أصبح واضحا الآن أن الحرب المحتدمة علي الأراضي السورية، لم تعد بين نظام بشار الأسد والمعارضين لهذا النظام، ولكنها تجري بين روسياوإيران من ناحية، والشعب السوري بأكمله من الناحية الثانية! باختصار شديد.. روسيا تعتبر سوريا القاعدة الوحيدة الباقية لها علي الشاطيء الشرقي للبحر المتوسط، التي تستطيع الانطلاق منها للدفاع عن نفسها عندما تتعرض مصالحها أو أراضيها لأي خطر.. وهي تحتفظ في موانيء سوريا بمدمرات وغواصات وقوات بحرية جاهزة للعمل في أي وقت، بالإضافة للقوات البرية المتواجدة داخل سوريا تحت اسم الخبراء.. وليست مستعدة للتفريط في هذه القاعدة تحت أي ظروف ولأية أسباب! إيران هي الأخري غير مستعدة للتخلي عن بشار الأسد، الذي يمثل مع طائفته العلوية رأس حربة، تمهد لانتشار المد الشيعي الفارسي، الذي يريد بسط نفوذ جمهورية الخوميني علي المشرق العربي، تمهيدا للوصول بعد ذلك إلي مصر.. الهدف النهائي.. وهي لذلك تدفع بقوات من الحرس الثوري الايراني، ومغاوير حزب الله اللبناني للتنكيل بأبناء الشعب السوري الذين يريدون الإطاحة ببشار الأسد ونظامه. الموقف داخل سوريا في غاية التعقيد.. وتحريض الروس لسوريا لخلق مشكلة مع تركيا، بإسقاط طائرة عسكرية لها، هدفه توريط حلف شمال الأطلنطي في إظهار عدم استعداده للتدخل العسكري في سوريا، وبالتالي إعطاء الضوء الأخضر لبشار الأسد كي يستمر في إبادة شعب سوريا بكل ما لديه من وسائل التدمير.. ليسهل علي الروس بعد ذلك ابتلاع سوريا، حتي لو اضطرت للتضحية ببشار الأسد وطائفته أيضا وإقامة نظام آخر يكون عميلا لها.. وإذا كان كسر شوكة الشعب السوري يخدم مصالح روسياوإيران، فإنه يخدم أيضا مصالح أمريكا والصهيونية العالمية ويوفر الأمن لإسرائيل.. ولذلك فإن حلف شمال الأطلنطي الذي تسيطر عليه الصهيونية سوف يكتفي فقط باستنكار إسقاط سوريا للطائرة التركية.. وسوف تكتفي تركيا بالتهديد بالرد العنيف إذا تكرر اعتداء سوريا علي طائراتها أو أراضيها.. وعاش العرب الأمجاد.. وكان الله في عون الشعب السوري!