جمال الغىطانى عندما أتم ابراهيم الرفاعي ورجاله تسعة وثلاثين عملية قتالية استشهادية خاصة خلال حرب الاستنزاف، قرر الرجال اطلاق اسم المجموعة (93) قتال علي التنظيم الخاص جدا الذي نشأ من خلال القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف وكان يتبع المخابرات الحربية. والحديث عن الرفاعي ورجاله يطول، وقد بدأت الكتابة عنهم منذ لقائي به في عام تسعة وستين ومازلت، ولكن تعتيما ضرب علي الرفاعي والمجموعة 93 وعلي الفرقة الثامنة دفاع جوي التي تحملت العبء الرئيسي خلال الاستنزاف وأكتوبر، تعتيم طال كل ما قامت به القوات المسلحة في حروبها الوطنية إلي درجة حذف القائد الحقيقي لحرب أكتوبر سعد الشاذلي من بانوراما أكتوبر. والسبب يرجع إلي اختصار الحرب كلها في حدث واحد، الضربة الجوية وقائدها حسني مبارك حتي أصبح الأمر مثيرا للسخرية رغم أهميتها ورغم الدور الذي قام به في بناء القوات الجوية وقيادتها. كاد تاريخ الجيش يمحي، ولم تخرج مؤلفات جديدة أو أفلام تسجيلية أو درامية رغم غزارة الميراث وعمق التجربة، هذا أدي إلي عزلة بين الجيش والشعب أحدثت الشرخ الموجود الآن خاصة بعد الثورة رغم ان الأمر يتعلق بذاكرة الوطن، ولا يتصل بمواقف سياسية في لحظات متغيرة، عابرة، منذ فترة لفت ابني المهتم بتاريخ الحرب والعسكرية المصرية نظري إلي موقع إليكتروني عنوانه »المجموعة 37 مؤرخين«، لاحظت الايقاع المشترك »المجموعة 93 قتال«، زرته فوجدت نفسي أمام عمل وطني بكل المقاييس، رفيع من الناحية الإعلامية والثقافية والجهد المبذول فيه، قام علي تأسيسه مجموعة من الشباب المهمومين بالوطن ومن الثوار الذين شاركوا في يناير، أسسوا هذا الموقع وبدأوا جهدا رائعا للحفاظ علي الذاكرة، واليوم في مكتبة القاهرة الكبري يجري حفل يحضره شباب المجموعة 37، وعاد من قادة الجيش في أكتوبر والاستنزاف خاصة الطيارين المقاتلين الذين أصدرت المجموعة أول كتبها ويتم توقيعه اليوم في مقر المكتبة بشارع محمد مظهر بالزمالك، يضم أحد عشر شهادة حية لطيارين مقاتلين، هذا عمل يتم بجهد أولئك الشباب الفريد، لا صلة له بأي جهة رسمية أو غير، لكنه يستحق الدعم علي كل المستويات، خاصة المعنوي وهو خطوة مهمة في الحفاظ علي ذاكرة الوطن، الحفل في السادسة مساء اليوم والدعوة عامة.