكن يفعل مثلما يفعل الإخوان الآن من محاولات الاستحواذ؟
لن أخطب مثلما يفعلون، ولكننا ندعو إلي منطقنا، نحن نريد جبهة وطنية ديمقراطية واسعة تقيم دولة مدنية بدستور مدني يحمي حقوق مواطنيه، ونحن لا نريد أي حقائب وزارية، فلو كنا نريد حقائب منذ أيام السادات لخضعنا ولكننا كنا الوحيدين الذين رفضنا وتعرضنا لعصف لا قبل لأحد به، وأنا لا اجادل أن الديمقراطية هي ان تحكم الأغلبية ولا أجادل في حق الأغلبية بأن تحكم بالطريقة التي تراها، فهذا حقها الديمقراطي شريطة ألا تكون الانتخابات بها »عفاريت« لكن الانتخابات التي تمت كان بها »عفاريت« مع ذلك عندما جاء الرئيس مرسي أرسلت إليه رسالة وقلت له: »نحن نهنئك ونتعامل معك كرئيس لمصر، ولكن ضع في اعتبارك أن 7.84٪ من الذين اعطوا أصواتهم في انتخابات الإعادة لم يعطوك أصواتهم وأن هؤلاء لهم حق عندك« لكن أن يركل هؤلاء بقدمه، أن يتكلم عن ثورة يوليو ولا يذكر اسم عبدالناصر، فهل يصح ان اتحدث عن الإخوان المسلمين دون ان اذكر حسن البنا، هذا لا يصح، فهم تعذبوا ونحن كذلك، ولكننا فيما يتعلق بمصالح الوطن لا نحب ولا نكره، وإنما نأخذ ما هو ايجابي فنؤيده، ونرفض ما هو سلبي.
ولكن المعارضة وإن كانت لها بصمات في عصر السادات إلا أنها متهمة بالتواطؤ مع أمن الدولة في عصر مبارك.. كيف ترد؟
مثل من؟ وخذ عندك حزب التجمع مثالا، ماذا أخذنا من عصر مبارك؟ دخلنا الانتخابات وسقط خالد محيي الدين في كفر شكر، هل رأيت مثل هذا؟ ثم كيف تصبح صفقة، هل تكون لدينا صفقة تقول إن زعيم الحزب يسقط في بلده، في البلد الذي أفني حياته لخدمة سكانه، أي عقل يقول هذا، ثم بعد ذلك البدري فرغلي يسقط في بورسعيد، وأبوالعز الحريري يسقط في الاسكندرية.. ثم يقولون صفقة، صفقة مقابل ماذا؟! هل لأن رفعت السعيد تم تعيينه في مجلس الشوري.. وأنت تخجل ان تذكر ذلك، أقول لك اننا كنا ضد وجود مجلس الشوري ولم نشارك في أي انتخابات، ثم بدأنا نغير موقفنا، وكان هناك تمثيل دائم لحزب الوفد، الأستاذ فهمي ناشد، وكان هناك تمثيل دائم لحزب الأحرار، الأستاذ مصطفي كامل مراد، ثم طلبوا أن يقوموا بتعيين أحدنا في الشوري فاشترطنا ان نختار نحن ممثلنا، ورفضوا، ثم اقترح الأستاذ خالد أن نختار خمسة ثم يختارون واحدا منهم، فجمعنا المكتب السياسي وقمنا بالاختيار ثم ظهرت النتيجة وحصلت علي أعلي الأصوات، ثم أرادوا تعييني ولكني رفضت إلاّ بعد استئذان الحزب، وبعد ذلك اتحدي ان يقول احد انني ضعفت أو راوغت أو قللت في معارضتي، واسألوا أي عضو سابق في مجلس الشوري، ولذلك قال د. مصطفي كمال حلمي رحمه الله إن وجود رفعت السعيد حوّل مجلس الشوري مما يشبه المجالس القومية المتخصصة إلي مجلس نيابي فيه معارضة، بل قبل ثورة 52 يناير بسنة ونصف وقفت في مجلس الشوري وقلت أحذروا ثورة الجياع وكررتها ثلاث مرات، حتي قال صفوت الشريف: كفاية عرفنا، وغضب من غضب، فأنا لم آخذ شيئا حتي مرتبي كنت أعطيه للحزب.
سأواصل المعارضة
إذن كيف سيكون شكل المعارضة في ظل الدولة الحديثة بعد الثورة وفي ظل قيادة إخوانية؟
المعارضة ستكون بتوحيد هذه القوي لتضغط علي الإخوان، وتضغط أولا من أجل جمعية تأسيسية صحيحة التكوين، خالية من الاستحواذ، وتفضح الاستحواذ وترفضه. ثم أريد ان اقول هل رأيت أي رئيس جمهورية يسكن في القصر الجمهوري، حتي الملك فاروق لم يسكن في قصر عابدين، هل رأيت رئيس مجلس شوري يملك خمس سيارات، فالأمر يحتاج أن يتأنوا في تصرفاتهم الشخصية، صحيح أنها دانت لهم، ولكن بهدوء، وفيما يخص حزب التجمع سنواصل معارضتنا، أنا شخصيا سأواصل معارضتي للرئيس مرسي حتي يصبح رئيسا لمصر كلها، وعندي كلمة أود قولها وهي أنه الآن تسري دعوة للطبقة الوسطي المسيحية للهجرة إلي الخارج، وأنا أقول لهم أرجوكم لا تفعلوا وعلينا ان نعمل معا كمصريين من أجل مصر الدولة المدنية الديمقراطية التي تحترم حقوق ابنائها علي قدم المساواة، وسنواصل هذه المعركة لانها معركتنا الرئيسية من أجل العدل الاجتماعي ومن أجل الحرية والديمقراطية.
ولكن ألا تري ان هناك تجنيا علي الرئيس مرسي بعدم إعطائه الوقت الكافي للعمل علي إثبات مدنية الدولة وديمقراطيتها التي أكد عليها مرارا في أحاديثه السابقة؟
منذ أتي رئيسا لم ينطق كلمة ديمقراطية ولا دولة مدنية، وقالوا أشياء كثيرة سابقة ولم تحدث، ولا يوجد ما يوحي بأنه ينوي أن يفعل ما وعد به، وانظر إلي الجمعية التأسيسية حيث قاموا بوضع نص أن مصر دولة »شورية« وعندما سألتهم عن معني كلمة »شورية«، قالوا أنها تتبع نظام الشوري، فقلت لهم في نظام الشوري الإمام أو الرئيس يختار أهل الشوري ولا يلتزم برأيهم، قالوا كيف؟ فقلت لهم هكذا قال حسن البنا: »وللإمام أن يختلف مع إجماع أهل الشوري« وذلك في قضية متعلقة بصهره، وعندما شكلوا لجنة، وقال مكتب الارشاد بادانته، فقال لهم: »ولي الحق أن أختلف مع جماعتكم«. فردوا بأن الشوري غير التشاور، فقلت لهم القرآن يقول »وشاورهم في الأمر« ويقول أيضا: »وأمرهم شوري بينهم« وكل ذلك يعني أنهم يتلاعبون بالألفاظ، بل في اجتماع مع المشير وكان د. مرسي حاضرا وقال: نحن نسعي لدولة وطنية. حتي لا يذكر كلمة مدنية، فقلت يا سيادة المشير هل توجد دولة ليست وطنية، فهم يتلاعبون بالألفاظ ويسعون إلي دستور يمكنهم ويمكن حكمهم.
أفقر المرشحين
أين كان حزب التجمع من الشارع المصري في الوقت الذي توغل فيه الإخوان إلي عقول الناس بهذه الصورة الكبيرة والتي مكنتهم من رئاسة الدولة.. أين أنتم وأين دوركم؟!
الإخوان طبعا تنظيم قوي ومنظم ويستند إلي السمع والطاعة ويزعم انه ممثل الاسلام ويرفع شعار الاسلام هو الحل، وهو شعار غير اسلامي، لأنه لا يملك احد ان يقول انه الاسلام، وإذا كان الاسلام هو الحل فلماذا لم تحل مشاكل مصر إلي الآن، هل لأن الاسلام لا يطبق، وهل كانت مصر طوال عمرها دولة كافرة؟! فالاسلام هو رأي جماعة الإخوان في الاسلام، لذلك استخدموا شعارات دينية وتلال الأموال، والعفاريت، وهذا كله لعب دورا، وعلي الرغم من ذلك فالإخوان يستحقون أن يأخذوا موقعا، مثلا 02٪ من البرلمان أو 03٪ وليس أكثر، فهم أخذوا أكثر من حقهم، أما عن حزب التجمع فأريد ان اقول أننا عندما رشحنا المستشار هشام البسطويسي وهو رجل رمز للنظافة والقيم، ولكنه أفقر المرشحين، بل كانت له كلمة طريفة في ذلك حين قال »وضعت فقري علي فقر حزب التجمع ودخلنا المعركة« وهذا الرجل الذي خاض كل هذه الحياة العملية حتي وصل إلي نائب رئيس محكمة النقض كانت مكافأة نهاية خدمته 07 ألف جنيه فقط وضعها في الانتخابات وساعده الحزب بأموال قليلة وخضنا المعركة. في الوقت الذي أنفق فيه الإخوان ملايين ولا اقصد مائة مليون وإنما مئات الملايين.
ولكنهم يقولون ان هذه الأموال من جيوب أتباعهم ولم يقدم لهم أحد شيئا؟
عليهم ان يقدموا حسابا عن ذلك، وفي جلسة مدير مخابرات قطر مسجل انه قال لهم خذوا من هذا الرجل ما تريدون، علي أي حال عليهم ان يقدموا حسابا عن أموالهم، أليس هذا هو القانون، بل انهم يرفضون مبدأ ان يكونوا جمعية حتي لا يخضعوا حساباتهم للجهاز المركزي للحسابات، ولكن لا احد ينكر ان هذه الأموال انفقت وخارج نطاق القانون، لأن هناك سقفا حدده القانون، فهل حاسبهم احد، هل بحث احد عن العفاريت، خرجوا يحملون سلاحا ومنعوا الاقباط من التصويت، هل قال لهم احد لماذا؟
ولكنه حدث
ولكن رئيس لجنة الانتخابات نفي ذلك وقال انه غير مؤثر؟
هو لم ينف، ولكنه قال انه ليس مؤثرا، نعم ولكنه حدث، فعندما أفتح صندوقا به ألف صوت وأجد صوتين أو ثلاثة زيادة، أليس هذا دليلا علي ان هناك تدخلا، فكان يجب ان يتم الغاء الصندوق، أي أنه كانت هناك عوامل عديدة استخدمت لفرض موقف معين، وهناك ايضا ما حدث في الساعات الأخيرة.
إذن كيف تقرأ محاولات الوصاية علي الصحف القومية من قبل مجلس الشوري علي الرغم من أنه علي شفا اللحاق بالشعب؟
تجري الآن محاولات للسيطرة علي الصحف القومية، بل سمعت متحدثا باسم الحرية والعدالة في بيان قال فيه إننا لاحظنا ان الصحافة القومية وأدوات التليفزيون القومية تستخدم لمهاجمة الرئيس مرسي، بل عندما وجه الرئيس مرسي تهديدا مبطنا عندما قال لايغرنكم حلم الحليم، احدهم قال لي انه يقصدك انت، فقلت لهم انني اعرف ان قانون العيب في الذات الملكية تم إلغاؤه، واعرف ان وفق المبادئ الديمقراطية ان من يهب ذاته للعمل العام يهبها كاملة، وان الشعب يحاسب الإنسان علي تصرفاته علي قدر ما يعطيه من سلطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.