أكد د. محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين علي أن الثورة المصرية خالفت كل توقعات المحللين والسياسيين والمتخصصين ، فنجحت بأقل دماء وتضحيات وجراحات، حتي اتفق العالم علي تسميتها "بالمعجزة"؛ لأن الشعب أراد، فكان حتمًا أن ينجلي الليل، وأن يبزغ نور الفجر، مشيرا في رسالته الاسبوعية الي أن الشعب المصري أصدق من كل أخبار المحللين والقنوات الفضائية والتقارير الخفية، بل إن الشعب المصري استطاع أن يعلن عن قدرته في قلب كل التكهنات والتوقعات والتنبؤات، بعزيمةٍ سلميةٍ لا تتزعزع، وبقوة الحشود المتزايدة، التي أظهرت الشرعية الشعبية والثورية. وقال بديع ان الشعب المصري صنع ثورته، واختار رئيسًا منها يقود دفة الجمهورية الثانية، ليكون رئيسًا لكل المصريين، ويخرج بها إن شاء الله بهذا التوافق الوطني، والاصطفاف الشعبي، وينقلها إلي بر الأمان والاستقرار والنهضة والتقدم.مشددا علي انه ورغم كل المحاولات المنظمة للتأثير علي اتجاهات الشعب المصري، إلا أنها كانت تصبُّ رغم الأنوف في الدفع الثوري، ورفض إنتاج النظام البائد. وأشار المرشد العام الي ان نهضة الأمة قد أعلنت بداية انطلاقها، وأن مخاض التغيير قد بدت قوة ملامحه في الأفق، وأن مولودًا جديدًا قد أشرقت أنواره في أرجاء الكون، بإرادة الشعوب الحرة، التي تثبت يومًا بعد يوم، أن غرس هذه الإرادة سيثمر الكثير والكثير، من استعادةِ الكرامة والعزة والحرية، واسترداد الحقوق التي أهدرتها الأنظمة المستبدة مشيرا الي ان استطلاعات الرأي لمنظمات أمريكية تقول إن 70٪ من الأمريكيين ينظرون بإيجابية للشعب المصري . واستطرد بديع قائلا "شعب استجاب لنداء الحقِّ فنال ثمرة الفوز المبين، شعب واثق في نصر ربه فنال ثمرة الكرامة والعزة، شعب اتجه يناصر العدل فنال ثمرة الاستقلال في إدارة أمره، شعب استطاع فعل ذلك هو شعب لن يضيعه الله أبدًا، ولا يخزيه الله أبدًا، وهذه هي الحقيقة الواضحة التي لم يرها الكائدون، ورضخ لها الغافلون، واستيقظ لها العقلاء، لنخطو جميعًا في اصطفافٍ متين نحو بناء مصر الحبيبة، التي ترنو إلي سواعد كل أبنائها." واضاف بديع بان الشعب المصري قادم علي عتبات نهضةٍ حقيقية، تحتاج إلي السعي الحثيث والعمل المتواصل، ومواجهة التحديات، وعبور الثغرات، حتي تتحول الأحلام إلي واقع ملموس، بعيدًا عن الشعارات أو القضايا غير القابلة للتحقيق، قائلا " الفوز بداية، والنصر ليس نهاية، وسيظل يوم الخلاص قريبًا، وسيبقي الفجر متجددًا في بعث خيوطه .