في اقوي تأكيد علني علي تأييده خيار الانفصال، أعلن رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير أنه سيصوت لصالح انفصال جنوب السودان عن شماله في الاستفتاء الذي اقترب موعده مما أذكي التوتر قبل 100 يوم من الاستفتاء.. وقال كير أمام الاف من انصاره في جوبا عاصمة جنوب السودان بعد عودته من نيويورك انه لن يصوت لصالح وحدة السودان لان شيئا لم يحدث يجعل الوحدة جذابة مما يزيد من الضغوط علي العلاقات التي تعاني من تعقيد شديد مع قادة الشمال الذين يدعون الي بقاء شطري السودان في دولة موحدة. ووصف كير موعد الاستفتاء بأنه "مقدس" وأضاف "إذا عادت الحرب قد يؤدي ذلك إلي تفكيك كل البلاد، لذا فلنعمل جميعا من أجل طلاق سلمي".ومن المقرر أن يختار الجنوبيون في التاسع من يناير المقبل بين البقاء ضمن السودان الموحد أو الانفصال.لكن بعض المراقبين يرون أن الاستفتاء سيتأخر عن موعده المقرر بسبب مشكلات لوجستية.ويعتقد علي نطاق واسع أن الاستفتاء سيفضي إلي اختيار الانفصال وتكوين دولة جديدة في شرق أفريقيا. ودعا كير إلي التصويت بكثافة في الاستفتاء وقال ان "الاستفتاء لا يحدث سوي مرة واحدة، وإذا ما أضعتم هذه الفرصة فإنها ستضيع إلي الأبد«.. واكد إن تأخير الاستفتاء علي حق تقرير مصير جنوب السودان عن موعده سيعرض السودان لظروف قد تقود إلي الحرب، وهو ما لا يمكن القبول به.. ويتسم الاستفتاء بحساسية شديدة في الشمال، حيث تقع أغلب الاحتياطيات النفطية السودانية في الجنوب، ويمثل النفط حوالي 45٪ من دخل الدولة، ولم يتوصل قادة الشمال وقادة الجنوب حتي الآن إلي اتفاق بشأن كيفية تقاسم عائدات النفط بعد الانفصال.. وقال جوزيف كلاتو المساعد الرفيع لكير ان الرئيس لم يقصد مناقشة نواياه فيما يخص الاستفتاء لكنه قصد الاشارة الي أن الجنوبيين لم يعطوا حتي الان أي أسباب مقنعة لدعم استمرار الوحدة مع الشمال.لكن مسئولا رفيعا في حزب المؤتمر الوطني الحاكم قال لرويترز انه من غير المقبول علي الاطلاق أن يعلن كير الان انحيازه للانفصال. وقال ربيع عبد العاطي ان كير خالف اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي نص علي أن الطرفين يجب أن يعملا معا من أجل الوحدة.واتهم عبد العاطي كير بمحاولة التأثير علي الجنوبيين ودعاه الي سحب تصريحاته وكرر تهديدات سبق أن أدلي بها وزراء ينتمون الي حزب المؤتمر بأن الحزب قد يرفض نتائج الاستفتاء اذا دفعت الحركة الشعبية لتحرير السودان في اتجاه انفصال الجنوب.