د. طارق زيدان أثناء حواره مع محررة »الأخبار« السلفيون أگثر مرونة من الإخوان وأقل رغبة في السلطة ناشد كل القوي الوطنية بالوقوف ضد محاولات جر البلاد الي صدامات دموية بسبب الخلاف علي نتيجة الانتخابات الرئاسية لأن مصر اكبر من أي شخص واكبر من أي جماعة.. فالأشخاص الي زوال.. والأوطان باقية.. وطالب الجميع بالانحياز الي جانب الشرعية والانحياز للمرشح الفائز من قبل اللجنة العليا للانتخابات طالما جاءت من خلال انتخابات حرة نزيهة.. هكذا بدأ د. طارق زيدان رئيس حزب الثورة المصرية حواره مع الاخبار قبل ان اطرح عليه تساؤلاتي حول الوضع الراهن وكيفية الخروج منه بصفته يمثل احد احزاب الثورة والذي كان نتاجا لثورة 52 يناير. ما رأيك في الوضع الراهن؟ الاحداث كثيرة والتطورات اكثر ومن الصعب الحكم عليها ولكن كل ما ارجوه هو ألا نسمح بحرق مصر وان ننحاز الي الشرعية والمرشح الفائز طالما اطمأننا انه جاء من خلال انتخابات حرة ونزيهة ومعبرة عن صناديق الانتخابات والا نقدم مثالا سيئا برفض النتائج.. ونعلي مصلحة الوطن.. ونحن كحزب سنقف الي جانب الشرعية وسننحاز للمرشح الفائز من قبل اللجنة العليا للانتخابات مهما كان انتماؤه. ما رأيك في قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب. نحن نحترم احكام القضاء المصري لانها احكام سليمة وقانونية ولكن نتساءل جميعا هل نحن في رفاهية اهدار الوقت والمال والجهد لإعادة انتخابات مجلس الشعب من جديد فالمليارات التي انفقت والملايين التي ذهبت ووقفت بالساعات امام لجان الانتخابات لتمارس الديمقراطية الفعلية لاول مرة وتدلي بصوتها.. هل بهذه البساطة نرسل لجميع المصريين رسالة سلبية تقول ان الانتخابات لم تكن نزيهة وحرة وان آراء الناخبين ليس لها قيمة بسبب الخطأ في وضع او تنفيذ قوانين نريد ان نعرف جميعا من المسئول عن اهدار المليارات التي يحتاجها كل فرد، في شعب مصر.. ولماذا نقوم بهدم كل مؤسسة يتم بناؤها ونبدأ من الصفر من جديد. ورغم ان حل البرلمان تم علي اساس قانوني سليم ولكنه شيء محبط وأعتبره انتكاسة جديدة ويصدر المزيد من الاحباط وعدم الاحساس بقيمة الصوت الانتخابي لأنه يقول للناخبين ان اصواتهم ليست لها قيمة. البعض يري انه محاولة من المجلس العسكري لاستعادة السلطة التشريعية. انا اتفق تماما مع هذا الرأي لان استعادة المجلس العسكري للسلطة التشريعية سيجعله من الناحية الواقعية مستمرا في السلطة حتي يتم انتخاب مجلس تشريعي جديد لان السلطة التشريعية من اهم السلطات وطالما احتفظ بها المجلس العسكري فإن أي حديث عن تركه أو تسليمه السلطة يعتبر كلاما نظريا. ما رأيك في توقيت اعلان حل مجلس الشعب في أول يوم من انتخابات الاعادة؟ اري ان التوقيت لم يكن في صالح المجلس السعكري بل جاء في صالح المرشح الرئاسي د. محمد مرسي لانه جاء في حالة تعاطف مع د. مرسي ونفي مقولة ان الاخوان سوف يستأثرون بالسلطة في حالة حصولهم علي انتخابات الرئاسة الي جانب مجلس الشعب.. فبعد حل مجلس الشعب اصبح الاخوان أو حزب الحرية والعدالة غير ممثل أو موجود فعلا في السلطة.. وهو ما جاء في التصويت لصالح د. مرسي.. فالكثير ممن كانوا سيقاطعون التصويت تعاطفوا مع ما حدث وقرروا التصويت لصالح د. مرسي. هل تعتقد ان السيناريو كان معدا من قبل خاصة وان المجلس العسكري سارع بعد حل المجلس باصدار الاعلان الدستوري المكمل؟ أعتقد ان المجلس العسكري كان جاهزا لذلك.. لانه لا يعقل ان يصدر الاعلان الدستوري المكمل بهذه السرعة والحرفية، كل الشواهد تؤكد انه معد من قبل.. واعتقادي الخاص أنهم سيصدرون الاعلان الدستوري أيا كان الفائز.. ولكن ببعض التغييرات.. فلو كان الفريق احمد شفيق هو الفائز لكانت بنود بعض الاعلان الدستوري قد اختلفت.. لأن وجود رئيس من داخل المؤسسة العسكرية سيجعل القوات المسلحة تكون في نفس اوضاعهم السابقة ان لم يكن افضل.. ولذا اعتقد ان الاعلان الدستوري المكمل كان سيصدر في حالة فوز أي مرشح مدني وخاصة اذا كان من الاخوان.. وبمنتهي الصراحة والواقعية هناك تخوفات كثيرة لدي المجلس من الاخوان وهناك ثقة مفتقدة بين الجانبين. ما رأيك في منح الشرطة العسكرية الضبطية القضائية؟ وهل يعد ذلك محاولة لتضييق الخناق علي حق التظاهر والاعتصام؟ أعتبر هذا القانون بمثابة ردة الي الوراء وهو بالطبع موجه بصفة اساسية لردع أي احتجاجات أو تظاهرات علي نتيجة انتخابات الرئاسة واحب ان اؤكد انه بمثابة ارتداد علي احد مطالب الثورة وهو الغاء قانون الطواريء لأن القانون يمثل شكلا آخر من اشكال قانون الطواري فحق التظاهر السلمي هو حق انتزعته ثورة يناير ولا يستطيع احد مهما كانت سلطاته ان ينتزع هذا الحق طالما كان في اطار السلمية وبعيدا عن عمليات التخريب او الاعتداء علي المنشآت العامة. كل ما اتمناه الا يترتب علي تنفيذ القانون حملة مواجهات او اعتقالات مع النشطاء أو السياسيين والا يستغله افراد الشرطة العسكرية او الداخلية للاساءة لأي شخص كما كان يتم في العهد الماضي. ماذا تتوقع في حالة فوز شفيق أو مرسي؟ أتوقع لو اعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز شفيق ان تحدث احتجاجات كبيرة خاصة من التيار الاسلامي في التحرير وميادين أخري وقد تنضم لها العديد من القوي الليبرالية اذا لم توحد مواقفها.. ولكن اذا حدث انقسام داخل صفوف القوي الليبرالية أو قوي الثورة كما حدث من قبل فلن يكون بنفس قوة مظاهرات 52 يناير اما اذا حدث اتحاد بين التيار الاسلامي والقوي الثورية والليبرالية في كل ميادين مصر لا أستبعد ان يقوم المجلس العسكري بخلع احمد شفيق كما حدث مع مبارك.. ولكنني في الحقيقة اتوقع ان تكون هناك اعتصامات واحتجاجات شديدة وقد تتضمن صدامات مع الجيش والشرطة خاصة بعد ان اعلنوا انهم سيقفون الي جانب الشرعية التي جاءت بشفيق. وفي هذه الحالة لا أستبعد الصدامات الدموية مرة اخري.. واعتقادي الخاص ان يكون هناك تدخل لفض الاعتصامات والاحتجاجات.. واعتقد ان موقف القوي الثورية هو الذي سيحدد الشكل الذي يمكن ان تسير عليه الامور فاذا توحدوا بالكامل مع التيار الاسلامي فقد تكون لحركة الاحتجاج نتيجة.. اما اذا انحازت بعض هذه القوي الي شفيق فسوف تتغير الصورة تماما. البعض يري ان الامور قد تسير في طريق انقلاب عسكري قد يعيدنا الي منطقة الصفر من جديد؟ لا أستبعد ذلك خاصة في حالة عدم القبول بفوز شفيق أو التأكد من حدوث عمليات تزوير لإنجاحه ولكن الانقلاب في هذه الحالة لن يكون صريحا مثلما يحدث في الدول الاخري بل سيكون انقلابا ناعما أي انقلابا قانونيا كما حدث في احكام المحكمة الدستورية عندما قامت بحل مجلس الشعب. اما اذا لم يتم التأكد من ذلك فيجب علي الجميع ان يتقبل النتائج. اما في حالة فوز د. محمد مرسي.. فأنا اعتقد انه سيكون رئيسا بلا صلاحيات حقيقية.. ولكن هذا لا ينفي ان احتمالات ان يكون هناك صدام بين الرئيس الجديد والمجلس العسكري ستكون كبيرة وتنذر بصراع كبير علي السلطة. ومع ذلك لا أستبعد ان تحدث في الايام القليلة القادمة بعض الصفقات الذي يتم من خلالها ترضية بعض القوي السياسية المؤثرة علي الارض وهي القوة الاسلامية والثورية.. واذا لم يحدث صفقات وحدث صدام.. فلا احد يعرف الي ماذا يؤدي. هل تتوقع ان يقوم المجلس العسكري بتشكيل جمعية تأسيسية جديدة؟ هذا ما سوف يحدث بالطبع.. الجميع لا يدرك ان العملية الاهم او المعركة الحقيقية هي معركة الدستور والذي يجب ان يوضع بحيث يضمن عدم انحراف او انفراد أي رئيس قادم بالسلطة.. وهو الذي يجب ان يضمن توازن السلطات.. وفي الغالب سوف يحكم المجلس العسكري من خلال الاعلان الدستوري المكمل حتي يتم وضع الدستور والقوي الثورية لم تسكت اذا جاءت تشكيلة المجلس مخالفة للقناعات الثورية والتيار الاسلامي.. أي اذا احتوت علي عناصر من النظام السابق أو من فقهاء الدستور المرتبطين بالنظام السابق.. وعلي هذا فلابد ان يراعي المجلس العسكري ان تكون ممثلة لكل التيارات ومتوازنة واذا لم يحدث ذلك فسوف نعترض جميعا علي تشكيل التأسيسية كما اعترضنا علي تشكيل الاخوان لها اول مرة. ما رأيك في المشهد السياسي بصفة عامة. اري ان المشهد السياسي عبثي منذ فترة طويلة بدأت منذ استفتاء مارس وحتي الآن فهذا الاستفتاء كان بداية للخلافات والاستقطابات التي اتسعت هوتها والتي اوصلتنا الي ما نحن فيه الآن. ماذا تتمني كمواطن مصري؟ ان يأتي يوم علينا يكون لدينا برلمان معبر تعبيرا حقيقيا عن الشعب وبه كفاءات كبيرة وان يكون لدينا رئيس غير محسوب علي فئة او جماعة أو علي تيار سياسي أو ايدلولوجي وان يكون بالفعل رئيسا لكل المصريين ويأتي في صندوق الانتخابات باغلبية كاسحة. وكل ما اتمناه من جميع الفرق والاطياف السياسية ان يجعلوا مصلحة مصر فوق كل خلاف. ما رأيك في المظاهرات التي انطلقت عقب أحكام قضية القرن؟ أري أن أحكام القضاء لا يجب التعليق عليها ولابد ان تحترم ولابد ان نتوقف عن التشكيك والطعن في نزاهة الأحكام لمجرد الظن دون دليل أو إثبات. الاحكام بالمؤبد علي من مبارك والعادلي أقوي من حكم الاعدام الذي سيجعلهم يموتون مرة واحدة.. أما الآن فهم يموتون كل يوم.. أما أحكام البراءة علي نجلي الرئيس ومساعدي العادلي والتي يراها البعض غير مرضية فسببها الاساسي عدم كفاية أدلة الاثبات المقدمة من الاجهزة الأمنية.. والمحكمة لا تحكم بالهوي وأنما بما لديها من أوراق ومستندات وأدلة وهذا ما نبهت اليه النيابة في باديء المحاكمة.. فالتقصير هنا جاء من الاجهزة الأمنية.. ومع ذلك كان يجب علينا ان نتعلم ونعلم الناس احترام أحكام القضاء وان يكون الاعتراض علي حكم قضائي لا يكون الا بالقانون.. ومن خلال الطرق القانونية.. فالمحاكمة يمكن ان تعاد مرة أخري لدائرة أخري من خلال نقض الحكم بالطرق القانونية وليس من خلال التظاهر والاعتصام. سببها سياسي ما رأيك في المظاهرات الأخيرة في الميدان؟ أري أن السبب وراء هذه المظاهرات هو الانتخابات الرئاسية.. فقد كانت هناك حالات سابقة لتبرئة ضباط شرطة متهمين بقتل المتظاهرين كما حدث في هذه المحاكمة وكان هناك حالة من عدم الرضا والغضب ولكن الفرق في هذه المرة أن المظاهرات سببها سياسي.. وما يحدث هو محاولة من بعض القوي السياسية استغلال قرارات المحكمة لأغراض سياسية وانتخابية. ولهذا أناشد شباب مصر الطاهر الا يسمحوا لأحد باستغلالهم سياسيا ولا يسمحوا لاحد بإن يتاجر بدماء شهدائنا. شباب الثورة ما السبب في تغير الحال؟ الانقسامات والاختلافات بين شباب الثورة ودعاوي التخوين بينهم والتي ربما جعلت جزءا من الشعب ينظر اليهم علي أنهم لا يصلحون لقيادة الثورة.. بالاضافة إلي انه لم يكن لهم وجود فعلي علي الارض او الشارع المصري وكان من نتيجة ذلك أنهم لم ينجحوا في الانتخابات البرلمانية.. فقد كان يجب ان ننتبه كقوي ثورية بأن اتجاه الرأي العام يتغير.. وأن يحدث توحد في الافكار بين كل الائتلافات.. وان نقول بشكل عملي ان الثورة لا تنتج فقط احتجاجات واعتصامات.. وأعتقد ان ميدان التحرير أمتهن من كثرة الوقفات والاعتصامات خلال الفترة الماضية.. بعد ظهور فئة من الشباب الذين نعلم جيدا أنهم ليس لهم علاقة بالثورة من قريب أو بعيد ولم يزوروا الميدان حتي خلال ال81 يوما التي استغرقتها ثورة يناير وهؤلاء أسميهم ثوار ما بعد الثورة في الوقت نفسه فلم تنجح ائتلافات الثورة في التوحد في كيان واحد.. ولكن حالت الاختلافات الشخصية وأختلاف الرؤي، دون حدوث ذلك ونتج عن ذلك فريقان.. فريق يتهم الآخر بالعمالة والتمويل الخارجي وأجندات خارجية وفريق آخر يتهم الاول أنهم عملاء للجيش والمجلس العسكري.. أيضا فإن النخبة جاملت وهادنت ونافقت الثورة. الأسباب.. الاسباب ما السبب في رأيك وراء فشل مرشحي التيار الليبرالي أو الاسلامي المعتدل؟! أعتقد أن مرشحي هذه التيارات مسئولون عن ما حققوه من فشل في انتخابات الرئاسة لأن كل واحد منهم اعتقد أنه الأحق بالرئاسة.. ولهذا كان من الممكن ان تأتي الانتخابات بنتيجة أخري لو اتفق كل من صباحي وابوالفتوح علي العمل من خلال تكتل واحد ينهي الحيرة الموجودة حاليا. ما رأيك في الاراء التي تقول ان بعض قوي الثورة ستنزل الي الميادين في حالة فوز اي من المرشحين؟ الفائز في هذه الانتخابات اذا جاء نتيجة انتخابات حرة نزيهة فهو في هذه الحالة قد جاء عن طريق ارادة شعبية واذا نزلت المظاهرات تعترض علي اختيار الشعب فإنك في هذه الحالة تثور علي الشعب المصري أو علي الشرعية.. علي سبيل المثال حسني مبارك الرئيس السابق لم ننتخبه ولم نختره وبالتالي فهو كان يفتقد للشرعية القانونية الدستورية.. اما الآن فإن الانتخابات الرئاسية توفر لأي رئيس قادم الشرعية الدستورية التي يحتاجها. ولهذا فالمرشح الذي جاء عن طريق صندوق الانتخاب فهو رئيس شرعي ودستوري وبالتالي فالتظاهر ضده هو خروج علي الشرعية وفي هذه الحالة اذا جاء أي رئيس يختاره الشعب فلن يعجبنا.. وفي هذه الحالة لن ننجح في اختيار رئيس وسندخل في مرحلة الفوضي الشاملة. ولهذا فإن المظاهرات التي تخرج في حالة فوز أي المرشحين ستوضع في خانة اعداء الثورة.. والترويج لما يقال ان الثورة تحولت الي ثورة فوضوية. مصلحة الوطن أولا هل معني ذلك ان السلفيين أكثر مرونة من الإخوان؟ أري ان السلفيين يضعون مصلحة الوطن في المقام الاول وهم اكثر مرونة واعتدالا في رأيي من الإخوان ولكنهم اقل خبرة في السياسة واقل رغبة في السلطة ولم يتلوثوا بعد بمفاسد السياسة. هذا لا ينفي وجود أصوات متشددة بينهم؟ أنا أتكلم تحديدا عن الدعوة السلفية بحزب النور.. وأعرف ان هناك اصواتا أخري ليست علي نفس هذه الدرجة من الاعتدال. موقف من الإخوان هل معني ذلك أنك تتخذ موقفا من الإخوان؟ نعم أنا لدي موقف من الإخوان وليس التيار الاسلامي او السلفي بشكل خاص.. وانا اتخذت هذا الموقف من تجربتي مع الاخوان عقب الثورة مباشرة.