لصناعة برنامج مشترك.. وزير الأوقاف يزور الوزير الإندونيسي الجديد للشئون الدينية    علاوة سنوية للموظفين بمشروع قانون العمل.. تفاصيلها وموعد تطبيقها    «حياة كريمة»: افتتاح 100 منفذ ثابت لبيع اللحوم بأسعار مخفضة نهاية العام    أستاذ علوم سياسية: مصر طرحت قضايا هامة لم تكن على أجندة بريكس سابقا    «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال يمنع المزارعين الفلسطينيين من قطف ثمار الزيتون    باحث سياسي: الاحتلال أرجع غزة عشرات السنوات للوراء    سيتخذ قرار تاريخي.. تفاصيل جلسة الخطيب مع لاعبي الأهلي قبل نهائي السوبر المصري | عاجل    إطلاق مبادرة "CHAMPS" لتعزيز أنظمة الوقاية للأطفال وحمايتهم من تعاطي المواد المخدرة    بحضور 31 عضوا من النيابة الإدارية.. اختتام دورة «آليات التحقيق والتصرف»    محافظ كفرالشيخ: تشغيل المخابز على مستوى المحافظة من الساعة ال5 صباحًا يوميًا    عمرو يوسف يواصل تصوير فيلم درويش    محافظ أسوان يتفقد مشروع إنشاء قصر الثقافة الجديد في أبو سمبل    من أمام الكعبة.. أحدث ظهور ل ولاء الشريف على إنستجرام    إعلام الاحتلال: نتنياهو وبلينكن يعقدان اجتماعا لا يزال مستمرا منذ ساعتين    صفة ملابس الإحرام للرجل والمرأة.. تعرف عليها    «الأعلى للجامعات»: التعليم الجيد أساس التنمية البشرية    وصول عدد من الخيول المشتركة فى بطولة مصر الدولية للفروسية    صور من كواليس مسلسل "وتر حساس" قبل عرضه على شاشة "ON"    خبير اقتصادى: وجود مصر فى مجموعة "بريكس" له مكاسب عديدة    صلاح البجيرمي يكتب: الشعب وانتصارات أكتوبر 73    حبس المتهمين في واقعة تزوير أعمال سحر ل مؤمن زكريا لمدة 3 سنوات    النائب العام يلتقي نظيره الإسباني لبحث التعاون المشترك    الدفاعات الجوية الأوكرانية تسقط 42 مسيرة روسية خلال الليلة الماضية    بعد تحريك أسعار البنزين.. هل أتوبيسات المدارس الخاصة تتجه للزيادة؟    طرق طبيعية للوقاية من الجلطات.. آمنة وغير مكلفة    غادة عبدالرحيم: الاستثمار في بناء الإنسان وتعزيز الابتكار أهم ما تناولته جلسات مؤتمر السكان    وزير التعليم العالي: بنك المعرفة ساهم في تقدم مصر 12 مركزًا على مؤشر «Scimago»    «سترة نجاة ذكية وإنذار مبكر بالكوارث».. طالبان بجامعة حلوان يتفوقان في مسابقة دبي    حبس سيدة تخلصت من طفلة بقتلها للانتقام من أسرتها في الغربية    رئيس القومي للطفولة والأمومة: 60%؜ من المصريات يتعرضن للختان    ذوي الهمم في عيون الجامع الأزهر.. حلقة جديدة من اللقاء الفقهي الأسبوعي    لهؤلاء الطلاب بالأزهر.. إعفاء من المصروفات الدراسية وبنود الخدمات - مستند    مقابل 3 ملايين جنيه.. أسرة الشوبكي تتصالح رسميا مع أحمد فتوح    وزيرة التضامن ب«المؤتمر العالمي للسكان»: لدينا برامج وسياسات قوية لرعاية كبار السن    رسالة غريبة تظهر للمستخدمين عند البحث عن اسم يحيى السنوار على «فيسبوك».. ما السر؟    الرعاية الصحية: انجاز 491 بروتوكولًا إكلينيكيًا ل الأمراض الأكثر شيوعًا    حقيقة الفيديو المتداول بشأن إمداد المدارس بتطعيمات فاسدة.. وزارة الصحة ترد    السجن المشدد 6 سنوات ل عامل يتاجر فى المخدرات بأسيوط    رئيس "نقل النواب" يستعرض مشروع قانون إنشاء ميناء جاف جديد بالعاشر من رمضان    رئيس لجنة الحكام يحسم الجدل.. هل هدف أوباما بمرمى الزمالك في السوبر كان صحيحيًا؟    منافس الأهلي - كريسبو: شباك العين تتلقى العديد من الأهداف لهذا السبب    الرئيس الإندونيسي يستقبل الأزهري ويشيد بالعلاقات التاريخية بين البلدين    الدوري السعودي يُغري روديجر مدافع ريال مدريد    إيجابية.. أول رد من مسئولي صندوق النقد الدولي بعد تصريحات الرئيس السيسي    برغم القانون الحلقة 28.. فشل مخطط ابنة أكرم لتسليم والدها إلى وليد    فيفي عبده تتصدر تريند جوجل بسبب فيديو دعم فلسطين ( شاهد )    رومانو يكشف عرض نابولي لتجديد عقد كفاراتسخيليا    رئيس الوزراء الباكستاني يوجه بإرسال مواد إغاثية فورًا إلى غزة ولبنان    مجلس النواب يوافق على تشكيل لجنة القيم بدور الانعقاد الخامس    أمين الفتوى: احذروا التدين الكمي أحد أسباب الإلحاد    وزير الزراعة يطلق مشروع إطار الإدارة المستدامة للمبيدات في مصر    انعقاد مجلس التعليم والطلاب بجامعة قناة السويس    إسرائيل تعلن القبض على أعضاء شبكة تجسس تعمل لصالح إيران    بعد إعلان التصالح .. ماذا ينتظر أحمد فتوح مع الزمالك؟    نائب وزير المالية: «الإطار الموازني متوسط المدى» أحد الإصلاحات الجادة فى إدارة المالية العامة    مواعيد صرف مرتبات أكتوبر، نوفمبر، وديسمبر 2024 لموظفي الجهاز الإداري للدولة    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    ثروت سويلم: قرعة الدوري ليست موجهة.. وعامر حسين لا يُقارن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أحمد عكاشة رئيس اتحاد الأطباء النفسيين في العالم
الشارع المصري تحكمه الآن ديكتاتورية الغوغائية
نشر في الأخبار يوم 30 - 07 - 2012

د. أحمد عكاشة هو أول طبيب نفسي من خارج أوروبا وأمريكا يتم انتخابه رئيسا للاطباء النفسييين في العالم ..
منحته الدولة جائزة الإبداع من أكاديمية البحث العلمي في العلوم الطبية وجائزة الدولة التقديرية وجائزة النيل للعلوم الطبية وهي أكبر جوائز موجودة في مصر..
»الاخبار« حاورت د. أحمد عكاشة حول التغيرات التي اصابت الشخصية المصرية بعد ثورة 25 يناير، وشكل الشارع المصري وكيف يتصرف المواطنون في حواراتهم، أحلامهم، تطلعاتهم بعد أن سيطرت لغة السياسة علي مفرداتهم، واصبح من الطبيعي ان تجد رجل الشارع البسيط يتحدث في الدستور ومواده..
»الاخبار« في هذا الحوار مع العالم الكبير تغوص في التغيرات التي اصابت الشخصية المصرية بعد ثورة 25 يناير.

الإثارة العصبية أصبحت سهلة وتحدث لأتفه الأسباب مع جميع المستويات
التحكم في الغضب مستحيل مع عدم وجود هيبة للدولة واحترام للقانون

تشرشل أوقف الطيران ساعة أثناء الحرب ليمكن قاضيا من تحقيق العدل
السلطة إدمان لذلك فكل دساتير العالم تضع مدة محددة للرئيس
كيف تفسر هذا التحول في اهتمامات الشعب المصري وهل تعتبره مؤشرا يدل علي الصحة النفسية؟
إنها أحد الآثار الايجابية لثورة 52 يناير التي أيقظت الوعي السياسي لدي الشعب المصري والذي كان نائما وفي حالة كمون آلاف السنين.. ليس في ال03 سنة الماضية فقط لدرجة ان تلك الحوارات يجريها المرضي النفسيون معي قبل أن أبدأ الجلسات معهم فالمريض قبل ان يتحدث عن حالة الاكتئاب أو القلق أفاجأ بأن يسألني أحدهم سوف تنتخب من يادكتور؟!
حتي المريض النفسي؟ وهل الحوارات التي تحدث بين طوائف الشعب دليل علي صحة نفسية؟
علي فكرة المريض النفسي أذكي من الشخص العادي وغير صحيح من يقول ان الثورة لم تكتمل أو أنها فشلت فحسب المفهوم السائد فإن الثورة هي تغيير فكر وتغيير في الدوائر المعرفية بالمخ.. الثورة أسقطت حاجز الخوف لدي المواطن المصري ولكنها في نفس الوقت إزالة لحاجز الخوف أتاح الفرصة للانفلات والفوضي لانهم لم يدركوا الفرق بين عدم الخوف وبين احترام حقوق الآخر والالتزام بالقانون واحترامه الذي هو أساس حضارة أي أمة. ويكفي ان تنظري إلي شوارع مصر الآن وما يفعله الباعة الجائلون علي الأرصفة بل وفي نهر الطريق لدرجة أن الشارع لا يتحمل مرور أكثر من سيارة واحدة بل أكثر من ذلك في الشوارع المهمة مثل شارع سليمان باشا البعض وضع ترابيزات وأنشأ قهوة علي الأرصفة هذا التلوث البصري والسمعي والشمي »القمامة« واختفاء التذوق الجمالي والازدحام هم أكثر الطرق للوصول بالإنسان إلي الاحباط ويؤثر علي صحته النفسية ويؤدي إلي العنف والعدوان.
إدارة الغضب
إذا كانت الصحة النفسية للشعب قد تأثرت سلبا بالسلوكيات التي ذكرتها فما هي روشتتك لإدارة ذلك الغضب إدارة تعيد الصحة النفسية للشعب؟
إدارة الغضب في مصر حاليا مع عدم وجود هيبة الدولة واحترام للقانون غير ممكنة فالإثارة العصبية أصبحت سهلة وتحدث من أتفه الأسباب وتؤدي إلي الجدل والنزاع وهذا يحدث علي كل المستويات وأقرب مثل هو متابعة المحاولات الكثيرة لعمل حوار ووفاق وطني بين التيارات السياسية وممثلي الأحزاب ولقد سمعنا الألفاظ التي تقال وعدم القدرة علي إجراء الحوار.. لم أر في حياتي ولا في حياة أي أمة متخلفة أو متقدمة تطاولا علي القضاء وإهانته وعدم الالتزام بأحكامه مما يعني سقوطا للدولة وليس للنظام فقط.. من الممكن اسقاط حكومة أو برلمان لكن المساس بالهيئة القضائية في كل بلاد العالم من رابع المستحيلات.
قد يري البعض أن مصر في ظروف استثنائية أو ثورية ولذلك تحدث تلك التجاوزات؟
لا يمكن المساس بالقضاء حتي في الحروب وليس الثورات وسوف اضرب لك مثلا بما حدث أثناء الحرب العالمية الثانية فقد كان تشرشل رئيسا لوزراء بريطانيا وكان يحرك العالم كله معه والقنابل كانت تدك لندن وحدث أن قاضيا بإحدي المحاكم تضرر من صوت الطائرات الذي رآه معوقا له عن الحكم في القضية التي أمامه فأرسل تليغرافا سريعا لرئيس الوزراء يشتكي له من أن أزيز الطائرات يعوقه عن إقامة العدل السريع وطلب منه برجاء ايقاف كل الطيران لمدة لا تتجاوز ساعة أو اثنتين حتي يستطيع ان يصدر حكما عادلا فاستجاب له تشرشل رغم حالة الحرب التي يخوضها البلد وأصدر أمرا بايقاف الطيران وحينما اعترض وزراءه وتعجبوا من تصرفه هذا قال لهم »أنا لا أؤيد أن يقال في التاريخ أن تشرشل رفض رغبة لقاضي يريد تحقيق العدل السريع«.
السلطة مرض
هل السلطة تؤثر في شخصية الحاكم؟
السلطة مرض وأحيانا تكون مرضا إدمانيا ولذلك في كل دساتير العالم لا أحد يمكث بالسلطة أكثر من مدة محددة لأن السلطة تحدث تغييرا بالفعل في الشخصية خاصة شخصية الحاكم وأقول حتي لو كان »نبيا« بمعني ان الحاكم يتوحد مع الكرسي ويعتبر النقد الموجه إليه خيانة عظمي وفق رؤيته وتزداد ثقته بنفسه لدرجة اعتباره مبعوث العناية الإلهية لانقاذ البلد وبالتالي تصبح المساءلة له لا تجوز إلا من الله ومن التاريخ وليست من الشعب وهذا ما نجده في خطاب الرئيس السابق حسني مبارك فقال في الخطبة الثالثة له »أنه سوف يحكم عليَّ الله والتاريخ« وهكذا يفعل بشار الأسد وفعلها القذافي وعلي صالح فالديكتاتور لا يتعلم من التجربة ولذلك في علم النفس تم تسميته كمرض نفسي »متلازمة الغطرسة« أو التعالي وهو الالتصاق بالكرسي.
هل ذلك المرض يحدث نتيجة لتغيرات فسيولوجية ولذلك تم تصنيفه طبيا؟
تفسيري أنا العلمي لمرض »متلازمة الغطرسة« هو أن السلطة المطلقة تفرز من المخ مواد لذة.. وقوة سواء كانت مواد أفيونية »حشيش« أو مهدئات ومطمئنات وأيضا مواد تحدث بهجة بالمخ مثل الهيروين والكوكايين والحشيش بحيث أنك إذا سحبت منه السلطة تنتابه أعراض انسحاب أو محاولة الانتحار ولذلك أنا لم أر في حياتي شيئا أقوي من حب الأم أو الأب لأولاده أو حب الأولاد لأبويهم مثل حب السلطة.. والحياة مليئة بالأمثلة فهناك من تخلصوا من آبائهم أو إخوانهم بسبب السلطة إنها شديدة القوة والقوة تأتي من أن المخ حدث به إفرازا رباني.
التوحد مع المعتدي
كثير من الناس يفسرون أداء الإخوان المسلمين أو التيارات الدينية في البرلمان المنحل بأنه تكرار لسيناريو الحزب الوطني فهل لذلك تفسير علمي في طب النفس وخاصة أنهم عانوا كثيرا من القهر والإقصاء والظلم؟
إنه ما يسمي في علم النفس الاجتماعي بالتوحد مع المعتدي أو كما ذكر ابن خلدون أنه غالبا ما يتوحد المقهور بسلوك القاهر وهذا الرجل تحدث عن علم النفس الاجتماعي منذ 006 عام قبل العالم كله ما يعرف هذا التوصيف لدرجة أن هناك متلازمة تسمي »متلازمة استوكهولم« وهو مرض نفسي سوف أحكي لك كيف ومتي بدأ، ففي يوم من الأيام هجم أناس علي بنك في »استوكهولم« بالسويد وأخذوا بعض الناس رهائن لمدة 6 أيام وفي خلال تلك الفترة دارت أحاديث بينهم أحوالهم المعيشية وعن أسرهم وعن الفقر الذي يعانون منه.. إلخ وحينما دخلت عليهم الشرطة وجدوا الرهائن متعاطفة مع المعتدين فأطلقوا عليها اسم »متلازمة استوكهولم« وهي تحدث في 72٪ من الحالات كذلك ايضا مثل أفلام »أرسين لوبين« وتعاطفنا مع البطل الذي يسرق من أجل الفقراء وهذا السلوك لاشعوريا.. فنحن كشعب كنا نعتبر الحزب الوطني مسيطرا علي كل شئ في البلد.. الحكومة.. ومجلس الشعب والرئاسة.. ولم يعطوا الفرصة للمعارضة وهكذا يفعل أيضا التيار الإسلامي الآن الذي يعتبر نفسه الأغلبية وهم ليسوا أغلبية فهم يريدون التكويش والهيمنة علي كل شئ بنفس السلوك السابق للحزب الوطني يريدون البرلمان واللجنة التأسيسية والحكومة والرئاسة وأقول أنهم ليسوا أغلبية إذا ما نظرت للانتخابات الأخيرة 5.94٪ أي حوالي نصف الشعب غير موافق علي هذا التيار، وهناك 05٪ لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات إذا ما حصلوا عليه من أصوات يمثل 52٪ من الشعب المصري ولو أخذنا في الاعتبار أن 51٪ ممن انتخبوا التيار الاسلامي كان خوفا من مرشح النظام السابق وهكذا ايضا البرلمان كان لايعبر اطلاقا عن الشعب لانه كان فيه استنفار وتنظيم.
لكن هناك محاولات وسعي للتوافق مع التيارات الأخري؟
لأن الديمقراطية هي قبول الرأي الآخر ولكن للأسف الشديد كل التيارات الموجودة في مصر حاليا تنتمي إلي فئات سواء كانوا شباب الثورة أو الليبراليين أو المجلس العسكري أو التيار الاسلامي أو السلفي أو الحكومة.. كل واحد من هذه التيارات ينتمي إلي الفئة التابع لها.. ونسوا مصر وهذا اخطر ما يواجهنا مع الانفلات الأخلاقي.
شجاعة الأمل
هل يحتاج أي مشروع لنهضة الأمة في المجالات المختلفة سواء كانت اقتصادية أو زراعية أو صناعية أو سياحية.. إلخ إلي عامل معنوي كي تحقق النجاح؟
سوف استشهد بالكتاب الذي ألفه أوباما »شجاعة الأمل« وذكر فيه ان أستاذه سأله ذات يوم كيف تنهض الأمم فقال له ان نهضة الأمم ليست بالاقتصاد أو بالجيش أو بالأحزاب القوية ولكن بأخلاق المواطنين.. فالأخلاق هي التي سوف تجعل الفرد ينجح.. وهذا ما حدث في اليابان بعد أن تم تدمير الدولة والحرب تماما نجح اليابانيون بأخلاقهم في نهضة بلدهم، وكذلك الألمان استطاعوا بالأخلاق بناء دولتهم من جديد وعندما سأله ما هي أقوي وظيفة في البلد فقال له إذا كان البلد ديكتاتوريا فأقولي وظيفة هي الديكتاتور وإذا كان البلد ديمقراطيا فأقوي وظيفة هي أن أكون مواطنا لدي الحرية.. وأكبر مثل لذلك هو أن مواطنا أمريكيا »صحفي« استطاع ان يسقط فسيكون رئيس الجمهورية.
ألم تلاحظي معي كيف ان شفيق ومرسي كانا يتوسلان للشعب لأول مرة لكي ينتخبوهما.. قالوا أشياء غريبة جدا لم تحدث من قبل وأنا كنت سعيدا بذلك لأن معني هذا ان المواطن أصبح له قيمة.
معني ذلك أننا قد نشهد تغيرا في الشخصية المصرية؟
هذا ليس جديدا علي الشعب المصري ولكن الشخصية المصرية كان عليها قيود وهي قامت بفكها ولكن ثورة 52 يناير كما أنها أخرجت أحسن ما في الشخصية المصرية فهي أيضا أخرجت أسوأ ما فيها فالتطاول والانفلات الأخلاقي سوف يؤدي إلي كارثة إن لم نحترم القانون فالمواطن المصري بعد فك قيوده وحصل علي حريته لم يأخذ حرية الآخر في الاعتبار وأصبح يتعدي عليها ويكفي ما يحدث في المرور وفي الشوارع وهي أسميها »ديكتاتورية الغوغائية« التي اعتبر بعض الناس فيها أن عدم الالتزام بأحكام القانون أو الضغط بالمطالب الفئوية هو الأسلوب العادي للديمقراطية والشعب يقف من ورائه كالقطيع وأنا أري أن هذا ضد الديمقراطية.
الهيستيريا الجماعية
البعض يا دكتور يختلفون معك في مسألة القطيع هذه تدل علي أنه بلا وعي أو إرادة؟
أنا لم أقل كل الشعب المصري ولكن مجموعة من الشعب مثلا ما يحدث في ماتشات الكورة إذا ما حدث اشتباك أو ضرب تجدين.. القطيع بدون وعي سارعوا بالانضمام وهو ما نسميه بالهيستيريا الجماعية والمثل علي ذلك ما فعله أتباع صاحب تيار معين يعتبرونه زعيمهم ويسيرون خلفه رغم ما ثبت انه لا يقول الصدق.. فهم مثل القطيع.. وهناك ما يسمي بأخلاق العبيد.. فأثناء الحكم السابق كان الشعب يتصف بالسلبية والجنوح والمهادنة والنفاق للحاكم وعدم تحمله للمسئولية.. وكل هذه الصفات تأتي مع الديكتاتور أو الحاكم المستبد أضف إلي ذلك أنه كان سوف يورث الحكم لابنه ايضا أي اننا لسنا فقط عبيدا ولكن اعتبر مصر عزبة.. وحينما اتحدث عن القطيع فلابد من عدم التعميم لان تلك الشريحة هي الأقرب إلي الفقر والأمية أو التعليم المتواضع.
هل تعتبر سلوك الالتراس يتوافق مع تلك الشريحة المنقادة كالقطيع.. خاصة ان الاعلام أظهرهم بصورة ايجابية لدي الشعب؟
الالتراس في كل بلاد العالم هي مجموعة بدأت في جنوب أمريكا وفي أوروبا وهم يكونون فريقا لتشجيع الرياضة خاصة رياضة كرة القدم والتشجيع يكون من خلال تدريب يتعلمون فيه كيفية التوحد في استخدام آليات التشجيع مثل »الصفافير« أو الشماريخ أو الصواريخ.. متي يبدأ التشجيع ومتي يتوقف.. لكن العبقرية المصرية.. أضافت وحورت فأصبحوا آلية مهمة جدا في الحشد والتنظيم ليس في تشجيع الكرة فقط ولكن انضموا للتيارات السياسية في الثورة واصبحوا عاملا مهما جدا لأي تيار ينجح في انضمامهم إليه فهم يتميزون بطاعة القائد ومدربين علي الهتاف ولذلك في أي ثورة انت محتاج لناس بالشكل ده. واصطلاح القطيع ينطبق عليهم لأنهم يسيرون خلف القائد حتي لو كان رأيه الخاص لا يوافق رأي القائد..
هل لها توصيف في علم النفس؟
غريزة القطيع معروفة في علم النفس وهي أن يسير الحشد بوعي القائد.. مثلا الشعب الألماني كله كان قطيع خلف نازية هتلر واستطاع عمل غسيل مخ للشعب الألماني الذي قدم الموسيقي والعلم والعبقرية.. ولكنهم قضوا علي 03 أو 04 مليونا من أجل سيادة الجنس الآري.. وما حدث للشعب الالماني كان بسبب تلك الاسطورة »كاريزمة هتلر« رغم أنه بالاستبداد والحكم القهري للنارية استطاع ان يجعل الشعب الالماني قطيعا وما أخشاه أن التيار الاسلامي يجعل الشعب المصري قطيع مثلما كان أيام النظام السابق الذي حول جزءا كبيرا من الشعب إلي قطيع فلا أريد أن يتبدل قطيع بقطيع.. أريد ان يكون هناك وعي والثورة نجحت في ذلك والحمد لله.
غيبوبة حضارية
هل يؤثر الاعلام علي الصحة النفسية للجمهور المتلقي؟
طبعا تأثير الاعلام علي الصحة النفسية خطير جدا فهو يمكن ان يعزز الصحة النفسية أو يحطمها سواء كان اعلاما مقروء وهو ما يؤثر في من 3 - 4 ملايين متلقي أو الاعلام المرئي الذي يتلقاه من 2- 3 ملايين 7شخص لأنه يعطي اشارات متناقضة للمخ وعندما يعطي توقعات ويتم احباطها.. أو عندما يعطي آمالا وأهدافا لا تتحقق تلك اشارتان مختلفتان للمخ في وقت واحد فيصاب الإنسان بالإرهاق فلا يستطيع العمل أو الانتاج بكفاءة ويقل تركيزه الصحيح ومن هنا يصبح مشروع التقدم الحضاري لمصر والذي يعتمد علي أخلاق المواطن كما في اليابان وألمانيا في حالة من حالات الغيبوبة ولمزيد من الإيضاح إذ كان لديك مريض مصاب بورم في المخ وتم استئصال هذا الورم »مبارك ونظامه« ولكن ما حدث بعد ذلك من تلوث جعل المخ كله ملتهبا وأصبحت الجراثيم تنخر في نسيج المخ.. فهكذا يكون الاعلام الذي ينخر في مخ الإنسان لانه عبارة عن موجات صوتية وبصرية تدخل إلي المخ وتؤثر علي الدوائر الكهربائية التي تكون المنظومة المعرفية للإنسان لدرجة ان معظم الناس - وهذا شئ غريب- بدأت العودة إلي الأفلام وعزفت عن مشاهدة برامج التوك شو أو البرامج الحوارية التي استمرت تشاهدها بحرص علي مدي سنة ونصف لأن الناس أصابها الملل من الحوارات المليئة بالكلام المكرر والمعاد والمتعارض والمتناقض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.