الحكاية م البداية للنهاية مؤلمة.. الحكاية حكاية بشر.. عايشين علي أرض الوطن.. عيونهم بريئة لكنها مستسلمة.. الخوف قتلها.. وحالها مال.. والحزن طال.. والهم قال للقلب حُط اللسان الجبان بحنان جنب الحيط.. وأمشي في سلام من غير كلام.. ومجد رئيسك في العمل.. وأعبد الكرسي الوثير.. مهما كان فوقه من أفاقين.. وكدابين.. ومتحولين.. وخباصين.. ونسي الإله.. خالق الكون وما عليه من البشر.. نحكي الحكاية يا محترم.. حكاية بتحصل كل يوم.. مع كتير م البشر.. لكنهم ساكتين.. راضيين.. حتي لو شافوا ظلم أو ألم.. عشرات جنب مئات شافو المرار.. جوه قطر.. الدرجة أولي.. والاسم أولي.. منزوعة التكييف.. حتي الكنيف اللي اسمه حمام يستحي منه البقر.. وكراسي مايله.. تتحرك بالمحايلة.. ومجعوص عليها بهوات وكرافتات رجال ألاجه.. ونساء رشاقة.. وبرفانها نافذ يدوب منه الحجر. قطر المحطة طالع من سيدي جابر.. لسيدي رمسيس.. ركبناه الساعة سبعة يوم السبت اللي فات.. رطوبة عالية.. وحر قاتل.. عربة نمرة اتنين تعبي في البشر.. الكل جاء يجري يلحق كرسيه جالس عليه واحد بدين.. تستأذنه في كرسيك يقولك.. انت مين.. وابن مين.. توريه رقم كرسيك يتأكد.. ويتنكد.. ويقوم علي مضض تقوله مرسيه .. القطر ماشي بطيء زي السنين ويجيلك ريس القطر يراجع.. يصبح ع اللي رايح واللي راجع.. ما هو أصله يا صاحبي مراجع.. تسأله بذوق هو مفيش تكييف.. يقولك ده عطل بسيط.. ح يصلحه العامل في ثانية يا بيه.. وتمر ثانية بعد ثانية.. ودقيقة تجر في دقيقة نوصل دمنهور في ساعة وشوية ويفضل التكييف كما الأموات يبخ المية في أول العربة.. واحنا يا ولداه عرقنا سكات.. وقلنا ولا حد سامعنا.. ولا كلمة تجمعنا.. ولا حق يرجع لنا إلا بعد الممات! ولسه القطر ماشي بطيء.. وصلنا طنطا.. قلنا يمكن بركة السيد البدوي تهل علينا.. الكل همدان.. تعبان.. فتحنا شبابيك.. وقلنا لروحنا اطلعي شبيك لبيك.. وريس القطر مش فاضي لينا.. نازل غرامات لبشر تانيين راكبين زينا لكنهم واقفين.. في مداخل العربات متسمرين.. والغرامة من سكات دافعين.. عايزين يلحقوا مواعيدهم قبل السنين ما تفوتهم.. وعمنا الريس مبسوط وبيحصل فلوسه وكل غرامة له فيها نصيب! وصلنا بنها.. والقطر يمشي خطوة.. ويرجع خطوتين.. ويقف يريح شوية.. ما هو كمان بعافية حبتين.. زي جيراني في عربة اتنين.. سيدة قاعدة حيرانة مستعجلة وقلقانة.. عايزة تخلص مصلحتها وترجع لبيتها عشان أمها تعبانة.. وشابة جميلة صليبها ظاهر.. والقلب طاهر.. آسف يا أفندم دا أنتي أختي في الوطن وست تانية شايلة إبنها في اللفة مسلوق يا عيني.. ومخنوق من الدنيا.. اللي جالها يشوف جمالها يلقاها متكتفة في سين وجيم.. تعليم مفيش وصحة.. ولقمة وهدمة مفيش.. باصين علي ريسنا مرسي وقاعدين له علي الواحدة ومستنيين الجنة تجيلنا في ميت يوم.. وحطين علي راسه كل الهموم ونسينا ان كل واحد فينا عليه يبدأ بنفسه.. ويشارك في البناء.. من غير بكاء علي لبن مسكوب.. سرقوه الديابه وحلبوه وما سابو لينا غير سرسوب! القصد عمنا ريس القطر.. بعد شد وجذب.. قال من حق كل راكب ياخد فرق تكييف.. وبسرعة البرق.. وافق التعبان.. إنما البهوات.. قالوا دي ملاليم.. صممت أنا وواحد تاجر أحذية وتالتنا كان غلبان جي في مشوار شغل للبيه الكبير.. نبص في الساعة لقينا الوقت منا بيتسرق.. أربع ساعات وشوية دقايق.. الكل متضايق.. وبلدنا ماشية بضهرها.. ونقول وماله نمشي جنبها.. ونلغي عقلنا ومعاه الضمير!