المصريون مكتئبون بشدة، سحابة سوداء حطت علي الرءوس منذ كارثة الإعادة بين (شفيق ومرسي) والاختيار المستحيل بين مصيبتين، إحداهما سوداء، والأخري سوداء أيضا.. الاثنان مرفوضان تماما، الاثنان نظام قديم، رؤي قديمة، قيم قديمة، وطريقة تفكير بالية، اثنان ينتميان الي الماضي، دون قدره علي فتح النوافذ، وتجديد الهواء، والتطلع للأمام.. لا أمل في الخروج من ذلك النفق المظلم، والعبث، والفوضي والاكتئاب الذي يعصف بنا، سوي المحكمة الدستورية العليا، والتي ينتظر المصريون جميعا أحكامها يوم الخميس القادم،في موضوعين حاسمين: (قانون الانتخابات البرلمانية) المطعون بعدم دستوريته، ودستورية (قانون العزل) الذي سبق أن تم التصديق عليه من البرلمان، ومن المجلس العسكري.. المتوقع والمنتظر، وهو أيضا الحل السحري الذي ينقذنا جميعا من تلك المحنة، محنة الاختيار الرئاسي، هو حل البرلمان وإقرار قانون العزل، وإعادة الانتخابات من جديد، يعني عدم دستورية مجلسي الشعب والشوري، وعدم دستورية الانتخابات، والبدء من جديد، من النقطة صفر.. طبعا هذا هو الارهاق، والاستنزاف العصبي، والنفسي، والسياسي، لكنه أيضا هو الطريق الوحيد الذي يسمح بتصحيح المسار، والتخلص من الآثار السلبية والأخطاء التي تم ارتكابها طوال الفترة الانتقالية، وإنقاذ مصر من كارثة سوداء لا نعلم الي أين تنتهي بنا، فلا دولة مرسي (الدينية) يمكن أن تحمل الخير لمصر، ولا دولة شفيق (الفلولية) يمكن أن تحمل الخير لمصر.. وكأنك يأبوزيد ماغازيت.