أطفال أمريگيون يلجأون إلى نافورة فى ماريلاند للتخفيف من حرارة الشمس الحارقة موسكو - واشنطن - وكالات الأنباء: ارتفعت امس حصيلة ضحايا السيول الكارثية التي اجتاحت منطقة كراسنودار جنوب غرب روسيا الي 150 قتيلا وعشرات من الجرحي والمفقودين. وقالت وزارة الداخلية الروسية إن من بين الضحايا سقط 139 قتيلاً في مقاطعة "كريمسك"، و9 قتلي في مقاطعة "جيلاندزيك"، بالإضافة إلي قتيلين في ميناء "نوفوروسيسك" الواقع علي البحر الأسود. و أمر الرئيس الروسي فلاديمر بوتين بإجراء تحقيق لمعرفة ما اذا كانت جهود كافية قد بذلت للحيلولة دون مصرع العشرات في السيول. جاء ذلك بعد توجهه إلي المنطقة للتعامل مع أول كارثة كبيرة تواجه فترة ولايته الجديدة في الرئاسة.وأمر بوتين -الذي وجهت له انتقادات بسبب بطء رد فعله علي كوارث خلال فترات حكمه السابقة- بتخصيص الأموال اللازمة لبناء منازل جديدة لضحايا أسوأ سيول منذ عشرات السنين في كراسنودار، وهي منطقة غنية نسبيا بسبب انتعاش قطاعي الزراعة والسياحة هناك. وتفقد بوتين والحاكم المحلي منطقة السيول من علي متن هليكوبتر، ثم استقل حافلة صغيرة مع رئيس منطقة كريمسك، لبحث رد فعل سكان البلدة الأكثر تضررا من السيول. وطالب بوتين وزارة الطوارئ بفحص خزان قرب كريمسك. ورفضت هيئة الموارد المائية الحكومية تلميحات من سكان بأن خروج المياه من خزان مجاور مسئول عن السيول الجارفة في كريمسك.وقال المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن بوتين رصد لكل عائلة تعويضات مالية قدرها مليون روبل (أكثر من 30 ألف دولار) من الميزانية الفيدرالية، بالإضافة إلي نفس المبلغ من الميزانية الإقليمية.وقدم رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف العزاء للمنكوبين وأسر الضحايا مؤكداً أن الحكومة ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة السكان مشيراً إلي تشكيل لجنة حكومية برئاسة وزير التنمية الإقليمية أوليج جوفورون لإزالة آثار الكارثة.كما أكد رئيس الوزراء أنه كلف نائبته أولجا جولوديتس ووزيرة الصحة فيرونيكا سكفورتسوفا ووزير التنمية الاجتماعية مكسيم توبيلين بتقديم المساعدات الضرورية للمنكوبين ومراقبة الوضع لاتخاذ القرارات السريعة بشأن إجلاء السكان.وأعلن حاكم إقليم "كراسنودار" الكسندر تكاتشوف الحداد علي أرواح الضحايا في الإقليم اليوم. وأكد أن سكان الإقليم لم يشهدوا مثل هذه الفيضانات خلال السنوات ال70 الأخيرة، مشيراً إلي أن أكثر من 5 آلاف مبني تضرر جراء الكارثة فيما انقطع التيار الكهربائي عن 22 الف مواطن.وأظهر التليفزيون الرسمي مشاهد لسكان مذعورين يسعون إلي الاحتماء بالأدوار العليا للمباني، أو أثناء إنقاذهم بعوامات صغيرة من منازلهم التي ضربتها مياه الفيضانات.وعززت الشرطة وجودها لمنع أعمال النهب، بينما جرفت مياه الفيضانات السريعة العديد من السيارات.وقدر الخبراء التكلفة الأولية للخسائر ب 250 مليون يورو (308 ملايين دولار). وفي الولاياتالمتحدة, شهدت المنطقة الممتدة من ولاية ايوا (وسط) الي كارولاينا الشمالية جنوب شرق البلاد درجات حرارة قياسية ادت الي تسجيل عدد من حالات الوفاة واثارت مخاوف لدي المزارعين من الجفاف. لكن خبراء الأرصاد الجوية قالوا إن بعض المناطق الأكثر تضررا من الموجة الحارة الطويلة ستشهد تحسنا قريبا. ولليوم التاسع علي التوالي، تجاوزت درجات الحرارة في الظل مستوي 35 درجة لتصل الي 40 درجة في العاصمة الفيدرالية واشنطن، ملامسة بذلك الرقم القياسي لدرجات الحرارة المسجلة في هذه المنطقة وهو 41 درجة عام 1930بحسب الارصاد الوطنية. وقالت الأرصاد الجوية إن من المتوقع تحرك موجة باردة من كنداجنوبا لتكسر الموجة الحارة مما يؤدي إلي خفض الحرارة إلي أقل من المتوسط في أغلب مناطق الغرب الأوسط والولايات الواقعة علي ساحل الأطلنطي بحلول اليوم.وتجاوزت الحرارة 38 درجة في منطقة ممتدة من ولاية ايوا (وسط) الي فيرجينيا الغربية (شرق) وصولا الي كارولاينا الشمالية (جنوب شرق). وادت موجة الحر الي تسجيل 23 حالة وفاة في البلاد بحسب وسائل اعلام امريكية بينهم ستة في شيكاغو. وفي اوهايو (شمال) التي شهدت ثلاث وفيات بسبب الحر، دعت وزارة الصحة السكان عبر موقعها الالكتروني الي الانتباه الي الاخرين. وفي واشنطن تم تمديد ساعات العمل في المسابح العامة للسماح للسكان بالاستفادة من بعض الترطيب في مواجهة الحر الشديد. وفي بريطانيا توقعت هيئة الأرصاد أحوالا جوية سيئة وفيضانات وسيولا ناتجة عن موجة أمطار شديدة، وأشارت إلي أن الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها في العاصمة البريطانية لندن لن تشهد جوا لطيفا.وأدت الأمطار الغزيرة في مناطق من بريطانيا إلي ترك آلاف المواطنين لمنازلهم طلبا للأمان في مناطق أخري داخل بريطانيا وخارجها، كما تسببت الأمطار في عرقلة حركة المواصلات علي الطرق السريعة والسكك الحديدية، وأدت إلي ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والمسطحات المائية إلي مستويات أعلي من مستوياتها الطبيعية. وقد أصدرت الجهات المختصة 40 تحذيرا من فيضانات عارمة، و120 تحذيرا من فيضانات أقل حدة .ونصح السكان في المناطق المعرضة للخطر بنقل ممتلكاتهم الثمينة إلي الطوابق العليا من منازلهم وتحصين أماكن سكنهم بمتاريس رملية.من جهة أخري، أعلن الصليب الأحمر البريطاني أنه وضع طواقمه في حالة استنفار علي مدار الساعة، ونصح السكان في مناطق معينة بحزم أمتعتهم والبقاء في حالة استعداد للمغادرة في أي لحظة.وتوقعت الأرصاد الجوية أن تتحرك موجة الأمطار من وسط بريطانيا نحو الجنوب الغربي الذي سيتأثر بشدة بسيل الأمطار العارمة خلال ساعات. وتعهدت شركات التأمين بتعويض أصحاب المنازل التي تتضرر من سوء الأحوال الجوية، وأصدرت هي الأخري تعليمات إلي طواقمها بالبقاء في حالة استنفار تام لأي شكاوي من أضرار ناجمة عن الفيضانات والسيول.