محمد دروىش رجلان أولهما كان في حياة سيدنا موسي والثاني في حياة الإمام أحمد.. الأول كان عاصيا لله وبسببه لم يستجب سبحانه لدعاء كليمه عندما أدي صلاة الاستسقاء والثاني رجلا طائعا ذاكرا ما دعا دعاء إلا واستجاب الله، إلا دعاء واحدا وبسببه جاءه الإمام أحمد بن حنبل مسحوبا من قدميه. الحكايتان بالتفصيل رواهما عالم وزارة الاوقاف فضيلة الشيخ محمد أبوبكر خلال احدي الأمسيات الدينية التي تبثها إذاعة القرآن الكريم، ولجمالهما ولا أجد وصفا أحسن من هذا للحكايتين مع عبدين أحدهما عاص والآخر طائع. عندما عم الجفاف، جمع سيدنا موسي عليه السلام قومه الذين يقترب عددهم من 07 ألفا وصلي لله صلاة استسقاء وانتظر موسي الاستجابة من ربه وهو ما لم يحدث، فصعد إلي قمة الجبل ونادي ربه اني دعوتك ولم أجب. وجاء رده سبحانه: كيف استجيب لدعائكم وفيكم رجل يعصيني ويصر علي معصيتي، ادعو قومك ان يخرج منهم هذا العاصي ويبتعد عنكم وأنا اجيب دعاءكم.. قال موسي كيف يصل صوتي إلي هذه الآلاف وانت أعلم بحالي وجاء رده عليك الدعوة وعلينا البلاغ. وخاطب موسي قومه طالبا ان يخرج هذا العاصي من بينهم، وأحس الرجل بفداحة ما يرتكبه وأن بسبب افعاله يتعرض قومه جميعهم للهلاك، فأناب وتاب واستغفر الله واقسم ألا يعود لمعصيته أبدا، هنا نزل المطر وجاء الفرج وخاطب موسي ربه مستفسرا ان الرجل لم يخرج ومع ذلك استجبت يارب ورد سبحانه عليه ان الرجل قد تاب توبة نصوحا صادقة وقد قبلتها وكان استجابتي لكم وسأل موسي ربه من هو يارب هذا الرجل و رد سبحانه: كيف استره عندما كان يعصيني وافضحه عندما تاب وأناب. أما الإمام أحمد ابن حنبل والذي كان غريبا عندما أتي بلدا لا يعرفه أهله فقد حل به التعب ونام في المسجد بعد ان أدي الصلاة، وجاء من يجهله لينهيه عن هذا الفعل قائلا له ان المساجد ليست للنوم وتركه حتي يلملم حاجياته ويغادر المسجد ولكن النوم غلبه فسحبه الرجل من قدميه يهم بإخراجه ليراه احد الخبازين ويطلب من الرجل ان يدعه فهو ضيفه وسيصحبه معه. في موقع عمل الرجل وبعد ان أخذ الإمام قسطا من الراحة بدأ يتابع الرجل ووجده يذكر الله مع كل خطوة في صنع رغيف الخبز، تعجب الإمام وسأله انت تذكر الله في كل خطوة وبصيغة ذكر مختلفة من الأخري.. بالله عليك من أعلمك هذا قال هو فضل من الله وبسبب هذا الذكر لا ادعو بشئ إلا واستجاب إليّ سبحانه، إلا دعاء واحدا لم تتحقق الاجابة فيه إلي الآن وسأله الإمام وما هو هذا الدعاء، قال الخباز ان أري الإمام أحمد بن حنبل. واغرورقت عينا الإمام بالدموع وهو يقول للعبد الذاكر.. ها أنا الإمام أحمد أمامك، استجاب الله لك وجاء بي إليك مسحوبا من قدمي. هاتان حكايتا العاصي التائب والذاكر العابد وهما لا يحتاجان إلي تعليق.