جمال الغيطانى ماذا يعني عقد اجتماع في المقر الرئاسي يحضره المرشد العام للإخوان، والمستشار طارق البشري وآخرون. طبقا لما أعلنه مصطفي بكري في حواره مع المحامي المفكر رجائي عطية مساء الخميس الماضي أن الهدف من الاجتماع بحث الموقف من القسم أمام المحكمة الدستورية طبقا للتعديلات الدستورية المكملة، انتهت اللجنة لا أدري الصفة التي اجتمعت تحتها مع الرئيس المنتخب إلي القسم أمام المحكمة. ومن الواضح أن ترتيبا آخر جري الاتفاق عليه لم يعلنه مصطفي بكري لكن يمكن فهمه من السباق، إذ أقسم الدكتور مرسي أمام الجماهير المحتشدة في الميدان؟ حيرة تضاف إلي حيرة، فما هو الوضع القانوني لهذا القسم؟ وهل جري من قبل أن رئيسا أو ملكا أقسم مرتين؟ ما حكم ذلك عند أهل القانون وخبراء الدستور، لكن تظل الحيرة الأولي غالبة، فبأي صفة اجتمع الأفاضل مع الرئيس المنتخب؟ إذا صح ذلك فيحتمل الأمر تفسيرات شتي. منها سيطرة الجماعة علي الرئاسة، واضح هذا في التصريحات المتتالية للمرشح الأصلي ورجل الجماعة القوي المهندس خيرت الشاطر. التصريحات تتوالي في جميع صحف العالم، ومضامينها لا ينطق بها إلا رئيس مثل تلك المنشورة في جريدة الوطن الاثنين الماضي نقلا عن الوول ستريت جورنال. بل إنني لاحظت الأسبوع الماضي أن عددا من الصحفيين الأجانب جاءوا خصيصا لمقابلة خيرت الشاطر. ولم أسمع من بعضهم أي جهود تبذل في اتجاه مقابلة الرئيس المنتخب، قبضة الجماعة ستزداد قوة، إنها فرصتهم التاريخية التي لن تفلت بسهولة. والتحرك من خلال مواقع اكتسبوها خلال المرحلة الماضية تحت عنوان الثورة التي انتهت بالفعل يوم صعود الشيخ القرضاوي إلي منصة التحرير معلنا بدء الدولة الدينية، لا يعني هذا أنه سيحكم لكنه كان يطلق الاشارة فقط، هكذا بدأ الاستيلاء علي مكونات الدولة، مجلسي الشعب والشوري، ثم الرئاسة، والآن يجري التأهب لاحتواء الجيش والمخابرات العامة والداخلية والمراكز الثقافية، ليس القسم في التحرير إلا تحديا سافرا للجيش والقضاء، شيئا فشيئا تتم السيطرة تماما كأي غزو أجنبي، ويقف الجميع في موقع المتفرجين ويشارك البعض بينما فصول الكارثة تكتمل يوميا.