في لحظات تاريخية صنعها الشعب المصري أدي أمس د.محمد مرسي الرئيس المنتخب بإرادة المصريين عبر انتخابات حرة نزيهة اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا كما تسلم د.مرسي في احتفال مهيب السلطة من القوات المسلحة، وتشهد مصر أول رئيس منذ ثورة 52 يناير 1102 وأول رئيس مدني منذ ثورة يوليو 2591. تابع الملايين من الشعب المصري وكل العالم أمس مشاهد اللحظات الفارقة لشعب صنع تاريخه وفرض ارادته وجيش حقق وعده وسلم ادارة البلاد الي السلطة المدنية التي اختارها ممثلة في بطل المشاهد التاريخية الدكتور محمد مرسي بداية من أداء اليمين أمام المحكمة الدستورية مروراً بالاحتفال الشعبي الذي شهدته جامعة القاهرة ثم مشهد الختام التاريخي في الاحتفال الذي أقامته القوات المسلحة لتسليم السلطة الي الرئيس المنتخب في الموعد المحدد قبل شروق شمس الأول من يوليو الجاري. وعكست الكلمات التي صدرت عن الرئيس محمد مرسي والمشير طنطاوي حالة الرضا والاحساس بالانجاز وعبء المسئولية، ففي الوقت الذي أشاد الرئيس الجديد بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة ووفائه بوعده في تسليم السلطة، ووجه التحية علي ما بذلوه وتحملوه من مشاق، كان حرص المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلي علي التأكيد علي انحياز القوات المسلحة منذ اللحظة الأولي للشعب علي اعتبار أن الجيش ليس بديلاً عن الشرعية وتحمل مشاق المرحلة الانتقالية ليقدم رجال القوات المسلحة نموذجاً فريداً في الولاء والفداء للوطن وقال: لقد أوفينا بالوعد الذي قطعناه أمام الله والشعب. وفي الوقت الذي أكد فيه د.مرسي بدوره ان النموذج الذي قدمته القوات المسلحة لانتقال السلطة نموذج فريد سيدرسه العالم، ووجه التحية في احتفالية به في جامعة القاهرة لرجال الجيش ووعد بالحفاظ علي القوات المسلحة مؤسسة وجنوداً وقيادات كان في المقابل تأكيد المشير طنطاوي علي أن القوات المسلحة التي انحازت للشعب في ثورته ستساند الرئيس الذي انتخبه الشعب بإرادته. وكان د.محمد مرسي قد جدد قسمه في المحكمة الدستورية العليا أمام الاحتفال الشعبي بتنصيبه رئيساً في جامعة القاهرة، وقدم أمام ممثلين للشعب بكل فئاته والقوات المسلحة وأسر الشهداء والمصابين مجموعة من التعهدات، وقال لمن تنتابهم المخاوف من تبدل المسار إن الشعب لن يقبل ولا يريد أن يقبل الخروج عن المسيرة الحضارية للدولة المصرية، وقال ان مصر الجديدة بدأت مرحلة جديدة لن تعرف الانكسار أو العودة للوراء وقال: ان الحاكم في مصر الجديدة أجير وخادم لدي الشعب، كما قدم رسالة سلام للعالم وأكد احترام التزامات مصر الدولية وقال: المصريون لا يصدرون الثورة ولا يتدخلون في شئون أحد، كما وجه الدعوة للجميع في صناعة المستقبل مؤكداً أن أهمية تحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق الأمن والاستقرار وازالة آثار الفوضي في كل المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي.