سيسجل التاريخ أن يوم 32 مايو هو يوم فرح لمصر وعرس لكل المصريين ... مصر الديمقراطية وهي أمل المستقبل وحلم ثورة 52 يناير ... تحية واجبة لمن لم يفز في الانتخابات فهذه هي الديمقراطية ... ورغم أننا لأ نزال في السنة الأولي لثورة شعب وفي بدايات الديمقراطية فإن مصر فازت بفجر جديد ولن تعود ذ لا قدر الله ذ إلي الوراء ... وقد أسفرت النتائج النهائية عن جولة إعادة بين من حصل علي أكبر الأصوات وهما السيد/محمد مرسي (ممثل الأخوان المسلمين) والسيد/احمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق ... ما حدث ويحدث في الانتخابات إلي الآن هو صراع قوي أبرزهم اتجاهان الأول الأخوان المسلميين ورغبتهم الأكيدة للاستيلاء علي الوطن بأكمله والاتجاه الثاني يمثل الوسطية المصرية بكل تنوعاتها وأطيافها الاشتراكية واليمينية والليبرالية والثورية ... مصر تعيش حاليا صراعا حقيقيا وصراعا حاسما ... ما سيحدث خلال الأسبوعين القادمين سيحدد شكل مصر للقرنين القادمين ... صراع الرئاسة في مصر هو صراع المهارة والقدرة والتنظيم والإدارة للعملية الانتخابية وتجميع الأصوات في نجوع مصر وأكثر من أربعة آلاف قرية وأكثر من مائتي مدينة و72 محافظة نتائج الانتخابات تشير إلي اتجاهات المصريين الايدلوجية التلقائية والسياسية حيث ذهب للانتخابات اقل من خمسين بالمائة أي أن نصف المصريين لم يشاركوا في الانتخابات وحصل ممثل الأخوان المسلمين علي 52٪ ممن انتخبوا أي 5.21٪ من كل المصريين وحصل د/ عبد المنعم ابوالفتوح العضو السابق في الأخوان المسلمين علي 91٪ منهم لا يزيد عن 01 21٪ تمثل ما يقرب من 5٪ إلي 6٪ من إجمالي المجتمع من السلفيين والمنشقين علي الأخوان المسلمين أي أن النسبة الحقيقية المنظمة لأجمالي قوي الأخوان المسلمين والسلفيين تتراوح من 71٪ إلي 91٪ من المجتمع المصري ومتوسطها 81٪ ... باقي المصريين 28٪ هي مصر التي نعرفها بتنوعها واتجاهاتها المتكاملة الوسطية ، اليسارية والاشتراكية ، اليمينية والليبرالية ... وبتبسيط أشد صراع الرئاسة القادم هو صراع بين 81٪ من المجتمع يريد أن يسيطر ويفرض سلطته علي كل المصريين وبين مصر الوسطية الموحدة المسالمة التي تحترم التنوع وتتعايش مع الاختلاف وتمثل 28٪ من المجتمع ... وقائع الأحداث المتصارعة تشير إلي أولا : أن هناك قوي تنفذ مخططا متكاملا للاستيلاء والسيطرة علي الوطن ترفض الديمقراطية الحقيقية ولكن تستغلها حين تشاء ، تريد احتكار الوطن وكل مؤسساته بما فيها الرئاسة ومجلسا الشعب والشوري والحكومة والجيش والشرطة والإعلام والمحليات وغيرها ... ثانيا : أن هناك كذبا وخداعا وعدم مصداقية وخيبة آمال كبيرة لتصرفات وأداء ممثلي التيار الإسلامي الوطني لدرجة أن هناك صدمة أمل لدي القوي الوطنية المصرية فيما كانوا ينشدون من تكامل ديمقراطي أمام الدكتاتورية الوليدة والتناقضات الواضحة وتجسيدها في مجلس الشعب وبما يفرز عنه من أداء وتصرفات أيضا وأيضا في تأكيد الجماعة علي عدم المنافسة في رئاسة الجمهورية ثم طرح اثنين من المرشحين ... ثالثا : حجم الأموال التي تنفق في الانتخابات وفي مخطط الاستيلاء علي الوطن والحصول علي كرسي الرئاسة ومصدرها وشرعيتها وتأثيرها علي نزاهة الانتخابات وتزييف الإرادة ... رابعا : وإذا كانت الغالبية تشير إلي نجاح الجيش والحكومة في إدارة يوم الانتخابات والنزاهة (النسبية) للصندوق وهذا يكتب لهما إلي أن تدخل المال في السياسة واستغلال الدين والمنابر للتأثير علي الناخبين هو القضية الحاكمة لتزييف إرادة وطن 04٪ منه فقراء و 03٪ مازال يعاني من الأمية ... خامسا : هناك إحساس لدي المصريين أن الأخوان المسلمين أصبحوا فوق القانون مثل النظام السابق فلا تتم مساءلتهم علي قانونية جماعتهم وعن أموالهم وعن تصرفاتهم كما لو كان هناك اتفاق غير معلن علي حساب 28٪ من أبناء الوطن ... سادسا : من المفارقات السياسية أننا نتصارع لانتخاب رئيس ولا يعلم معظم المصريين عن اختصاصاته فهل سيكون حاكما أم شرفيا في دولة رئاسية أم برلمانية ؟ ... سابعا : أن مصر الأخوان والسلفيين تتصارع مع باقي المصريين حول الدستور واللجنة التأسيسية ... ثامنا : أن أمس الأول خسرت البورصة المصرية أكثر من 9 مليارات جنيه في يوم واحد وأن كل يوم مصر تخسر ما لا يقل عن مليار جنية وأننا خسرنا للآن منذ بداية الصراع علي السلطة أكثر من خمسمائة مليار جنية مصري ... تاسعا : أن المصريين وصلوا للهاوية في معيشتهم وأمنهم وتعليم وعلاج أبنائهم ... عاشرا : أن المعلومات غائبة عن من وراء الحريق والقتل وهدم السجون والهجوم علي الشرطة والجيش فمن هم ؟ ... مصر الرئاسة هي صراع بين قوي الوسط وقوي تستغل الدين ، بين ديمقراطية وليدة وبين دكتاتورية واضحة ، بين غالبية مبتدئة أقلية مسيطرة... فماذا سيختار المصريون للرئاسة.. تيار الديمقراطية أم قوي الدكتاتورية؟ .