بدا الخلاف بين القوتين الأكبر في منطقة اليورو في طريقه للتصاعد، مع تأكيد المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" علي رفضها اصدار سندات بالعملة المشتركة يطالب بها الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، قائلة "إن أوروبا لن تشارك في تحمل مسؤولية الدين الكلي ما دمت علي قيد الحياة". وقالت ميركل امس في البرلمان ان السندات المشتركة "سيئة وتأتي بنتيجة عكسية"، كما انها لا تتفق مع الدستور الألماني. وكانت قضية السندات المشتركة موضع خلاف بين البلدين حيث تري باريس ضرورة إصدار هذه السندات لاستخدام عائداتها في تمويل مشروعات النمو، بينما تري برلين ضرورة إقامة اتحاد مالي أولا بين الدول الأوروبية قبل ان تقوم دول اليورو بضمان بعضها البعض ماليا. وقبل ساعات من بدء اجتماعات القادة في بروكسل اليوم استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند المستشارة الألمانية في باريس حيث حاول الطرفان التقريب من مواقفهما لاسيما في قضايا إصدار سندات مشتركة لليورو وكذلك خطوات تنفيذ اتحاد مالي بين الدول الأوروبية. وكان مكتب أولاند قد أعلن في وقت سابق انه من المتوقع ان يخرج الاجتماع بخارطة طريق لبناء وحدة مصرفية ومالية آوروبية تطمئن الأسواق الدولية. وفي برلين حذر رئيس البنك المركزي الألماني "ينز وايدمان" مما أطلق عليه "تعويم الديون" في كامل منطقة اليورو وذلك عبر اصدار سندات مشتركة لليورو تضمن فيها دول مثل ألمانيا ديون الدول المتعثرة مثل اليونان وأسبانيا، فيما لاتزال موازنات تلك الدول "ذات سيادة" وبعيدة عن اي رقابة أوروبية. وكانت أزمة الديون السيادية قد تفاقمت مؤخرا بعد طلبين رسميين من أسبانيا وقبرص للحصول علي مساعدات مالية طارئة من الاتحاد الأوروبي. واتفق قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا في اجتماع قبل أيام في العاصمة الايطالية روما علي خطة بقيمة 130 مليار يورو لتحفيز النمو الاقتصادي داخل دول الاتحاد الأوربي. وارتفعت الأسهم الأوروبية في بدء تعاملات أسواق المال امس مقتدية بمكاسب في وول ستريت والأسواق الآسيوية، كما استقر اليورو أمام الدولار بعدما سجل أقل مستوي في أسبوعين امس الأول.