الرئيس المنتخب د. محمد مرسى فى صورة تذكارية مع رؤساء تحرير الصحف عقب اللقاء الذى عقد أمس بمقر الرئاسة ساعتان تقريبا استغرقهما لقاء الرئيس المنتخب د. محمد مرسي مع رؤساء تحرير الصحف المصرية. جري اللقاء في قاعة المؤتمرات الصحفية بالطابق الثاني من مقر الرئاسة »قصر الاتحادية«، وضاقت القاعة علي اتساعها بالموجودين. اتسم الحوار الذي دار بين الرئيس المنتخب ورؤساء التحرير بالصراحة وأيضا بالمودة. تشعبت القضايا التي تناولتها أسئلة الصحفيين وإجابات د. مرسي وتجاوز اللقاء الوقت الذي كان مقدرا له، دون أن يتحدث كثير من الراغبين أو يطرحوا أسئلتهم، فوعد الرئيس المنتخب بلقاء آخر ممتد، واقترح أيضا عقد مؤتمر موسع للإعلاميين يخلص إلي أوراق عمل بحثية تتحول إلي قرارات. قبل اللقاء.. كان البعض من رؤساء التحرير متحفزا والبعض قلقا إزاء نظرة الرئيس المنتخب المحتملة لدور الصحافة والإعلام، لاسيما مع تصريحات تتالت خلال الفترة الأخيرة علي لسان قيادات برلمانية وسياسية تنتمي إلي حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، بدت ضائقة بالنقد ومتحاملة علي الإعلام. لكن د. مرسي حرص علي نفض آثار تلك التصريحات، مؤكدا ترحيبه بالنقد وبالنقد اللاذع، وبدا رحب الصدر ودودا مداعبا، وهو يستمع إلي اسئلة ساخنة تتناول وضع جماعة الإخوان في المستقبل، وعلاقته بحزب الحرية والعدالة ومخاوف المرأة من إنقاص حقوقها أو مداخلات حادة تؤكد أن الصحفيين ليسوا بحاجة إلي تطمينات بشأن حرية الصحافة واستقلال الصحفيين، سواء من رئيس الجمهورية أو غيره. أجاب الرئيس المنتخب تقريبا علي كل ما وجه له من اسئلة، باستثناء سؤال واحد عن كيفية أدائه اليمين واسماء فريقه الرئاسي ورئيس الحكومة القادم والوزراء، فرد عليه باقتضاب قائلا ان كل شيء في هذا الخصوص سيتضح خلال اليومين المقبلين. استهل الرئيس المنتخب د. محمد مرسي اللقاء بكلمة قصيرة وجه فيها التحية لرجال الصحافة واصحاب الاقلام، وقال ان الغرض من اللقاء هو التحاور والحديث حول كيفية قيام وسائل الاعلام بدور فاعل في تحقيق مصلحة الوطنية، واضاف ان منظومة العمل السياسي ومبادئها كالحريات العامة والديمقراطية وانفاذ إرادة الشعب وتداول السلطة، كلها لا يمكن لها ان تستقر وتنجح بغير اصحاب الاقلام، مهما اختلفت الرؤي وتباينت تجاه الوصول إلي الهدف الواحد المتفق عليه. وقال ان أمامنا فرصة هي ثورة يناير والفرص الكبري لا تتكرر في حياة الشعوب إلا بعد مرور سنوات طويلة، واشار الي انه علي يقين من أننا قادرون علي توظيف هذه الفرصة وعدم إهدارها مؤكدا علي دور الصحافة في هذا الشأن. وركز د. مرسي علي 3 نقاط أساسية تشكل قاعدة للحوار بين أبناء الوطن وركيزة في علاقة السلطة بالاعلام.. وهي: لا يوجد في قاموس المصريين لغة صدام. لا توجد ولا يجب ان توجد لغة تخوين، فالكل يتفق علي هدف مصلحة الوطن، وإن اختلف مع غيره في الوسائل. ليس القصد من اللقاء توجيه للصحافة أو احتواء. فالصحفيون أكبر كثيرا من أن يفكر أحد في احتوائهم. وقال انني في أشد الاحتياج لآرائكم الموضوعية ولنقدكم ولا أعطي لنفسي حقا عندكم. ثم انتقل اللقاء إلي أسئلة طرحها رؤساء التحرير واجابات أجملها الرئيس المنتخب بعد كل مجموعة من الأسئلة. عن رسائل التطمين التي يجب ان يوجهها علي ضوء وصول جماعة الإخوان إلي سلطة الرئاسة.. قال د. مرسي ان هناك ضمانات يطلبها أناس كثيرون لكن يحز في نفسي ان يتحدث بشأنها رؤساء دول أجانب. وشدد بوضوح علي ان مصر هي وطن المسيحيين والمسلمين معا وكل مواطن له اسهم متساوية في وطنه مع أخيه المواطن وقال ان المرأة ليست مجبرة علي ارتداء زي معين، فكيف تكون مجبرة علي زي وهي غير مجبرة علي العقيدة، فالاسلام يقول: لا إكراه في الدين. وسخر د. مرسي من الادعاءات التي تقول انه سيتم بيع او رهن قناة السويس لدولة ما، وتساءل مستنكرا هل رجع الخديو إسماعيل ليحكم مصر من جديد؟! وانتقد الرئيس المنتخب تشبيه الاخوان أو حزب الحرية والعدالة بالحزب الوطني في ممارساته. وقال ان المرء يشعر بغبن عندما يستمع إلي من يقول اننا لا نريد حزبا وطنيا جديدا، فالمقارنة غير عادلة ولا تعبر عن الوضع الذي نحن فيه بعد ثورة 52 يناير. وقال اننا نحتاج إلي ان نلملم أنفسنا ويصبر بعضنا علي بعض، وليس كثيرا ان تصبر مصر عامين أو ثلاثة أو أربعة، فالوضع صحيح انه افضل من السابق لكن تحدياته أكثر وعلينا ان نرفع مستوي الثقة فيما بيننا لتبديد أي مخاوف. وسئل د. مرسي عن صحة ما أذيع عن لقائه في مطلع الأسبوع المقبل مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وعن ترتيبات للقاء بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.. قال: الخبران غير صحيحين.. فكلينتون ستزور مصر في منتصف الشهر المقبل في إطار جولة بالشرق الاوسط، وقد تلقيت طلبات من رؤساء دول لحضور أدائي اليمين الدستورية، وقد اعتذرت، مؤكدا ان هذا الحدث مصري خالص، أما أي احتفالية بعدها فلا مانع من حضور الضيوف وقال انه لم يطلب مني لقاء نتنياهو، غير ان بيننا وبين إسرائيل اتفاقية سلام ونحن نحترم اتفاقياتنا. وعن الفصل بين ملكية الصحف القومية وإدارتها.. قال د. مرسي اننا نحترم القانون حتي نغيره، ولن نغير القانون إلا برأي أهل المجال والاختصاص. ثم سئل الرئيس المنتخب عن 3 مخاوف تتعلق باحترامه لحكم المحكمة الدستورية العليا الخاص ببطلان مجلس الشعب، وعلاقة الأمن القومي المصري بالأمن العربي علي أساس ايديولوجي، ووجود نزعات ل»أخونة الدولة« من خلال الهيمنة علي أجهزة الأمن والمعلومات والمخابرات. أجاب قائلا: أولا أنا لم أقل أني ضد حكم المحكمة الدستورية العليا، بل قلت قبل الانتخابات انه حكم واجب الاحترام لكني غير راض عنه، والحكم الخاص بعدم دستورية بعض مواد قانون مجلس الشعب واجب الاحترام، والكلام الآن ليس بشأن الحكم وإنما عن كيفية تطبيقه وتوقيت التطبيق. وأضاف: لن تكون هناك »أخونة« للدولة، فلا يمكن ان تبحر سفينة الوطن بحزب واحد أو جماعة واحدة، وإلا اهتزت أركان الدولة. وقال ان هذا الكلام غير وارد ولعل الأيام القادمة ترينا ما يرفع مستوي الثقة بيننا. واضاف ان الأمن القومي العربي مؤثر علي الأمن المصري وان القضية الفلسطينية كانت وستظل قضية الشعب المصري، فهي تتعلق بحق الجوار والعروبة والإسلام وهي أيضا قضية أمن قومي مصري. وعن وضع جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها ومكتب الارشاد.. قال د. مرسي انه سمع ان الجماعة ستعدل أوضاعها وستوفق هذه الأوضاع حسب قانون الجمعيات الأهلية الجديد. واضاف انني سوف أتابع هذا معهم ليقوموا بتوفيق أوضاعهم. واختتم د. مرسي اللقاء مؤكدا علي انه يرحب بالنقد ولا يمانع في أن يكون لاذعا، لكنه يتمني ان نركز جميعا علي هدفنا المشترك وهو مصلحة مصر، مشيرا إلي ان المرحلة الانتقالية التي نمر بها تتطلب منا تغليب المصلحة العامة.